أخبارصحيفة البعث

“صفقة القرن وآثارها على القضية الفلسطينية” في ندوة بدمشق

دمشق- سنان حسن:
أقامت اللجنة الشعبية العليا العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، أمس، ندوة سياسية بعنوان “صفقة القرن وآثارها على القضية الفلسطينية” بحضور ممثلي عن الفصائل والأحزاب والفعاليات والاتحادات الفلسطينية.
وأكد خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن “صفقة القرن” هي محاولة للالتفاف على المنطقة مجدداً عبر بوابة القضية الفلسطينية، وهي طرحت أثناء زيارة ترامب للرياض بحضور 50 “زعيماً” عربياً وإسلامياً، لذلك فالهدف الأساسي هو تصفية القضية الفلسطينية والانطلاق مجدداً بمشروع جديد يستهدف محور المقاومة وخاصة إيران وسورية بعد الانتصارات التي تحققت، مؤكداً أن الموقف الفلسطيني موحّد تجاه صفقة القرن، فالشعب يقاوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال مسيرات العودة في قطاع غزة، والهبات الجماهيرية في الضفة، مشدداً على أهمية الترابط الوطني والقومي بين الفلسطينيين ومحور المقاومة بعد أن استطاع محور المقاومة هزيمة المشروع الكبير.
وأوضح أنه تقع على عاتق الفلسطيني في الخندق الأمامي ومحور المقاومة مسؤولية أكبر لزيادة الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني، خاصة أن المحتل يشعر بالارتباك والخوف من الحراك في الداخل الفلسطيني (الطائرات الورقية قي قطاع غزة)، وذكر البنود الرئيسية لصفقة القرن، ألا وهي: تتنازل مصر عن 770 كيلومتراً مربعاً من أراضي سيناء لصالح الدولة الفلسطينية المقترحة، ومنطقة الـ (720 كيلومتراً مربعاً) توازي 12% من مساحة الضفة الغربية، وفي مقابل هذه المنطقة التي ستُضم إلى غزة، والمطلوب من الفلسطينيين أن يتنازلوا عن 12% من مساحة الضفة لتدخل ضمن السيطرة الإسرائيلية، وفي مقابل الأراضي التي ستتنازل عنها مصر للفلسطينيين، تحصل القاهرة على أراضٍ من جنوب غربي النقب (منطقة وادي فيران).
وبيّن عبد المجيد ادعاءات أمريكا للمكاسب التي ستحصل عليها مصر، مقابل استعدادها للتنازل للفلسطينيين، وهي: استلام مصر قطعة أرض من الكيان الصهيوني في صحراء النقب تحقق تواصلاً جغرافياً مع القسم الرئيسي من الشرق الأوسط، عبر شق نفق يربط بين مصر والأردن، ويخضع للسيادة المصرية، إضافة للمطار الجوي، والسماح بامتلاك الطاقة النووية، وأضاف: لا تستطيع غزة الاستمرار بمساحتها الحالية، فالقطاع لا يملك الحد الأدنى من الأراضي التي تتيح لسكانه بناء اقتصاد مستقر، ولا على تنمية مستدامة، ولذلك طرحت واشنطن توسيع مساحة قطاع غزة لحل المشكلات الاقتصادية المتصاعدة وتشغيل الفلسطينيين في مشاريع غربية وعربية سيتمّ إنشاؤها في الأراضي التي سيتم اقتطاعها من مصر، وأردف: هناك وعود من الولايات المتحدة الأمريكية بتحويل غزة لمنطقة جذب في النمو الاقتصادي، وتحويلها مركزاً للتجارة الدولية الحرة، مقابل أن يتنازل الفلسطينيون عن أجزاء من الضفة الغربية.
وأما عن المكاسب الأردنية، فأوضح عبد المجيد أنها تتلخص في الحصول على منظومة طرق، وسكك حديدية تربط الميناء الدولي في غزة الكبرى بدول الخليج.
وتركّزت المداخلات على أهمية توحيد الصف الفلسطيني من خلال تفعيل المصالحة بين القوى الفلسطينية على اختلاف توجهاتها ومساراتها، فالمستهدف القضية وفلسطين بالكامل، وبالتالي يجب الترفّع عن الخلافات الضيّقة والالتفات للدفاع عن فلسطين في مواجهة الهجمة الكبيرة التي تشنها الصهيونية العالمية، كما طالبت بتعزيز ودعم فصائل المقاومة في هذا الوقت بالذات، وتوجيه دعوات لكافة المنظمات والمؤسسات الدولية لرفع الحصار الخانق عن غزة.