شركة صناعية تنفض غبار الخسارة وتعد بالربح في 2018
لم تقف الشركة العامة الصناعية لخيوط النايلون والجوارب في مصاف الشركات الأخرى التي تمسكت بذريعة الأزمة لتبرر فشلها المستمر، بل استطاعت برغم خسائرها التي تجاوزت 90 مليون ليرة سورية نفض غبار الأزمة عنها لتنهض من جديد بقوّة، فالمتتبع لنسب تنفيذ هذه الشركة يلحظ تضاعف إنتاجها خلال أقل من عام من تولّي الإدارة الجديدة مهامها والتي استطاعت خفض الخسائر إلى النصف من العام السابق من خلال ضبط الهدر والنفقات وصيانة الآلات في قسمي الخيوط والجوارب ووضع معظم الآلات في العملية الإنتاجية.
إقلاع الشركة
مدير عام الشركة عبد الكريم العك ومن خلال حديثه معنا أكد أن الشركة كانت خاسرة قبل الأزمة لعدة أسباب، أهمها ضعف التسويق والمنافسة الشديدة من قبل القطاع الخاص، وعدم وجود عمالة كافية، واستمرت الخسارة لتبلغ ذروتها في عام 2016 حيث وصلت الخسائر إلى أكثر من 90 مليون ليرة، وعلى الرغم من بقاء الإمكانيات المادية والفنية والبشرية على حالها، إلّا أن الشركة استطاعت باتباعها سياسة إدارية جديدة، الإقلاع من جديد في النصف الثاني من العام الماضي لتنخفض الخسائر هذا العام إلى أكثر من 15 مليون ليرة خلال النصف الأول من هذا العام، حيث بلغ الإنتاج الفعلي في النصف الأول من العام الماضي في قسم الخيوط 17 طناً من خيوط الساتان، في حين وصل الإنتاج في النصف الأول من هذا العام إلى 25 طناً من الخيوط بنسبة تنفيذ 55%، كما بلغ الإنتاج الفعلي في قسم الجوارب خلال النصف الأول من العام الماضي إلى 20 ألف دزينة، بينما وصل إلى 35,5 ألف دزينة في النصف الأول من هذا العام، وأشار العك إلى انخفاض الخسائر إلى الثلث في عام واحد حيث قدرت الخسائر في النصف الأول من العام السابق بحوالي 36 مليون ليرة، في حين قدّرت الخسائر في النصف الأول من هذا العام بحوالي 13 مليون ليرة، أما مبيعات النصف الأول من العام الماضي كانت 42 مليون ليرة، بينما مبيعات النصف الأول من هذا العام 97 مليون ليرة، وأكد العك أن توقعات الإدارة تشير إلى أن تصل الشركة إلى الربح أو الحدّية في نهاية 2018، منوهاً إلى أنه تم التعاقد مع إدارة المهمات العسكرية على توريد 350 ألف زوج من الجوارب في العام الماضي، وقد تضاعفت قيمة الكمية هذا العام ليتم التعاقد على توريد 850 ألف زوج من الجوارب بقيمة تعادل 162,5 مليون ليرة.
تأهيل
رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الغزل والنسيج عمر الحلو أكد إعادة تأهيل مصبغة الغزل في الشركة ووضعها بالخدمة بكامل طاقتها بعد أن كانت حلّة التجفيف فيها متوقفة منذ أكثر من عشرين سنة، الأمر الذي جعل الإنتاج رديئاً لا يلبي حاجة السوق المحلية، لكن تأهيل المصبغة اليوم سينعكس بشكل إيجابي كبير على عمل الشركة ككل وذلك من خلال استثمار جميع الطاقات الموجودة فيها وزيادة الإنتاج وتخفيض التكاليف، حيث قامت الشركة بجهود فنييها وعمالها وبعض الخبرات من السوق المحلية بإصلاح المصبغة التي يقدر سعرها بحوالي 50 مليون ليرة والتي تم إصلاحها بحوالي 250 ألف ليرة بعد الاستعانة بما هو متوافر من إمكانات متاحة، وأن حلة التجفيف الجديدة تقوم بتجفيف كونات الغزل المصبوغ بجودة عالية وبسرعة كبيرة وتختصر زمن التجفيف إلى 3 أيام بدلاً من15 أو 20 يوماً.
منافسة الخيوط
ونوه مدير عام الشركة إلى وجود خيوط هندية ومصرية وصينية دخلت إلى السوق المحلية بطرق غير نظامية لتنافس خيوط شركتنا بأسعار زهيدة وبجودة أقل من جودتنا، إضافة لوجود عدة صعوبات في عمل الشركة، أهمها ضعف في استمرارية تأمين المواد الأولية من مادة الفيول والمحروقات وخيوط الغزل والساتان اللازمة لعمل الشركة والتي كانت ترد من شركات توقف عملها خلال الأزمة أهمها شركة الخيوط القطنية في إدلب، وأكد العك أن استمرارية توفير المواد الأولية من حوامل الطاقة والخيوط يسهم في تحقيق نسب تنفيذية عالية للشركة ويعمل على تخفيض تكاليف الإنتاج النهائية مما يحقق ريعية اقتصادية للشركة ويسهم في تأمين السيولة للشركة، مطالباً أن يكون هناك دراسة جديدة لأسعار المحروقات لشركات القطاع العام بأسعار مدعومة، لافتاً إلى أن العمل مستمر مع الجهات المعنية في وزارة الصناعة من أجل التخفيف من أسعار حوامل الطاقة لشركات القطاع العام بعد عودة آبار النفط والغاز وعودة التيار الكهربائي إلى ما كان عليه في السابق الأمر الذي يؤثر إيجابياً على التكاليف الإنتاجية مما يسهم في دخول منتجات الشركة سوق المنافسة بقوة.
ميس بركات