الأوروبيون يبحثون في الصين واليابان عن تحالفات ضد ترامب
إثر الحرب التجارية التي افتعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً تحت شعار “أمريكا أولاً” ضد شركاء بلاده التجاريين في أوروبا وعدد من دول العالم، من خلال فرض الرسوم على واردات الصلب والألمنيوم من هذه الدول، يتجه الأوروبيون نحو الصين واليابان لتكوين جبهة لمواجهة الإجراءات الأمريكية، حيث يشارك رئيسا المجلس الأوروبي دونالد توسك والمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في القمة العشرين الأوروبية-الصينية، وسيلتقيان الرئيس الصيني شي جين بينغ، بالتزامن مع لقاء ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي.
ومن المتوقّع أن تكون القمة مناسبة للقادة الصينيين والأوروبيين لتأكيد التزامهم المشترك بتحديث منظمة التجارة العالمية، الأمر الذي يعارضه ترامب بشدة.
ورفع الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق، شكوى لدى منظمة التجارة العالمية ضد القرار الأمريكي بفرض رسوم جمركية على صادرات الصلب والألمنيوم، فيما أعلن عن فرض رسوم جمركية إضافية على عشرات المنتجات الأمريكية رداً على فرض ترامب رسوماً جمركية تبلغ نسبتها 25 بالمئة على الصلب و10 بالمئة على الألمنيوم على وارداتها من أوروبا وعدد من دول العالم.
ومن المتوقّع أن يزور توسك ويونكر غداً الثلاثاء طوكيو لتوقيع اتفاق تبادل حر مع اليابان، والذي يعد أهم ما تفاوض بشأنه الاتحاد الأوروبي، بحسب ما قال المتحدّث باسم المفوضية الأوروبية مارغاريتاس سكيناس، والذي أوضح أن الاتفاق سيخلق منطقة تبادل حر تغطي نحو ثلث إجمالي الناتج الداخلي العالمي، وأضاف: “إن الاتفاق مع اليابان تاريخي”، فيما وصفت المفوضة الأوروبية لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم الاتفاق الأوروبي الياباني بأنه “رسالة قوية” ضد الحمائية الأمريكية.
وكان اللقاء مرتقباً أصلاً الأسبوع الماضي في بروكسل، لكن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي كان قد اضطر لإلغاء زيارته بسبب الفيضانات المدمرة التي اجتاحت اليابان.
وفي طوكيو ستتناول المباحثات إظهار جبهة موحّدة ضد الولايات المتحدة بشأن فرضها الرسوم الجمركية، التي وصفتها الحكومة اليابانية بــ”المؤسفة جداً”.
في سياق متصل، أظهر استطلاع جديد للرأي في ألمانيا أن أغلبية المواطنين الألمان يعتبرون أن سلوك ترامب يشكل تهديداً للسلام، بخلاف سياسة نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وجاء في الاستطلاع الذي أجراه معهد دراسة الرأي العام “يوغوف” أن 64 بالمئة من المشاركين يعتقدون أن ترامب يعرّض السلام العالمي للخطر.
وأظهر الاستطلاع أن 56 بالمئة ممن استطلعت آراؤهم يعتبرون أن بوتين يتمتع بالكفاءة اللازمة، فيما أعطى 5 بالمئة فقط مثل هذا التقييم للرئيس الأمريكي وقال 43 بالمئة: “إنهم يعتبرون بوتين من السياسيين المؤثرين مقابل 25 بالمئة لترامب”.
وقال 36 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع: “إنهم يتعاطفون أكثر مع بوتين، ويرون أنه أكثر كفاءة من نظيره الأمريكي”، فيما أبدى ستة بالمئة فقط التعاطف مع ترامب.
في الأثناء، اعتبر ترامب الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى روسيا والصين، “خصوماً” للولايات المتحدة، وقال، قبل توجهه إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين: “أعتقد أن لدينا خصوماً كثيرين، وأن الاتحاد الأوروبي خصم: ما الذي يفعله بنا في المجال التجاري! قد لا تفكر في الاتحاد الأوروبي، لكنه خصوم، وروسيا خصم من بعض الزوايا، والصين خصم اقتصادياً، ولا شك أنها خصم”!.
وتدارك الرئيس الأمريكي قائلاً: “لكن ذلك لا يعني أنهم سيئون.. هذا لا يعني شيئاً.. هذا يعني أنهم منافسون (لنا).
وتابع ترامب، متحدّثاً فيما يبدو عن الدول الأوروبية: “أنا أحترم زعماء هذه الدول، لكن الحقيقة أنهم استفادوا منا اقتصادياً، والكثير من هذه الدول أعضاء في الناتو وهي لا تسد فواتيرها”.