رنيم عودة: الكتابة شغفي ومتمسكة بحلمي حتى النهاية
عمرها الصغير لم يوقفها عن المضي في تحقيق حلمها بأن تصبح كاتبة، ودراستها لم تكن عائقاً في إكمال مشوارها الفني والمشاركة في كتابة عدة أعمال درامية عرضت خلال الموسم الرمضاني الفائت. وقد وجدت الشابة رنيم عودة في الكتابة الوسيلة الوحيدة للتعبير عن ما يدور في داخلها اتجاه المجتمع بكل شرائحه، ولأنها أحبت أن تبدأ مشوارها باكتساب الخبرات كانت البداية عبر مشاركتها مع الكاتب مروان قاووق في المسلسل العربي المشترك “عندي قلب” للمخرج أسامة حمد، ومسلسل البيئة الشامية “جرح الورد” و”عطر الشام” بجزئه الثالث.
توجهت رنيم للكتابة الدرامية فكانت مشروعها في الحياة، وعن تجربتها وبداياتها في الكتابة قالت:
الكتابة شغفي منذ الصغر، وأي إنسان ينتهي حلمه إن افتقر للطموح والإصرار لتحقيقه، لذلك أنا مصرة على التمسك بحلمي وأحاول أن أحقق فيه المزيد من التقدم والنجاح وأسعى جاهدة لتطوير أدواتي دائماً، وأنا مؤمنة أن على الكاتب أن يثق بإحساسه فهو صادق دائماً، وأن يمتلك القدرة على صياغة المعاني ومحاكاة أوجاع المجتمع بكل فئاته، فالكتابة أداة للإجابة عن الأسئلة المحيرة التي تواجه معظم الناس في حياتهم اليومية، وغالباً عندما أكتب أنعزل عن كل الضوضاء المُحيطة بي، ولأن الإلهام لا مواعيد له فهو قد يأتيني في أي وقت وأبدأ في الكتابة لعل وعسى أجد رؤية وأفكاراً جديدة قابلة للطرح تفيد المجتمع والناس، بالإضافة إلى الخواطر التي تأتي من معيشتنا اليومية من خلال اللقاءات مع الناس والتي تولد شرارة لفكرة، ويساعدني الخيال الذي أجد نفسي من عشاقه لأقصى حد.
المرأة مشروعي الأساس
لطالما كان هناك كاتبات عبّرن عن الأنثى وهمومها ومعاناتها، وبالتأكيد سيكون للأنثى عند رنيم نصيب كبير من كتاباتها وعن ذلك تقول:
تتضمن الدراما العديد من الاتجاهات منها البوليسي والاجتماعي والكوميدي وغيرها، ويتم التنويع ضمنها كلها بطرق سلسة وقريبة من الناس، إلا أن مشروعي الأساسي هو “المرأة” التي سيكون لها مكانة خاصة في كتاباتي من جهة لأنني أنثى وأستطيع التعبير عن كل ما يخصني، ومن جهة أخرى أنا على علم بكل ما تتعرض له من ظلم في مجتمعنا الشرقي.
مغامرة الكتابة
عُرفت طالبة الأدب الفرنسي من خلال مشاركتها مع الكاتب مروان قاووق في عدة أعمال، وعن إمكانية تقديم تجربة كتابية لوحدها قالت:
كل ما عندي لم يكن ليتوج وينتقل إلى أرض الواقع لولا معرفتي بالأستاذ مروان قاووق الذي منحني من خبرته الكبيرة في الكتابة، وصقل موهبتي لتظهر على الشاشة الصغيرة، وأنا أطمح دائماً أن أكون كاتبة متميزة في الوطن العربي مثله تماماً، فهو المرجع الأول لي ويجب أن استفيد منه، ولغاية اليوم سأكون مرتبطة بنتاجي الإبداعي معه.
تحتاج الكتابة وخاصة في مجال الدراما إلى تراكم للخبرة والمعرفة، وعن مغامرة خوض الكتابة الدرامية مع كتاب مخضرمين في هذا المجال قالت رنيم:
ليس لخوض المغامرات عمر ولا زمن، المهم أن يكون الإحساس نابع من الداخل وتدعمه القدرة على الإنجاز.
قضايا الشباب
سنوات الحرب جرفت الجميع في تيارها، والشباب كانوا أكثر من دفع ضريبتها وعن أعمال تتناول قضايا الشباب تقول:
أنا مدركة تماماً لهموم الشباب وخاصة أن الأزمة تركت أثرها على الجميع، وبالتأكيد سيتم تسليط الضوء على قضايا خاصة بهم وسنحاول تقديم وإيجاد حلول لمشاكلهم في فترة الحرب سواء كانت هجرة أو مشاكل اجتماعية واقتصادية وغيرها.
اعتمدت رنيم عودة في بداية عملها ككاتبة على التجربة إلا أنه فيما بعد تحولت الشخصيات الدرامية والأحداث إلى جزء من حياتها، أما الرواية فأين نصيبها من إبداعها فتقول:
لا أملك الجرأة لاقتحام عالم الرواية لأنها مجال لم يتألق فيه إلا القليل، فهي دقيقة بكل تفاصيلها وتعتمد على جذب القارئ وتشويقه، والأهم من ذلك هو الحوار الملفت والمتميز الذي يربط الأحداث ببعضها.
جمان بركات