30 ألف يعودون إلى داعل.. وقواتنا المسلحة تتقدم في صيدا
بخطوات ثابتة وإصرار على حسم المعركة بأسرع وقت ممكن تسير عمليات الجيش العربي السوري في درعا، وتمكنت وحدات من قواتنا المسلحة أمس من دخول بلدة صيدا، أكبر معاقل إرهابيي النصرة، في ريف المحافظة الشرقي، واقتربت من السيطرة عليها بشكل كامل بعد أن كبّدت الإرهابيين خسائر كبيرة في العديد والعتاد وفرار العشرات منهم إلى القرى المجاورة.
وبعد أن أعاد الجيش الأمن والاستقرار إلى بلدة داعل، بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها، وعاد نحو 30 ألفاً من أهلها إلى منازلهم بعد سنوات من التهجير القسري الذي فرضته عليهم المجموعات التكفيرية، وعبّروا عن امتنانهم لقواتنا المسلحة التي خلصتهم من رجس الإرهاب.
وفي إطار استكمال تأمين القرى والبلدات والمزارع بريف حمص الشمالي لتمكين حالة الأمن والأمان واصلت الجهات المختصة تمشيط منطقة الحولة، وعثرت فيها على عبوات ناسفة مختلفة وقذائف متنوعة من مخلفات الإرهابيين، فيما قامت الجهات المختصة في ريف حماة بتسوية أوضاع 80 مسلحاً في بلدة جرجيسة بريف المحافظة الجنوبي بعد تسليم أسلحتهم، وذلك في إطار الجهود المبذولة لحقن الدماء وإعادة من ضل الطريق إلى حضن الوطن.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدات من الجيش سلسلة عمليات، تركزت على اتجاه الجمرك القديم في الأطراف الجنوبية لمنطقة درعا البلد، حيث تنتشر مجموعات إرهابية تتبع لتنظيم جبهة النصرة تستهدف بالقذائف الأحياء السكنية في مدينة درعا، وأسفرت العمليات عن تدمير عدد من منصات إطلاق القذائف وتكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد.
إلى ذلك تقدمت وحدات الاقتحام في الجيش داخل بلدة صيدا بعد معارك عنيفة مع المجموعات الإرهابية التي سقط العديد من أفرادها قتلى ومصابين، بينما فر الباقون باتجاه بلدة الطيبة المجاورة، حيث تقوم وحدات الجيش بالقصف على فلولهم المندحرة بالأسلحة المناسبة. وأشار أحد القادة الميدانيين إلى أن وحدات الجيش سيطرت على كتيبة الدفاع الجوية الواقعة بين بلدتي كحيل وصيدا وعلى معظم أحياء بلدة صيدا بالتزامن مع قيام وحدات الهندسة بإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون بين منازل المواطنين والشوارع الرئيسية، ولفت إلى أنه تم القضاء على العديد من إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به، مبيناً أن الإرهابيين يعيشون حالة من التخبط والفرار الجماعي باتجاه بلدتي الطيبة وأم المياذن القريبتين من الحدود الأردنية. وذكر القائد الميداني أنه أثناء تقدم الجيش داخل بلدة صيدا تم تأمين الأهالي وتقديم المتطلبات الأساسية والضرورية. وتقع بلدة صيدا شرق مدينة درعا بنحو 10 كم، وهي أحد أخطر معاقل الإرهابيين بالريف الشرقي وبتحريرها يكون الجيش حقق خطوة مهمة لجهة إنهاء الوجود الإرهابي في كامل الريف الشرقي.
كما طالت عمليات الجيش خلال الساعات القليلة الماضية أوكار الإرهابيين في القسم الجنوبي من بلدة اليادودة وبلدة النعيمة الواقعة على بعد 4 كم شرق مدينة درعا، وأسفرت العمليات عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوف المجموعات الإرهابية وقطع العديد من خطوط إمدادها وتحركاتها. وأسفرت العملية العسكرية التي بدأها الجيش قبل نحو 10 أيام ضد التنظيمات الإرهابية في درعا عن تحرير العديد من القرى والبلدات، بينما أرغمت المجموعات المسلحة في مناطق أخرى على الاستسلام تحت ضغط العمليات العسكرية وتسليم أسلحتها وذخيرتها.
وفي ظل الاستقرار الذي تعيشه بلدة داعل بريف درعا الشمالي بعد إتمام اتفاق المصالحة واستعادتها لدورة حياتها، عاد إليها أكثر من 30 ألفاً من سكانها الذين غادروها في أوقات سابقة بفعل ممارسات الإرهاب.
“سانا” التقت عدداً من العائدين إلى داعل الذين هجّروا منها قسراً بسبب الإرهابيين واعتداءاتهم، حيث قال عيسى عوير: إنه خرج من داعل عنوة قبل 6 سنوات بعدما سيطر الإرهابيون على البلدة مصطحباً معه أفراد عائلته إلى مدينة السويداء لتبدأ معه رحلة ألم الفراق لبيته ومعرضه الذي بناه بعرق وجهد. ويصف الحاج عيسى الليلة التي سبقت عودته إلى منزله قائلاً: في يوم المصالحة لم أنم الليل كنت أعد الساعات لأرى خيوط الشمس الأولى، حيث سارعت أنا وزوجتي لأحزم أمتعتي وأمتعة أفراد أسرتي، وانطلقت بسيارتي، لا تسعني الفرحة، وكأنني ولدت من جديد.
