مدينة درعا خالية من الإرهاب و80 % من ريفها محرّر.. العلم الوطني يرفرف في سماء طفس
راكمت قواتنا الباسلة من إنجازاتها وانتصاراتها الاستراتيجية، إذ دخلت وحدات من الجيش إلى منطقة درعا البلد، ورفعت العلم الوطني في الساحة العامة أمام مبنى البريد فيها، إيذاناً بإعلان مدينة درعا خالية من الإرهاب، ومنهية بذلك فصلاً آخر من إجرام المجموعات الإرهابية التي استهدفت على مدار أكثر من 7 سنوات الأحياء الآمنة في مدينة درعا بآلاف القذائف المتنوّعة، التي حملت لأهالي المدينة الموت والدمار، حيث استشهد وجرح الآلاف من المدنيين، جلهم من النساء والأطفال والشيوخ.
وبالتوازي، دخلت وحدات من الجيش مدينة طفس بريف درعا الغربي، وسط ترحيب كبير من الأهالي بعد انضمام المدينة إلى المصالحة وتسليم المسلحين أسلحتهم، فيما شهدت مدينتا داعل وابطع عودة مئات الأسر لممارسة حياتها الطبيعية، بعد تطهير منازلها من الإرهاب، وتأمين الطريق إلى مدينة طفس شمال غرب مدينة درعا من قبل عناصر الهندسة.
وفي التفاصيل، دخلت وحدات من الجيش العربي السوري بعد ظهر أمس إلى منطقة درعا البلد معلنة عودة الأمن والأمان إليها بموجب الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه الأربعاء، والقاضي بتسليم المجموعات الإرهابية سلاحها الثقيل والمتوسط، ويشمل مناطق درعا البلد وطريق السد والمخيم وسجنة والمنشية وغرز والصوامع، وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية، وخروج الإرهابيين الرافضين للاتفاق. وتمّ رفع العلم الوطني فوق سارية في الساحة العامة مقابل مبنى البريد، بحضور الرفاق أمين فرع درعا للحزب حسين الرفاعي ومحافظ درعا محمد خالد الهنوس واللواء مدير الإدارة السياسية، حيث أدى عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي التحية الرسمية.
وأشار مراسل سانا الحربي إلى أن عناصر الهندسة في الجيش ستعمل على تمشيط الأحياء السكنية في المنطقة المحررة من الإرهاب ورفع مخلفات الإرهابيين من أسلحة وذخائر وعبوات ناسفة، والكشف عن الأنفاق والتحصينات والأوكار التي اتخذها الإرهابيون منطلقاً لاعتداءاتهم ضد المدنيين ونقاط الجيش على خط الاشتباك باتجاه الأحياء الآمنة، تمهيداً لدخول ورشات الجهات المعنية في المحافظة لإعادة البنى التحتية والخدمات الأساسية إلى منطقة درعا البلد.
وتم الثلاثاء التوصل إلى اتفاق في بلدات سملين وكفر شمس وكفر ناسج وعقربا بريف درعا الشمالي يقضي بتسليم المجموعات الإرهابية السلاح الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية وإعادة مؤسسات الدولة إلى البلدات المذكورة والمساعدة على عودة من خرج منها.
وتأتي هذه الاتفاقات على وقع انتصارات الجيش العربي السوري المتتالية خلال عمليته العسكرية لإنهاء الوجود الإرهابي في محافظة درعا، حيث حرّر خلال الأيام القليلة الماضية عشرات القرى والبلدات، ما عجّل في استسلام المسلحين وانضمام عدد من القرى والبلدات إلى المصالحة ودخول وحدات الجيش إليها.
وفي مدينة طفس تمّ رفع علم الجمهورية العربية السورية فوق مبنى مجلس المدينة، بعد انضمامها إلى المصالحة وانتشار وحدات من الجيش العربي السوري فيها.
ولفتت مراسلة سانا إلى أن حشوداً كبيرة من أهالي المدينة قاموا باستقبال عناصر الجيش وشاركوا في رفع العلم الوطني في المدينة إيذاناً بإعلانها آمنة مستقرة بعد استسلام المجموعات المسلحة وتسليم أسلحتها تحت ضغط العملية العسكرية التي يخوضها الجيش لإنهاء الوجود الإرهابي في محافظة درعا.
