الجيش اليمني يستهدف بطائرة مسيّرة مقر تحالف العدوان في عدن
استهدف سلاح الجو المسيّر في الجيش اليمني بغارات جوية مقر قيادة تحالف العدوان السعودي في مديرية البُرَيْقَة في عدن، وشدد مصدر عسكري يمني على: “أن العدو أصبح مكشوفاً ولن يكون بعد اليوم في مأمن من غاراتنا.. على العدو أن يعيد حساباته والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت”، فيما أفاد مصدر عسكري يمني بسيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية على تبّة عسيلة والدار الشرقي في منطقة حِمْيَر بمديرية مَقبنة بتعز جنوب البلاد، مضيفاً: “إن الجيش واللجان سيطروا أيضاً على الدار الشرقي في مقبنة”، وذلك بعد عملية هجومية على تجمعات مرتزقة النظام السعودي.
واستمرت عمليات الجيش واللجان امتداداً إلى الساحل الغربي، في وقت أفاد مصدر عسكري بقصف مدفعي للجيش واللجان على تجمعات وتحصينات ومرابض مدفعية قوات العدوان السعودي غرب مديرية حَيْس جنوب محافظة الحديدة غرب اليمن.
كما شنّت طائرات التحالف غارة جوية على مديرية السوادية بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
وفي حجة غرب اليمن، قُتل وجُرح العشرات من قوات هادي والقوات السعودية بينهم قيادات خلال كسر الجيش واللجان عدد من الزحوف لهم باتجاه جبل النار في حرض الحدودية، وقال مصدر عسكري يمني: “إن طائرات التحالف ساندت قواتها على الأرض بشنّ 14 غارة جوية، بالإضافة إلى مساندة طائرات الأباتشي التي استهدفت بـ12صاروخاً جبل النار بحرض”.
وفي جبهة ما وراء الحدود اليمنية السعودية، أفاد مصدر عسكري يمني بسقوط قتلى وجرحى من قوات هادي والقوات السعودية في عملية نوعية للجيش واللجان على تجمعاتهم قبالة موقع السُديس بنجران السعودية، مؤكداً أسر الجيش واللجان خلال العملية عدداً من قوات هادي والسعودية قبالة موقع السديس بنجران.
في السياق، قال قيادي في حركة أنصار الله: “إن موقف الحركة لم يتغيّر بشأن الحديدة ومينائه، وإن شروط تحالف العدوان لا تعني اليمنيين”، وأكد إبلاغ المبعوث الأممي مارتن غريفيث رفض أي حلول جزئية والإصرار على حل سياسي شامل، لافتاً إلى أن غريفيث وعد بتضمين كل ما طرح عليه في صنعاء في إحاطته التي سيقدمها لمجلس الأمن، وأشار إلى أن تحالف العدوان يحاول حصر المشكلة في الحديدة وأنها مشكلة اليمن كله.
كما حمّل القيادي في أنصار الله التحالف السعودي مسؤولية إشعال معركة الحديدة، مؤكداً أنه يتحمّل مسؤوليتها أخلاقياً وإنسانياً.
من جهته، رحّب رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط بأي دور روسي أو أوروبي لدعم الجهود الرامية للوصول إلى تسوية سياسية في اليمن عبر خلق قدر من التوازن في المواقف الدولية.
وخلال لقائه رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن أنطونيا كالفو بويرتا، انتقد المشاط دور الأمم المتحدة في اليمن الذي تسيطر عليه دول بعينها وتسيره في اتجاه إطالة أمد الحرب، بحسب تأكيده، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على الدول التي تشغل مصانع أسلحتها على حساب دماء اليمنيين لوقف دعمها.
في الأثناء، أعلنت الأمم المتحدة عن نزوح أكثر من مئة وعشرين ألف شخص من محافظة الحديدة جراء غارات التحالف والمعارك الدائرة هناك.
وفي تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، أكد أن عدداً متزايداً من المرافق الصحية في الحديدة تتعطل بسبب الوضع الأمني، كما لفت التقرير إلى أن هناك سبعة مرافق أغلقت أو علقت عملياتها مؤقتاً، مشيراً إلى أنه جرى تقديم المساعدة إلى أكثر من عشرة آلاف أسرة نازحة من الحديدة.
إلى ذلك، دعت منظمة “أوكسفام” مجلس الأمن إلى عدم السماح بأن تصبح الحديدة مقبرة وأن تُمارس أقصى الضغوطات الدبلوماسية على الأطراف المتحاربة للاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى محادثات السلام.
وأشارت إلى أن مصير 600 ألف شخص معلّق في كفي الميزان، والخوف الحقيقي هو أن هذا مجرد مقدمة للهجوم الذي سيؤدي إلى خسائر واسعة النطاق في الأرواح.
كما أعربت المنظمة عن أكبر مخاوفها من زيادة تفشي وباء الكوليرا، مضيفةً: “إنّ الحديدة كانت أحد أكثر المناطق الموبوءة بالكوليرا العام المنصرم، وإن تكرر ذلك سيكون مدمراً للناس هناك”، وأوضحت أنّ محافظة الحديدة واحدة من أسوأ المناطق المتضررة في اليمن، مشيرةً إلى أنّ ربع الأطفال هناك يعانون من سوء التغذية، وأضافت: “يعاني في الحديدة ما يقارب من 800 ألف شخص من الجوع المفرط، ولا يزال اليأس مسيطراً على الوضع”.
في هذا الإطار، ذكرت أنّ 35000 شخص أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب القتال حول الأطراف الجنوبية للحديدة وقد استقروا في أجزاء المدينة البعيدة عن القتال بينما نزح الكثيرون منهم إلى المدارس، ولفتت المنظمة إلى أنّ الحصول على المساعدة في المدينة يشكل تحدياً حقيقياً، وسيكون أكثر صعوبة إذا ما اشتد القتال، وقالت: “إنّ الفقراء لا يستطيعون تحمّل التكلفة العالية لمغادرة الحديدة والتي من الممكن أن تُكلف 60 ألف ريال (أي 115 جنيهاً استرلينياً) لإخراج عائلة واحدة”.