عودة الأهالي جاءت بالتوازي مع التحسن المضطرد للخدمات في البلدة، وأشار مختار داعل يوسف الحريري إلى أن كل شيء في داعل يعود إلى وضعه تدريجياً، حيث عادت قوى الأمن الداخلي إليها، وبدأت أعمال إعادة تأهيل الناحية ومركز الشؤون المدنية، مبيناً أن عدد سكان المدينة انخفض إلى 20 ألف نسمة أثناء سيطرة التنظيمات الإرهابية عليها، واليوم تشهد عودة أعداد كبيرة إليها، حيث بات يقطنها حالياً نحو 50 ألف شخص.
وأضاف الحريري: إن هناك تحديات كبيرة تتعلق بالخدمات نظراً للاعتداءات التي طالت كل البنى التحتية من كهرباء ومياه واتصالات كما أن المحروقات متوافرة بالحد الأدنى، لافتاً إلى أن محافظة درعا بدأت بتأمين المواد الأساسية منذ يوم أمس، حيث قامت بإيصال اسطوانات الغاز المنزلي بكميات كبيرة في الوقت الذي لجأ فيه المواطنون إلى استخدام الطاقة الشمسية كمصدر بديل للطاقة الكهربائية نظراً لتعرض خطوط التوتر من محطة تحويل الشيخ مسكين إلى التخريب من قبل التنظيمات الإرهابية، وأوضح أن الواقع الصحي في المدينة يتحسن تدريجياً بالتوازي مع استئناف المركز الصحي عمله إضافة إلى تزويد صيدليات البلدة بمختلف أنواع الأدوية، في حين لا يزال هناك بعض النقص في أدوية الأطفال.
أهالي داعل أشاروا إلى أن بلدتهم لم تشهد استقراراً وأمناً كما اليوم، موجهين النداء لباقي الأهالي ولكل أبناء سورية الذين ما زالوا يعيشون خارج بيوتهم ووطنهم بأن يعودوا إليها.
ولأن داعل واحدة من البلدات التي اشتهرت بنشاطها الاقتصادي المتنوع، فقد استأنف أصحاب المحال التجارية في المدينة نشاطهم التجاري، وامتلأت محالهم بالبضائع المتنوعة كالمواد الغذائية واللحوم والخضار ومواد البناء والحرف المتنوعة، فيما تابع مزارعوها عملهم في أراضيهم، حيث المحاصيل المتعددة من فواكه وخضراوات وأقماح، وأكد المزارعون من أهالي البلدة أنهم لم يتخلوا يوماً عن أرضهم التي يزرعونها منذ سنين طويلة، وهم مستمرون في حفرها وسقايتها وتسويق محاصيلها وأن تمسكهم بها عنوان لتمسكهم بوطنهم، مطالبين الجهات المعنية بالإسراع بتوفير المحروقات والأسمدة.
وكانت بلدة داعل في الريف الشمالي لمحافظة درعا انضمت يوم الجمعة الفائت إلى المصالحات بعد تسليم المسلحين أسلحتهم للجيش تمهيداً لتسوية أوضاعهم وفق القوانين والأنظمة النافذة، وعملت الجهات المعنية بعدها على إعادة تأهيل كل القطاعات الخدمية بالتوازي مع عودة السكان بعد أن هجّروا بفعل التنظيمات الإرهابية.
وفي إطار الجهود التي تقوم بها الجهات المعنية للتخفيف من معاناة الأهالي أقامت مركزاً للإقامة المؤقتة في بلدة جباب بريف درعا الشمالي والذي يستضيف نحو 453 أسرة من مدينة نوى وقرية الشيخ سعد إلى الشمال الغربي من مدينة درعا هربت من اعتداءات التنظيمات الإرهابية التي تعتدي عليهم وتتخذهم دروعاً بشرية.
ويضم المركز الذي أقامته محافظة درعا في الـ 27 من حزيران الفائت عيادة متنقلة ونقطة طبية ونقاطاً لتوزيع مستلزمات الإقامة والمواد الغذائية والصحية، إضافة إلى توفير المياه عبر الصهاريج بينما توجد فرق إغاثية ودعم نفسي من كل من دائرة العلاقات المسكونية والتنمية والهلال الأحمر العربي السوري وجمعيات خيرية في المحافظة.
وفتحت الجهات المعنية في درعا مؤخراً ثلاثة ممرات إنسانية آمنة لتسهيل خروج المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية، وهي ممر للمنطقة الشرقية على اتجاه خربة غزالة، والممر الثاني على اتجاه المنطقة الغربية داعل خربة غزالة، والممر الثالث هو على اتجاه كفر شمس دير البخت، وتم نقل المدنيين إلى مركز الإقامة المؤقتة في قرية جباب.
