“الأسرة المنتجة نواة المشروعات الصغيرة ومرتكز التنمية” في مؤتمر بدمشق السيد: إعادة الإعمار مسؤولية وطنية لا يمكن لأحد التنصّل منها
دمشق- سنان حسن:
برعاية وزارة الأوقاف، نظمت جامعة بلاد الشام بالتعاون مع غرفة تجارة دمشق والاتحاد الوطني لطلبة سورية والمعهد العالي لإدارة الأعمال، أمس، المؤتمر الاقتصادي الأول “الأسرة المنتجة نواة للمشروعات الصغيرة ومرتكز للتنمية وتحديات الأزمة” في فندق الداما روز بدمشق.
وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد، رئيس مجلس أمناء جامعة بلاد الشام: “نحن في جامعة بلاد الشام والاتحاد الوطني لطلبة سورية نجتمع لتقديم بعض الرؤى والأفكار التي يمكن أن تساهم في إعادة إعمار سورية بعد تطهيرها من قبل جيشنا الباسل من رجس الإرهاب”، وأشار إلى أن المؤتمر منصة مهمة لتداول الأفكار ومناقشتها والخروج بتوصيات تخدم عملية الإعمار التي نحن مقبلون عليها، وأضاف: “إن اختيار الأسرة المنتجة لتكون عماد النقلة الاقتصادية القادمة، يعني أننا يجب أن نبحث في الأسرة ومتطلباتها وكيفية توظيفها بالشكل الأمثل لتحقق أهدافنا”، وشدد على أن من حق جميع السوريين إبداء آرائهم في طريقة بناء سورية المتجددة، فهي مسؤولية وطنية لا يمكن لأحد أن يتنصّل منها.
بدوره قال عامر خربطلي رئيس قسم الاقتصاد في مجمع الفتح الإسلامي: إن المشروعات الأسرية هي رهان سورية الاقتصادي كونها الأكثر انسجاماً مع واقعنا الاقتصادي، فالدورة الاقتصادية الجديدة لم تعد تعتمد على تراكم رأس المال والمشروعات الكبرى، وإنما باتت هناك عوامل جديدة في بناء الاقتصاد وتحقيق ريعية فيه، مبيناً أن دور رأس المال يكمن في تنمية الأسر، وخلق المشاريع التي تكمّل دور الإنتاج، وترفع من معدلات النمو.
من جانبه تحدّث رئيس غرفة تجارة دمشق محمد غسان القلاع عن أهمية إيجاد مناخات مناسبة لتشجيع المشاريع الاقتصادية على اختلاف أنواعها، مؤكداً أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دفع عجلة الاقتصاد والنهوض به، ولكن هذا لا يمنع من دعم المشروعات الزراعية والسياحية والنسيجية، فهي رهان سورية ولابد من التركيز عليها، مبيناً أن أبناء سورية بسواعدهم سيعدون بناءها من جديد، وكلما شجعناهم على العمل والإنتاج، فإننا سندفع عن وطننا البطالة والإرهاب، وستكون سورية منارة العمل وقلعة الإنتاج الاقتصادي.
وأكد حيان ديب، عميد المعهد العالي لإدارة الأعمال، أهمية الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة السورية كنواة للتنمية والبناء، ولذلك لا بد من اعتماد آليات لإدخالها في عجلة الإنتاج الاقتصادي: بداية من آليات التسويق والدعم، ومحاربة السلوك الانتهازي في تقديمه، والأهم هو الدور الذي ستضطلع به كل الجهات المسؤولة “حكومة- جمعيات- مؤسسات اقتصادية”، أي تشابك فعال يهدف بالنهاية إلى وجود خطة متكاملة على المستوى الوطني.
وتحدّث ممثل اتحاد الطلبة صالح الشعار، رئيس اتحاد طلبة جامعة بلاد الشام، عن أهمية الشباب ودورهم كشركاء حقيقيين في بناء الوطن وإعادة إعماره، مطالباً بأن تلقى أسر الشهداء وجرحى الجيش نصيباً مهماً من الدعم والرعاية في هذا المشروع الرائد.
حضر المؤتمر ممثلو الهيئات الاقتصادية والبنوك العامة والخاصة والإسلامية وأكاديميون مختصون بالشأن الاقتصادي.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بتعزيز دور الإدارة المحلية لدعم وتشجيع المشروعات الصغيرة، والإسراع بوضع استراتيجية وطنية لدعمها، وتفعيل عمل هيئة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والبدء بتقديم الخدمات والمسؤوليات والمهام الموكلة بهذه المؤسسة لتحقيق الأهداف المطلوبة، ودعوا إلى إنشاء اتحادات للمؤسسات الصغيرة على المستويين القطاعي والمناطقي، واعتماد خارطة استثمارية للمشروعات الصغيرة والأسرية، واعتماد التمويل بضمانة الفكرة، وتأمين الضمانات المصرفية، ووضع خطة للقروض الصغيرة والأسرية في التجمعات المحلية في المناطق الريفية والمدنية، وتشجيع أصحاب الدخل المحدود على الادخار، والاستفادة من الخدمات المالية.