ألمانيا: لم يعد بوسع أوروبا الاعتماد على واشنطن
أكد وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس أنه لم يعد بوسع أوروبا الاعتماد على واشنطن، وذلك بعد أن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التكتل بأنه خصم فيما يتعلق بالتجارة، وقال في تصريحات لصحف مجموعة فونكه الألمانية الإعلامية على خلفية لقاء ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي: إن تصريحات ترامب الذي وصف الاتحاد الأوروبي بأنه خصم في المجال التجاري تدل للأسف مجدداً على نحو أوضح على مدى اتساع المسافة السياسية بين ضفتي الأطلسي منذ توليه الحكم، مشيراً إلى أنه لا يمكن الاعتماد بعد الآن على البيت الأبيض على نحو مطلق ويتعين إعادة ضبط العلاقات عبر الأطلسي للحفاظ على الشراكة مع الولايات المتحدة.
وأوضح ماس أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا بأوروبا واعية ومستقلة، مرحباً بالمحادثات التي جرت بين ترامب وبوتين، قائلاً: أننا بحاجة إلى الحوار مع روسيا لذا فإن المحادثات بين واشنطن وموسكو أمر جيد وستكون أيضاً خطوة للأمام اذا منح هذا الاجتماع أيضاً قوة دافعة لنزع السلاح النووي، محذّراً الرئيس الأميركي من مغبة عقد أي صفقات منفردة مع روسيا على حساب الحلفاء الغربيين للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن من يسيء إلى شركائه فانه يخاطر بخسارتهم في نهاية المطاف، الصفقات المنفردة على حساب الشركاء ستضر أيضاً بالولايات المتحدة في النهاية.
بدوره، اتهم وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية ميشيل روت على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل ترامب بإثارة الاضطرابات عن عمد، وقال: الرئيس الأمريكي يمارس الاستفزاز ويحاول إحداث انقسام في الاتحاد الأوروبي ونحن بحاجة إلى تحقيق المعايير الضرورية للتكاتف داخل الاتحاد حتى يؤخذ الاتحاد على محمل الجد.
وكان ترامب أثار غضب ألمانيا في قمة حلف شمال الأطلسي التي انعقدت في بروكسل، وأطلق هجوماً لاذعاً وغير مسبوق ضد برلين، متهماً إياها بعدم المساهمة بشكل كاف في جهود الحلف العسكرية ما استدعى رداً فورياً من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي قالت: إن بلادها تتخذ قراراتها بشكل مستقل.
وفي براغ، أكدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي التشيكي المورافي أن القمة الأخيرة لحلف شمال الأطلسي ناتو في بروكسل أثبتت بأن الولايات المتحدة لم تعد تنظر إلى الدول الأوروبية كحلفاء لها بل كمنافسين أو حتى خصوم.
وقالت اللجنة في بيان لها: إن المصالح التي تحاول الولايات المتحدة تحقيقها من خلال الحلف تتعارض وبشكل عميق مع مصالح الدول الاوروبية ككل وباتت تشيكيا ودول أخرى من الاتحاد بالنسبة اليها دولا منافسة او خصوما مباشرين وليس حلفاء.
وحذرت اللجنة في بيانها من الاستراتيجية النووية الجديدة التي تبنتها الولايات المتحدة وزيادة انفاقها العسكري ومطالبتها دول الحلف بتخصيص 4 بالمئة من قيمة الناتج المحلي الاجمالي للشؤون العسكرية، موضحة ان هذه الاستراتيجية ستتسبب في زيادة التوتر الدولي وخلق حالة مواجهة مع روسيا.
واعربت اللجنة عن رفضها للضغوط التي يمارسها حلف الناتو لإجبار تشيكيا والعديد من الدول الاخرى على المساهمة في الاستعدادات الحربية وتهديد وترهيب الدول الأخرى، معربة عن عزمها الوقوف في وجه محاولات تعكير الاستقرار الدولي وتوسيع الحلف وعسكرة اوروبا كما طالبت بإنهاء الحروب والتدخلات التي يقوم بها الحلف.