“سانا” زارت مركز الإقامة المؤقتة، والتقت القائمين عليه، ووثقت الخدمات التي تقدم للمدنيين القاطنين فيه، حيث أوضح الدكتور إبراهيم عبود رئيس النقطة الطبية في المركز أنه يتم تقديم خدمات صحية من فحوصات وأدوية، ويضم المركز عيادة نسائية، إضافة إلى تقديم اللقاحات للأطفال المتسربين، مبيناً أن عدد المراجعين للنقطة الطبية يبلغ نحو 300 شخص يومياً وأنه يتم تحويل الحالات الحرجة التي تتطلب عناية خاصة إلى مشفى الصنمين ومشافي دمشق.
إحدى السيدات من بلدة الشيخ سعد تقول وكلها أمل بانتهاء معاناتها بدحر الإرهابيين: إن الوضع جيد في المركز، وهو يوفر كل الخدمات من صحة ومياه وغذاء، متمنية العودة القريبة إلى بلدتها.
مواطن آخر من مدينة نوى، يوجه نداء إلى أبناء المدينة الذين توجهوا إلى الحدود السورية الأردنية بأن يعودوا إلى الأماكن التي تؤمنها المحافظة بدلاً من الانتظار على الحدود، فالخدمات والإقامة المؤقتة في المراكز تحت رعاية الدولة لا توازيها أي مغريات أو وعود كاذبة لاستقبالهم، مؤكداً أن العودة قريبة جداً إلى منازلهم بعد تحريرها من الإرهاب.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستقبل بلدة جباب الأهالي الهاربين من ظلم وسطوة التنظيمات الارهابية واعتداءاتها، حيث استضافت غير مرة عشرات العائلات في مدارس البلدة وبيوتها، وفي هذا الإطار يشير عبد المجيب الجمعات رئيس جمعية جباب الخيرية إلى أن الجمعية بادرت منذ اليوم الأول إلى تقديم الخدمات الطبية والإغاثية عبر عيادتها، كما سارع المتبرعون من أبناء البلدة بالتعاون مع الجمعية وجمعية البر والخدمات في درعا لتأمين وجبات الطعام للمقيمين في مركز الإقامة المؤقتة، حيث يشرف أحد طباخي البلدة على إعداد وجبات غذائية لنحو 600 عائلة يومياً.
في الأثناء واصلت التنظيمات التكفيرية اعتداءاتها على الأحياء السكنية الآمنة، حيث استشهد مدني وأصيب 10 آخرون بجروح متفاوتة جراء اعتداء المجموعات الإرهابية المنتشرة في بلدة النعيمة والجمرك القديم ومخيم النازحين على المنازل السكنية في أحياء عدة في مدينة درعا. وذكرت مراسلة سانا أن المجموعات الإرهابية المنتشرة في مخيم النازحين بدرعا البلد استهدفت بعد ظهر أمس الأحياء السكنية في مدينة درعا بعدد من القذائف الصاروخية ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة 8 آخرين، جروح بعضهم خطرة ما يجعل عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع. ولفتت المراسلة إلى أن وحدة من الجيش ردت على مصادر إطلاق القذائف بتوجيه ضربات مدفعية مركزة أسفرت عن تدمير عدد من منصات لإطلاق القذائف وتكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد.
وفي ريف حمص عثر عناصر الهندسة في الجهات المختصة على أسلحة وذخيرة وعبوات ناسفة ومضادات للدروع وقذائف صاروخية من مخلفات الإرهابيين خلال تمشيطهم منطقة الحولة، وكانت المضبوطات محفوظة في أوكار المجموعات الإرهابية بطريقة تمنع تأثير العوامل الجوية والطبيعية عليها للمحافظة عليها أطول فترة ممكنة، حيث كانت تستخدمها للاعتداء على المدنيين في القرى والبلدات المجاورة.
من جهة ثانية قامت الجهات المختصة بالتعاون مع لجان المصالحة المحلية في حماة بتسوية أوضاع 80 مسلحاً في بلدة جرجيسة بعد أن سلموا 80 بندقية حربية و5 رشاشات كانت بحوزتهم، وأشار مراسل “سانا” إلى أن تسوية أوضاع المسلحين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية مستمرة في البلدة، حيث من المقرر أن تشمل نحو 600 شخص.
من جهة أخرى أكد مراسل سانا فى حماة أنه لا صحة للمعلومات التى تداولتها بعض وسائل الإعلام عن انفجار سيارة مفخخة في مدينة محردة والانفجار ناتج عن انفجار مستودع ذخيرة
ونقل المراسل عن مصدر فى قيادة شرطة حماة قوله أن الانفجار الذي سمع دويه فى مدينة محردة أمس ناجم عن انفجار مستودع للذخيرة في الحي الغربي من المدينة، وأسار المصدر إلى أن انفجار مستودع الذخيرة ناجم عن خلل تقني.