الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

أطفال سيّار يجدون البديل عن الضجيج

 

لوحات صغيرة جسدت أوراق الورد الحمراء ومشاهد تعبيرية لزوايا من الطبيعة صوّروها وفق رؤيتهم وتخيلاتهم بين ظلال العتمة والضوء، وعبّرت عن تكويناتهم، إضافة إلى استخدامهم تقنية الكولاج لورق السلفان على ألواح صغيرة من الورق المقوى لتشكيل ألعاب لايملكونها في حياتهم المغرقة بالحرمان من كل شيء، وجدوا لمسة حنان مفقودة في عالمهم الضيق وبقعة ضوء في مبادرة مشروع سيّار الذي يهتم بأوضاع الأطفال المتسولين ويسعى على توعيتهم، وعلاجهم من خلال الفنون، فكان معرض (العلاج بالفنّ) المقام حالياً في المركز الثقافي العربي في –أبو رمانة-أنموذجاً صغيراً لهذا المشروع الهادف.
وتحدثت المدربة وفاء درويش عن هؤلاء الأطفال المختلفين عن بقية الأطفال من حيث عوالمهم الحياتية والنفسية، إذ يعمل المتطوعون على استقطابهم من الشوارع والأمكنة المختلفة، ويحاولون إقناعهم بالالتحاق بالمركز الثقافي العربي في –أبو رمانة- لحضور جلسات التوعية وإشغالهم بورشة تعليمية وتوعوية إضافة إلى ورشة للفنون والأشغال، وترك الحرية لهم باختيار الموضوعات التي يرسمونها من وحي أفكارهم وبما يحلمون به، كما يعملون على صناعة ألعاب بورق السلوفان والأشغال.
وأضافت بأنهم يجدون صعوبة بالتعامل معهم لاسيما أن عددهم يتجاوز الخمسين يتغيب بعضهم في مرات ثم يعودون في مرات قادمة، إلا أن مبادرة سيار تنجح بمحاولاتها بإعادة الأطفال إلى الطريق السليم ومن ثم انضمامهم إلى مراكز الإيواء، لتخلص بأن القاسم المشترك بين رسومات الأطفال هو المناظر الطبيعية الهادئة والمساحات الصحراوية الواسعة مما يدل على حلمهم بإيجاد عالم هادئ بعيد عن ضجيج الشوارع.
ملده شويكاني