/196/ مليوناً و/600/ ألف ليرة قيمة عقد ترحيل القمامة لثمانية أحياء بحمص
تعرّض قطاع النظافة في مدينة حمص لأضرار كبيرة خلال سنوات الحرب، وفقد عدداً كبيراً من العاملين فيه، وخاصة الذين يقومون بتنظيف الشوارع، كما عانى من نقص الإمداد، وزيادة حجم العمل بسبب تبعات الأزمة، رغم قلة الكوادر والآليات، لأن موضوع النظافة بالمدينة خدمي يومي لا يمكن تجاهله أو تأجيله، وتبذل مديرية النظافة جهوداً واضحة لمواجهة هذا الموضوع الذي يعني الجميع، والتوعية بأهمية النظافة هي مسؤولية مجتمعية عامة بدءاً من المؤسسة التربوية.
المواطن شريك أيضاً
كل المواطنين يريدون حاويات قريبة، لكن ليس أمام منازلهم، وعدم الالتزام بمواعيد رمي القمامة، واستخدام الأطفال في رمي القمامة قرب الحاويات، ما يتعلق بالمواطن، هناك فئة من المواطنين تتعاطى مع الشارع بشكل غير إيجابي، بل هو يستدعي التعدي غالباً، وهذا ينطبق على المرافق العامة والممتلكات، يضاف إلى ذلك تفشي ظاهرة النبّاشين بالحاويات.
الأسواق العشوائية، والفوضى التي ترافقت مع تراجع أعمال مصلحة النظافة خلال السنوات الماضية، زادتا من معاناة المدينة التي تراكمت فيها المخلفات إلى جانب الأنقاض، بالإضافة إلى عدم التقيد بمواعيد رمي القمامة بشكل صحي، وعدم انضباط أصحابها بقوانين النظافة.
إمكانيات متواضعة
تمتلك مديرية النظافة حالياً /٥٢/ آلية ضاغطة موزعة على مختلف الأحياء بواردية صباحية فقط، وهذا التخديم بالمستوى الحدي مواز للإمكانات، كما قال عماد الصالح مدير النظافة بحمص، ويضيف: خلال الأزمة تم فقد الكثير من الآليات، بعضها تعطل، وبعضها الآخر فقد أو احترق، وخرج من الخدمة.
ستة أيام تخديم
العطلة الأسبوعية يوم الجمعة فقط، وفي المناسبات، وحالياً يتم تسيير أربع سيارات ضاغطة على المحاور الرئيسية، وبسبب نقص الكادر البشري من عمال وسائقين، لا يمكننا تغطية يوم الجمعة، ولو تعطلت إحدى الآليات فسوف يبقى الحي الذي تخدمه دون رفع قمامة لعدم توفر آليات احتياطية لدى المديرية؟!.
الرش ومكافحة الحشرات
يتم وضع جداول للرش مرتين بالشهر لكل حي، وتبدأ الخطة ب من ١٥/٤ وحتى ١/١١ من كل عام، لكن الأجهزة والآليات والمضخات قديمة، ما يتسبب بالمعاناة، وصعوبة العمل، وهذه السنة تم استخدام نوعين من المبيدات: ضبابي، ورذاذي، وقد أثبت المبيد فاعلية مقبولة بنوعيه، والمبيدات تصلنا من الوزارة.
ويؤكد مدير النظافة توفر كمية كافية من المبيد، وتتم تغطية المدينة بالكامل عبر ثلاث خطط:
1- يعتمد على شكاوى وبلاغات المواطنين.
2- التعاون مع المخاتير ولجان الأحياء.
3- يوزع ٢ كيلوغرام من المبيد على المخاتير لتوزع حسب الضرورة.
مخلفات موسمية
حسب مقياس الاستهلاك اليومي للفرد: “كيلوغرام مخلفات بتعداد مواطني حمص المدينة، يكون ناتج المخلفات يومياً بشكل تقريبي ٥٠٠ طن، وعادة يتراوح بين ٤٠٠- ٦٠٠ طن بحسب الموسم والفصل، ويزاد بمواسم المونة على شكل مخلفات خضراء!.
