ثقافةصحيفة البعث

 الحكمة من الموت!

أكرم شريم

أشعر منذ البداية، أنه يجب أن أعتذر للقارئ الكريم وللجميع عن طرح هذا الموضوع، بل وأكثر من ذلك أنه علي أن أظل اعتذر طول كتابة هذا الموضوع، حيث أضع في كل الأسطر، وبين الجمل والكلمات أصدق الاعتذار!.

أولاً- لولا الموت لكان لكل منا الآن آلاف.. بل قل ملايين الآباء والأجداد، ولربما عشرات الملايين أو مئات الملايين من الآباء والأجداد وكلهم يطالبوننا بعشرات الملايين ومئات الملايين من الطلبات وعليك أن تتدبر الأمر وتدبر نفسك حتى لو قفزت إلى السماء ونزلت إلى الأرض وضربت رأسك بكل جدار أمامك!. فكلهم أجدادنا وأجداد أجدادنا إلى آخر قائمة ما قبل الميلاد الميلادي والهجري والتي تصل وأنت تنظر إلى الوراء ملايين السنين تصل إلى إبراهيم الخليل وآدم وحواء! ولا أدري إذا كان هناك غيرهم أو قبلهم!. فانظروا الآن ما أعظم الموت وما أحلاه، وأعود واعتذر عما أقول. وذلك لأننا لولا الموت لما كنا الآن نشعر بهذه الحرية التي نتمتع بها ونعيش بها، ونعمل بها، ولولاها لما استطعنا أن نعيش أو نعمل!.

والذي يجعلنا نشرع بالأسف، بل والحزن المطبق أيضاً، أن كثيرين منا يتوجهون بأنفسهم نحو الموت، وكأنما يطلبون أن يموتوا بسرعة وبأسرع وقت ممكن مثل المدخنين، فعلى الرغم من كل النصائح بترك التدخين وخاصة الطبية منها فإن ثلاثة ملايين إنسان، وحسب الإحصاء الدولي يموتون كل عام بسبب التدخين، والأهم والأدهى أن ثمانية وتسعين ألف إنسان يموتون كل عام بسبب التدخين السلبي.. أي من يشم رائحة الدخان مثل الأطفال والزوجات!. أفلا يجب علينا منع التدخين لأنه انتحار بطيء.. أم أن الانتحار البطيء حرية ويجب أن نحترم هذه الحرية؟! وإلى ذلك، فإن هناك هذه الاستهانة بالحياة كأن يهمل الإنسان نفسه إذا كان مريضاً، أو حتى يهمل ابنه، أو أي من الذين يستطيع مساعدتهم ولا يفعل، سواء كان مسؤولاً عنهم أو طبيباً لهم. وقد تصل الاستهانة إلى حد الجريمة، كالاستهانة بمرض ابنك الصغير مثلاً وذلك قد يؤدي إلى الوفاة، إذن.. فهذه جريمة قتل!.وهكذا تكون النصيحة اليوم سبحان الله الذي خلقنا في أحسن تقويم وخلق لنا العقل الذي نعيش ونفكر به، كما خلق لنا الموت الذي يرحمنا ويرحم كل آبائنا وأجدادنا وأحفادنا من مشاكل ومآسي عدم الموت! ومعذرة أخيرة عن ذلك للقارئ الكريم!.