وفي تصريح للصحفيين من داخل مدينة طفس أكد محافظ درعا أن درعا تسير في الطريق الصحيح نحو إنهاء الوجود الإرهابي فيها، مبيناً أن أكثر من 80 بالمئة من مجمل مساحة درعا تمّ تحريرها من الإرهاب سواء من خلال المصالحات أو العملية العسكرية التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد الإرهابيين، فيما هنأ اللواء مدير الإدارة السياسية في الجيش والقوات المسلحة أهالي مدينة طفس على تحرير مدينتهم من الإرهاب وعودتها آمنة مستقرة بفضل تضحيات الجيش العربي السوري التي تمهد الطريق لرفع رايات النصر في عموم الأرض السورية.
وأشار مدير الإدارة السياسية إلى أن سورية ستنتصر على الإرهاب شعباً وجيشاً وقيادة وبدعم الأصدقاء وبدعم كل أنصار الإنسانية، ومن حق كل سوري أن يرفع رأسه شامخا ويقول: إنه قوض الإرهاب ويقاتله نيابة عن العالم أجمع.
ودخلت وحدات من الجيش الاثنين الماضي قرية زيزون وبلدة تل شهاب بريف درعا الجنوبي الغربي وذلك في إطار اتساع رقعة المصالحات بريف درعا بالتوازي مع تحرير وحدات الجيش عشرات القرى والبلدات وإنهاء الوجود الإرهابي فيها.
وبعد تطهير وحدات الجيش الطريق الواصلة بين داعل وطفس وتأمينها حفاظاً على حياة المدنيين من مخلفات الإرهابيين، شهدت مدينتا داعل وابطع عودة مئات الأسر لممارسة حياتها الطبيعية، وعبّر الأهالي عن فرحتهم العارمة بالعودة إلى منازلهم وأرضهم، مؤكدين أن تضحيات الجيش العربي السوري ودماء الشهداء كتبت النصر على الإرهاب وأجبرت المسلحين في مدينة طفس وغيرها على الرضوخ وتسليم أسلحتهم بعد انضمام المدينة إلى مسار المصالحات التي تشهدها المحافظة في أكثر من منطقة.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الجيش العربي السوري تمكّن من تحرير محافظة درعا بالكامل تقريباً من قبضة الإرهابيين، وفرض سيطرته على الحدود مع الأردن، وقالت المتحدّثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي عقدته أمس: “تدخل عملية تحرير محافظتي درعا والقنيطرة من الإرهابيين مرحلتها الختامية. وحتى هذه اللحظة تمّ تحرير محافظة درعا بالكامل تقريباً”.
وشددت زاخاروفا على أن الجيش العربي السوري بسط سيطرته على الحدود مع الأردن المجاور، وأمّن بالتالي الفرصة لفتح حركة المرور على الطريق الدولية.
وفي القنيطرة، أطلقت التنظيمات الإرهابية، المنتشرة في بعض قرى الريف الغربي، 7 قذائف على الحي الخدمي في مدينة البعث، سقطت اثنتان منها على مبنى مديرية التربية، وتسبب الاعتداء الإرهابي بإصابة 8 مدنيين، جميعهم من موظفي مديرية التربية، بجروح متوسطة وخفيفة، إضافة إلى وقوع أضرار مادية في مباني مديريات النقل والمالية والتربية.
وكانت التنظيمات الإرهابية اعتدت بعد منتصف ليلة الأربعاء على قرية جبا بريف القنيطرة، بالتزامن من اعتداء طائرات العدو الإسرائيلي على بعض النقاط العسكرية في محيط قرية حضر وتل كروم جبا، أسفرت عن وقوع أضرار مادية في الممتلكات.
إلى ذلك، أدانت اللجنة الشعبية المصرية للتضامن مع الشعب السوري الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وقال هشام لطفي منسق عام اللجنة: إن ما تتعرض له سورية منذ سنوات هو مؤامرة تقف الصهيونية وراءها بالأساس، ولكن كان يقوم بتنفيذها عملاؤها ووكلاؤها من عصابات وتنظيمات تكفيرية إرهابية، وأوضح أن سورية حاربت مئات الآلاف من المرتزقة المدعومين صهيونياً وغربياً، وواجهت مخططات الرجعية العربية وانتصرت وطهرت أغلبية ترابها، واليوم لن توقف انتصاراتها الاعتداءات الصهيونية.
واستنكر لطفي الصمت الرسمي العربي على تلك الاعتداءات الصهيونية، مشيراً إلى أن الأوضاع الراهنة لا تقبل الحلول الوسط فإما أن يكون الموقف الرسمي العربي مع سورية بما يمثل موقف الشارع العربي وإما أن يقف مع الصهيونية وعملائها الخاسرين بكل تأكيد.