دعماً للمجاميع الإرهابية المهزومة في درعا والقنيطرة العدو الإسرائيلي يعتدي على أحد مواقعنا العسكرية في ريف حلب
في إطار محاولاته لدعم مرتزقته من التنظيمات الإرهابية اعتدى العدو الإسرائيلي أمس على أحد المواقع العسكرية للجيش العربي السوري في ريف حلب الشرقي، وذكر مصدر عسكري أن العدو الإسرائيلي استهدف أمس بالصواريخ أحد مواقعنا العسكرية شمال مطار النيرب بريف حلب، مؤكداً أن أضرار العدوان اقتصرت على الماديات.
ولفت المصدر إلى أن هذا العدوان الإسرائيلي يأتي في سياق المحاولات اليائسة المتكررة لدعم المجاميع الإرهابية المهزومة في درعا والقنيطرة أمام ضربات الجيش العربي السوري الذي يواصل عملياته العسكرية على مواقع الإرهابيين.
ويعمد العدو الإسرائيلي إلى التدخل المباشر لرفع معنويات إرهابييه من تنظيم جبهة النصرة وغيره من المجموعات التكفيرية بعد كل هزيمة تتلقاها على أيدي وحدات الجيش والقوات الحليفة والرديفة، حيث تثبت التقارير الميدانية والاستخباراتية أن التنظيمات الإرهابية هي ذراع “إسرائيل” وغيرها من أعداء السوريين لتنفيذ أجندات ومؤامرات تستهدف الدولة السورية.
هذا وكان الجيش العربي السوري قد واصل إنجازاته الميدانية، حيث تم أمس، تنفيذاً للاتفاق القاضي بإخلاء منطقة درعا البلد من جميع المظاهر المسلحة وعودة مؤسسات الدولة إليها، إخراج الدفعة الأولى من الإرهابيين وعائلاتهم من المنطقة، وتحرير 5 من المختطفين لدى المجموعات الإرهابية، فيما تجمّع العشرات من أبناء بلدة غباغب بريف درعا الشمالي تأكيداً على مواقفهم الداعمة للجيش العربي السوري وتحية له على بطولاته وتضحياته التي يقدّمها لتحرير ريف درعا من الإرهاب.
وفي التفاصيل، تحرّكت10 حافلات، وبرفقة سيارات تابعة للهلال الأحمر العربي السوري، من منطقة سجنة على أطراف درعا البلد باتجاه شمال سورية، وعلى متنها 407 من الإرهابيين وعائلاتهم، ولفت مراسل سانا الحربي إلى أن عملية إخراج الإرهابيين تتمّ بدقة عالية، حيث يتمّ تفتيش الحافلات والتدقيق بأسماء الخارجين لضمان عدم إخراج أي شخص غير راغب بالخروج من منزله تحت الضغط والتهديد، وأشار إلى أنه تمّ ضبط ومصادرة أسلحة وذخيرة، من بينها قاذف “آر بي جي” داخل الحافلات أثناء تفتيشها.
وبدأت المجموعات المسلحة في درعا البلد السبت بتسليم أسلحتها الثقيلة، حيث سلّمت دبابة وعربة مصفحة وعربة بريطانية الصنع ومدفعاً ثقيلاً وقواذف وحشوات صاروخية وقواذف “ب 10” وأجهزة رؤية ليلية ونهارية تركّب على الدبابات وعربات الـ “بي ام بي” وأجهزة اتصال حديثة، إضافة إلى كمية من الذخائر المتنوعة.
كما تمّ تحرير 5 من المختطفين لدى المجموعات الإرهابية، وهم: مهند عبد الله الخليف شحادة ومازن السيد عمر وخالد الخليف الفارس وعيسى يعقوب أحمد ويوسف أحمد سامي، وتمّ نقل المحررين الخمسة إلى أحد المشافي للاطمئنان على حالتهم الصحية ومن ثم إرسالهم إلى ذويهم.
