موسكو: رفع العقوبات عن سورية لتسهيل عودة المهجّرين
شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على ضرورة رفع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري وتسهيل عودة المهجّرين السوريين إلى ديارهم، مبينة أن هذه الإجراءات تعرقل عملية التسوية السياسية للأزمة في البلاد. وأشارت زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس، إلى أن الحكومة السورية دعت المواطنين الذين اضطرتهم الحرب والاعتداءات الإرهابية لمغادرة البلاد إلى العودة لوطنهم بعد تحرير العدد الأكبر من المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين.
وتؤكد حكومة الجمهورية العربية السورية أنها مسؤولة عن مواطنيها وأمنهم وسلامتهم وتأمين احتياجاتهم اليومية من الحياة الكريمة، وما يتطلبه ذلك من بنى تحتية ومدارس ومشاف.
وبيّنت زاخاروفا أن بلادها ترحّب بدعوة الحكومة السورية، وستقدّم المساعدة الضرورية للشعب السوري في إعمار البلاد، وإيجاد الظروف الملائمة لعودة المهجّرين إلى قراهم وبلداتهم.
وأشارت زاخاروفا إلى أن الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية في منطقة التنف هو أحد أسباب عرقلة عودة المهجّرين السوريين إلى ديارهم لأنه يعوق عملية محاربة الإرهاب، لافتة في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة تمنع وصول المساعدات الإنسانية للمهجّرين في مخيم الركبان الذين تحولوا إلى رهائن لدى الإرهابيين. وأعربت زاخاروفا عن تفاؤل بلادها بأن المجتمع الدولي سيستجيب لدعوات الحكومة السورية برفع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي فرضت على الشعب السوري، وكانت سبباً إضافياً في سعي السوريين إلى مغادرة بلدهم وبأن المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي سيتحملون مسؤولياتهم في المساهمة بتوفير متطلبات العودة الطوعية للمواطنين السوريين إلى بلادهم. وأشارت زاخاروفا إلى أن وسائل الإعلام الغربية تشن حملة دعاية كاذبة بالتزامن مع عملية الجيش السوري لتخليص مناطق جنوب البلاد من الإرهابيين، لافتة إلى أن الواقع على الأرض يختلف كلياً عن الصورة التي يرسمها ذلك الإعلام استناداً إلى الادعاءات الاستفزازية التي تروجها ما تسمى “الخوذ البيضاء” وغيرها من المنظمات والشخصيات الممولة من العواصم الغربية.
وفي أستانا، أعلن نائب وزير الخارجية الكازاخستاني رومان فاسيلينكو أن بلاده مستعدة لمواصلة تقديم منصة لإجراء المحادثات لإيجاد حل للازمة في سورية.
وقال فاسيلينكو: نحن على استعداد لتقديم خدماتنا كطرف مستضيف لإجراء المحادثات حول سورية، مشيراً إلى أن اتخاذ قرار بشأن عقد هذه المحادثات يتم من قبل الدول الثلاث الضامنة، وهي روسيا وإيران والنظام التركي إضافة إلى الأطراف السورية، وأشار إلى أن بلاده تقيّم بشكل إيجابي المحادثات التي جرت في أستانا حول سورية.
وكانت العاصمة الكازاخية أستانا استضافت تسعة اجتماعات حول سورية كان آخرها في الرابع عشر والخامس عشر من أيار الماضي، ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل في إطار عملية أستانا في مدينة سوتشي الروسية نهاية الشهر الجاري. وفي بيروت، أكدت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية اللبنانية في البقاع أن انتصارات الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة على الإرهابيين قصمت ظهر المؤامرة الإرهابية الكونية على سورية، ودعت، في بيان أصدرته بعد اجتماع في مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي في كسارة زحلة، إلى التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية وفتح خطوط التواصل بينهما لتسهيل عودة المهجّرين السوريين من لبنان. وفي القاهرة، أكد نائب رئيس حزب التجمع التقدمي المصري عاطف مغاوري أن التضحيات والصمود الأسطوري للدولة السورية ومؤسساتها وفي مقدمتها الجيش العربي السوري في مواجهة المؤامرة الكونية التي تستهدفها يعدان مصدر فخر وشرف لكل الأمة العربية. وشدد مغاوري على أن الانتصارات التي تحققها سورية لتحرير كامل ترابها الوطني من الإرهاب وسحق العصابات الإرهابية تجعل العملاء والوكلاء عاجزين عن تنفيذ مخططاتهم، وهو ما يجبر أصحاب المخطط الأصلاء على التدخل لمساندة عملائهم في سورية، وخير دليل على ذلك العدوان الأميركي والتركي المتكرر على الأراضي السورية، وأشار إلى أن سورية اليوم تدخل مرحلة إعادة إعمار ما خلفته تلك الحرب الكونية ضدها، منوّهاً بقدرة الإنسان السوري على إعادة البناء.