شكوى رسمية أمام العدل الدولية ضد العقوبات الأمريكية إيران: تصريحات ترامب حول صادرات النفط مجرد تبجّحات
أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده رفعت شكوى إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد أمريكا لفرضها أعمال حظر أحادية الجانب وغير قانونية على إيران، وقال في تغريدة له على تويتر: “إن إيران وفي مواجهة إهانة أمريكا للدبلوماسية والتعهدات القانونية ملتزمة بسيادة القانون، لذا فمن الضروري التصدي لعادة نقض القوانين الدولية من قبل الولايات المتحدة”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن بعد الانسحاب من الاتفاق النووي عزم واشنطن على إعادة فرض حظر على إيران خلال مرحلتين: الأولى 90 يوماً والثانية 180 يوماً، كما هدد بوقف صادراتها النفطية.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن مزاعم ترامب بالقدرة على وقف صادرات النفط الإيراني وإيصالها إلى الصفر مجرد تبجّحات غير قابلة للتطبيق، وقال في مؤتمر صحفي: “إن سياسة إيران الخارجية على مدى السنتين الماضيتين تركزت على تنمية الاقتصاد والصادرات غير النفطية ولديها برامج محددة لممثلياتها في دول العالم بخصوص موضوع الصادرات”، مشدداً على أن إيران تستخدم كل الأدوات لإفشال المؤامرات المعادية لها.
ونفى قاسمي الشائعات المتداولة حول نقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة إيرانية إلى نظيره الأمريكي ترامب خلال لقائهما، أمس، في هلسنكي، موضحاً أن لا علاقة لطهران بالقمة بين الجانبين.
واعتبر قاسمي أن إصرار المجتمع الدولي على الإبقاء على الاتفاق النووي لما حققه من إنجازات دبلوماسية دفع إيران للحفاظ على التزامها به، مشيراً إلى أن اجتماع فيينا الأخير تضمّن المطالبة بضمان مصالح إيران في الاتفاق النووي والسعي لتبديد مخاوفها، وأضاف: “ننتظر من شركائنا في الاتفاق النووي التوصل إلى اتفاق بشأن الرزمة الأوروبية الضامنة لمصالح إيران”، مشيراً إلى أن إيران سيكون لها موقف من هذه الرزمة بعد تسلمها.
وبيّن قاسمي أن طهران لا تربط كل القضايا بالاتفاق النووي، كما أن محادثاتها مع الدول الباقية في هذا الاتفاق مستمرة، لافتاً إلى أن هناك تقدماً جيداً، حيث حقق اجتماع فيينا خطوات إلى الأمام بالنسبة لإيران، ويؤمل في المحادثات المقبلة التوصل إلى نتائج إيجابية.
وفي زيارة له إلى لبنان، نقل حسين جابري أنصاري المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيرانية والمبعوث الخاص للرئيس الإيراني رسالة من الرئيس حسن روحاني للرئيس اللبناني ميشال عون عن التطورات الأخيرة المتصلة بالاتفاق النووي، بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه، والاتصالات التي تجريها بلاده لمعالجة تداعيات القرار الأمريكي الأحادي الجانب.
ولفت المبعوث الخاص للرئيس الإيراني في تصريح له بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن زيارته للبنان تأتي كموفد رسمي من الرئيس الإيراني، كي يشرح مواقف بلاده للشخصيات اللبنانية، ولنقل رسالته إلى رئيس الجمهورية اللبنانية.
واعتبر أنصاري هذه الزيارة فرصة سانحة للقاء المسؤولين والمرجعيات السياسية، مضيفاً: “إن الرسالة التي حملها إلى المسؤولين اللبنانيين تحمل في طيّاتها بعدين أساسيين: الموضوع الأول يتركّز على شرح الجهود التي تقوم بها إيران مع بقية شركائها في الاتفاق النووي من أجل المحافظة عليه وعلى المكتسبات السياسية والاقتصادية لبلاده، ومن أجل مواجهة السياسة الأمريكية الأحادية المعتمدة في هذا المجال ولمواجهة خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع المجتمع الدولي ومع الدول العربية والأوروبية، وتمّت المصادقة عليه من قبل مجلس الأمن الدولي”، والشق الثاني من هذه الرسالة، بحسب أنصاري، يشير إلى تأكيد الرئيس الإيراني على معاني الصداقة والتعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة في هذه المنطقة وفي العالم.
من جهته، أعرب الرئيس اللبناني لأنصاري عن أسفه لانسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، الذي يعتبره لبنان ركناً أساسياً للاستقرار في المنطقة، ويساهم في جعلها منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، مسجلاً في المقابل ترحيبه بالتزام الدول الأخرى بالاستمرار فيه، وفق ما صدر في فيينا قبل أيام، نظراً للتداعيات السلبية التي تترتب على إلغائه على صعيد الأمن والاستقرار في المنطقة.
إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي أن العقوبات التي فرضت على إيران لن تؤثر سلباً على إمكانياتها الدفاعية والعسكرية، وقال: “إن أعداء إيران يسعون لإلحاق أكبر ضرر ممكن بها على مستوى القطاعات كافة”، مؤكداً أن أبناء الشعب الإيراني وخاصة العاملين في الصناعات الدفاعية سعوا دوماً لمنع تقويض إمكانياتهم وعدم البقاء ضمن قيود محددة، وأضاف: “إن الشعب الإيراني استطاع دائماً العمل والقيام بمسؤولياته وتحقيق الكثير من الإنجازات في مثل هذه الظروف”، معلناً عن معدات وأجهزة عسكرية ودفاعية إيرانية جديدة سيتم إزاحة الستار عنها قريباً.
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت أن العالم يقف إلى جانب طهران ومواقفها المحقة، مشيراً إلى أن بلاده ستجتاز هذه المرحلة بنجاح، ولفت إلى أن المسؤولين الأمريكيين أصبحوا اليوم غير مرغوب بهم عالمياً، مشيراً إلى دورهم في إثارة موجات من الاحتجاجات وأعمال الشغب في البلاد التي يتواجدون فيها.
وشدد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية على إمكانية التصدي للقرارات الجبانة التي تتعارض مع الأعراف الدولية، وخاصة موضوع الحظر على إيران، وذلك عبر التكاتف وتضافر الجهود بين الحكومة والشعب في البلاد، لافتاً إلى أهمية ما تمتلكه إيران من موانئ ومنافذ مختلفة ودورها في العملية الاقتصادية للبلاد.