وبالتوازي، تجمّع العشرات من أبناء بلدة غباغب بريف درعا الشمالي تأكيداً على مواقفهم الداعمة للجيش العربي السوري وتحية له على بطولاته وتضحياته التي يقدّمها لتحرير ريف درعا من الإرهاب. ورفع الأهالي الذين احتشدوا أمام مركز الهاتف مقابل بناء البلدية الأعلام الوطنية وصور السيد الرئيس بشار الأسد، مرددين الأهازيج الوطنية والفلكلورية المستمدة من تراث المنطقة، ومؤكدين دعمهم المطلق للجيش والقوات المسلحة الذي يحرر البلدات والقرى من رجس التنظيمات الإرهابية وصولاً إلى إعلان محافظة درعا خالية من الإرهاب.
وأشار رئيس مجلس بلدة غباغب محمد قاسم النابلسي إلى أن أهالي البلدة على ثقة ويقين بقدوم الجيش العربي السوري إلى ريف درعا لتحريره من الإرهابيين الذين عاثوا في الأرض فساداً وقتلاً واعتداء على جميع مقوّمات الحياة، مبيناً أن تضحيات الجيش ودماء الشهداء والجرحى أجبرت الإرهابيين على الرضوخ وتسليم أسلحتهم وإعلان معظم القرى والبلدات آمنة بما فيها منطقة درعا البلد.
وأعلنت بلدة غباغب بريف درعا آمنة بعد دخولها في المصالحة في الـ30 من كانون الثاني عام 2017 وتسوية أوضاع المسلحين.
وفي بلدة العجمي، في ريف درعا الجنوبي الغربي، جلست حسنة التيم، ذات الـ 21 عاماً، مع أفراد عائلتها، تحدّثهم عن زيارتها لأشقائها في دمشق بعد انقطاع دام لأكثر من ثلاث سنوات، بسبب الخوف من اعتداءات الإرهابيين في هذه المنطقة قبل دخول الجيش ونشره الأمن والأمان فيها، وتقول بفرح: “ما كان بالأمس مغامرة خطرة أصبح اليوم مشواراً”، وتضيف: “تغيّرت ملامحهم (عن أشقائها تتحدّث).. تغيّر شكلهم بعض الشيء، وأنا تغيّرت ملامحي بالنسبة لهم، فقد شعروا أنني كبرت.. ثلاث سنوات لم نلتق”.. “لم يكن باستطاعتنا في السنوات الماضية مغادرة القرية مهما بلغ بنا الشوق لإخوتي.. لكن اليوم كل شيء تغيّر مع دخول الجيش.. وجود الجيش على الطريق كان مبعثاً للاطمئنان في قلوبنا”.
حديث حسنة عن أشقائها في دمشق، أثار مشاعر والدتها نوفا خليل أحمد، إذ إن ثلاث سنوات من الغياب والانقطاع تذيب قلب الأم، فتقول: “تزوج أبنائي الثلاثة المقيمون بدمشق قبل ما يزيد على ثلاث سنوات دون أن أتمكّن من مشاركتهم فرحتهم وحضور أعراسهم.. هم كانوا يخشون المجيء وأنا كنت أخاف الذهاب.. لكن الحمد لله دخول الجيش قرّب المسافات بيننا وبين أولادنا”، وتضيف: “أريد أن أرى أحفادي طالما حدثوني عنهم وأشتاق لمجيئهم إلى هنا.. آخذهم معي إلى الأرض يلهون في الطبيعة”..
وكعادة أهل الريف عادت الأسرة لترك باب الدار مفتوحاً دليلاً على الكرم والشعور بالأمن والأمان، أو ربما بانتظار دخول أبنائها قادمين من العاصمة، فلا شيء يمنع ذلك بعد اليوم.
يمر جنديان أمام باب الدار.. يلتفت الجميع إليهما ويدعونهما لتناول الشاي.