وعن معالجة النفايات الصلبة أكد مدير النظافة أنها ليست من اختصاص المديرية، حيث توجد دائرة معالجة النفايات الصلبة بالخدمات الفنية، ودورنا ينحصر بالجمع والترحيل فقط، وحول مطمر دير بعلبة الصحي، فقد حصل على الجائزة 3 عربياً، ومن أفضل 100 عالمياً، ومطمر تل النصر، ويتم الطمر بشكل صحي ومدروس بإشراف مجلس المدينة، ومديرية البيئة، وجامعة البعث، ومديرية الخدمات الفنية، وفي الوقت الحالي توجد خطة لإغلاق مطمر دير بعلبة لقربه من المدينة نتيجة التوسع العمراني، وبغية نقل القمامة خارج مدينة حمص لمطمر الفرقلس، سيتم تشغيل محطة ترحيل حمص الأولى، والمعنية بذلك هي الخدمات الفنية، وينحصر دورنا بالمديرية بنقل النفايات من أحياء المدينة الى محطة الترحيل، وهي ضمن المدينة، ومن المحطة الى المطامر المعتمدة، مهمة الخدمات.
حلول سحرية
وحول الحلول يؤكد الصالح بأنه لا توجد في عمل الإدارات الحكومية حلول سحرية فجائية، بل يحتاج الأمر وقتاً، ودراسة، وخططاً، وميزانيات، والواقع صعب، والإمكانات محدودة، لكن العمل يسير بشكل جيد، وتم تخديم مناطق واسعة في حمص طيلة فترة الأزمة بشكل جيد.
عقود مع القطاع الخاص
ومن أحد الحلول كان التعاقد مع القطاع الخاص، وهو خطة مؤقتة تمنح فرصة لترميم النقص بالعمال، وصيانة الآليات، والاستعداد للفترة القادمة، وقد تم تنظيم العقود المؤقتة مع القطاع الخاص، وتحويل الآليات والإمكانات التي فاضت إلى أحياء تشهد كثافة أكثر، وهي خطة مؤقتة تهدف لإعادة ترميم الآليات، والفاقد بالعمال، ويوجد لدينا عقد واحد مع قطاع خاص لعام واحد، تمت المباشرة به من 1/6/2018، وينتهي في 30/5 2019، ويشمل أحياء: كرم الشامي، الميدان، المحطة، حي الخضر، عكرمة القديمة، النزهة، كرم اللوز، عكرمة الجديدة، قيمة العقد 196 مليوناً و600 ألف، تم تسليم مواقع العمل تباعاً من 1/6/2018، مدة العقد 365 يوماً بقوام 4 ضواغط، و8 قلابات، و100 عامل بواردية واحدة صباحية، وينص العقد على جمع وترحيل قمامة، إضافة للكنس، ويوزع العمال على الشكل التالي: 36 عاملاً لمرافقة السيارات، و8 للمراقبة، و54 للكنس، وقد بدأ العمل في ثلاثة أحياء في المحاور الرئيسية: الميدان، كرم الشامي، المحطة، مع تخديم كافة المحاور في الأحياء، وسيتم تخديم كافة الأحياء المشمولة بالعقد على مراحل، وقد تم تشكيل جهاز إشراف من 6 فنيين، ومهندس رئيس لمتابعة العمل.
استبدال التالف منها
عدد الحاويات لا يكفي، حسب كلام الصالح الذي قال: توجد لدى المديرية 700 حاوية تخدم 36 حياً، قبل الأزمة كانت في حي حمص الجديدة 210، حالياً 60 حاوية فقط، وبرامج استبدال الحاويات التالفة، ولا توجد إمكانيات، نحاول الصيانة بورشات المديرية، وهناك برنامج دوري لتعقيم الحاويات حسب الإمكانات، ومرة كل شهر، والمفترض كل أسبوع، وقد تم رفد المدينة العام الماضي بـ 110 حاوية تم توزيعها على الأماكن الأكثر حاجة، ويؤكد عماد الصالح أن ما تقدمه المنظمات والمنح غير كافية، منظمة adra التابعة للأمم المتحدة لديها خطة لتزويد مجلس مدينة حمص بـ 100 حاوية فقط لهذا العام، بينما حاجة المدينة كحد أدنى 300 حاوية!.
سمر محفوض