قوانين تحرير النقل الجوي نقلة نوعية في عمل “السورية” بعد إيرادات 27 ملياراً مؤشرات الانتعاش تطال زيادة عدد الطائرات وتلبية طلب نقل الركاب المتزايد وشحن البضائع
دمشق – ميس خليل
يبدو أن ثمار التعافي العام أرخت بظلالها على مؤسسة الطيران العربية السورية التي كرست حالة من الصمود وتحدي الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب عليها، لتتجه المؤسسة خلال العامين الماضيين إلى مواصيل الانتعاش التي شهدت عليها الكثير من الصعد الإنتاجية والتطويرية لجوانب العمل بدليل زيادة عدد الطائرات وتلبية الطلب المتزايد لنقل الركاب وشحن البضائع واستمرارها في دورات تأهيل وتدريب الركب الطائر.
وإذا كانت المرحلة القادمة –من وجهة نظر وزير النقل المهندس علي حمود- تتطلب تضافراً كبيراً من جهود العاملين والإداريين والفنيين والطيارين لدفع “السورية” للطيران نحو انطلاقة قوية قادرة فيها على المنافسة وتحقيق إيرادات وتوجيه صرف النفقات والحفاظ على الجودة في الخدمة وسلامة وأمن الطيران، فإن فرصة حضور اجتماع المؤسسة النوعي بمجلس إدارتها الهادف لإقرار الموازنة كانت كفيلة بإيضاح أن قوانين تحرير النقل الجوي ستكون نقلة نوعية في عمل المؤسسة، وعلى مجلس الإدارة أن يكون فاعلاً ومبادراً وحاضراً بقوة في كل خطوة قادمة، وبالتالي من الضرورة بمكان للعمل نحو زيادة عدد الطائرات عبر الشراء والصيانة والتأهيل للمعدات والتجهيزات الأرضية والملاحية، والاستمرار بتدريب الركب الطائر.
ومع أن مجلس إدارة المؤسسة استعرض الخطة الاستثمارية وخطة القوى البشرية العاملة، ليبلغ إجمالي تقديرات الإيرادات لعام 2019 (30 ملياراً و555مليون ليرة)، وتحقيق إيرادات خلال العام الماضي 27 مليار ليرة. إلا أن الحدث اشتمل على مناقشة زيادة عدد الطائرات العاملة ورفد مؤسسة الطيران العربية السورية بالطائرة الكبيرة A340، التي تعمل بسعة مقعدية تعادل طائرتين، ويمكن استخدامها للسفر إلى المقاطع البعيدة والتي أظهرت نتائج تشغيلها على مدى الفترة الماضية نتائج ممتازة وحققت إيرادات كبيرة جداً، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المطارات والمهابط والحفاظ على جاهزيتها الكاملة وخاصة مطارات دمشق، اللاذقية، وتجهيز مطار حلب الدولي بشكل كامل لاستقبال وإرسال الطائرات ليتم تشغيله عند تحسن الظروف الآمنة، وتشغيل مطار الشهيد باسل الأسد في اللاذقية لرحلات المقاطع الخارحية تخفيفاً لأعباء سفر المواطنين من وإلى دمشق، والحد من السفر عبر مطار بيروت.
وناقش الاجتماع التدخل الإيجابي خلال فترة الحرب لمؤسسة الطيران لتخفيف الأعباء والتكاليف عن أهلنا في المنطقتين الشرقية والشمالية بعد انقطاع كافة الطرق البرية، حيث بقي الخط الجوي الواحد للتواصل معهم وتزويدهم بمستلزمات الصمود وذلك من خلال توحيد وتخفيض الأسعار إلى القامشلي على كافة خطوط الطيران العام والخاص، بالإضافة للمساهمة بتخفيض البدلات المترتبة على طائرات الشحن للمحاصيل الزراعية بقيمة /50%/ من البدلات المنصوص عليها بالمرسوم رقم /404/ لعام2000 تشجيعاً للصادرات الزراعية السورية، كما ساهمت السورية للطيران بنقل شحنات أدوية ومواد إغاثية مختلفة من الدول الصديقة، وحلت الكثير من المشكلات التي كانت موجودة سابقاً؛ مما خفف من الآثار الكارثية للحرب وخاصة شحنة أدوية من كوبا.
وناقش الاجتماع بدء ورود طلبات التشغيل من وإلى سورية والعبور عبر الأجواء السورية بعد مشاركة سورية في مؤتمر النقل العالمي بجنيف بحيث تمت المطالبة بضرورة إعادة فتح خطوط الطيران السورية إلى أوروبا وبالعكس، وبالسماح لشركات الطيران المدني بالعبور فوق الأجواء السورية نظراً لما تشكله سورية من عقدة نقل جوية هامة.