تفاؤل كبير بعودة النشاط الزراعي إلى ريف دمشق.. وإجراءات داعمة للفلاحين
بعد تحرير مدينة دوما من رجس الإرهاب والإرهابيين، ورغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بأراضيهم ومزارعهم، إلا أن الفلاحين مازالوا متشبثين بأراضيهم، محاولين تحقيق النجاح بكدهم وسواعدهم المفتولة للحصول على محصول وافر، فالأرض بالنسبة لهم هي الأمل، إنها كل شيء بالنسبة لهم، فأرواحهم معلّقة بترابها، ولن يبتعدوا عنها مهما ساءت الأوضاع، ووسط هذا العناد والإصرار والحزم، وبعد نزوح عدد كبير من الفلاحين، وترك أراضيهم، اليوم عادوا إليها بفضل الانتصارات التي حققها جيشنا، وحررها من دنس الإرهاب، وقد التقينا عدداً منهم لنسلّط الضوء على مطالبهم بعد انتهاء الحرب.
مطالب فلاحية
فلاحون تحدثوا عن تضرر أراضيهم بشكل كبير جداً، وطالبوا بتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي، وإعادة النظر بأسعار المحاصيل الزراعية لتتناسب مع التكاليف، وصيانة خطوط الري المتضررة، وحفر الآبار، وفتح السواقي والعبارات، وتسويتها، وذلك كي يستطيعوا متابعة العمليات الزراعية دون عوائق.
الإصرار سيحقق الانتصار
أما رئيس اتحاد فلاحي دمشق وريفها محمد خلوف فقد رأى أن سوء الإنتاج الزراعي يعود إلى الوضع الذي طرأ في المنطقة نتيجة تواجد الإرهابيين داخل الأراضي الزراعية طوال سنوات الحرب، حيث انعكست الظروف الأمنية سلبياً على المنطقة، ورغم كل ذلك فإن فلاحنا لما يزل على رأس عمله، مقتنعاً أنه بالإصرار والكد والعمل سيحقق الانتصار مهما كان الثمن، ونحن كاتحاد فلاحين نتابع مجريات العمل الزراعي، وقضايا الفلاحين، ومربي الثروة الحيوانية، والنحل، وأجرينا الإحصائيات اللازمة لأضرار الأراضي الزراعية للنظر بمساعدة الفلاحين المتضررين، وحين تسمح الظروف تأمين كل ما يلزم لإعادة النشاط الزراعي لكامل منطقة دوما، وأكد خلوف أن هناك آلاف الدونمات الزراعية المتضررة في منطقة دوما، وقد تم قلع مساحة كبيرة من الأشجار المثمرة، ونعمل حالياً بمساعدة بعض الجهات لتأمين احتياجاتهم من المحروقات، والأسمدة، والأدوية الزراعية، ونسعى مع كافة الجهات لإعادة تنشيط الواقع الزراعي في منطقة دوما من خلال تشجيع الفلاحين للعودة للعمل في أراضيهم الزراعية، والسعي لتأمين مياه السقاية، والبذار، والسماد، إضافة لصرف التعويضات الزراعية للفلاحين المتضررين من فعل الأزمة، وقد وضعنا خطة مستقبلية للنهوض بواقع عمل الرابطة، بحيث يتم تأمين مستلزمات الزراعة، وإحياء الزراعة من جديد.
إنجازات وحصر أضرار
رئيس الرابطة الفلاحية في منطقة دوما محيي الدين محمد الريس قال: بعد أن سمح للفلاحين بالعودة لأراضيهم بفضل تضحيات جيشنا الباسل، وعودة الأمن، بدأ الفلاحون والمزارعون بتفقد أراضيهم، والوقوف على الأضرار، وقد تابعنا مع اتحاد الفلاحين العام، واتحاد فلاحي دمشق، ومديرية الزراعة، والمحافظة أوضاع الفلاحين، وشكّلنا اللجان اللازمة لمتابعة الواقع الزراعي، وخاصة المتضرر منه، وأحصينا نسبة الأضرار التي قدرت ما بين 60% الى 80% بالنسبة للأشجار المثمرة، وتم توزيع العمل، وقمنا بتوزيع الإعانات الزراعية من شعير، ونخالة، وكسبة لدوما وحرستا لزوم الثروة الحيوانية، إضافة لتأمين بعض المستلزمات الزراعية حسب الإمكانيات المتوفرة، فهناك 87 جمعية تتبع لرابطة فلاحي دوما، وهناك دائرتان لزراعة دوما وحران العواميد، ومنطقة الغزلانية وما حولها من القرى متعددة الأغراض، وجمعية لتربية الابل، وجمعية لتربية الماعز الشامي، وجمعية تربية النحل، وتربية الخيول، ومداجن مقرها ببلدة الضمير، وفيما يخص الثروة الحيوانية نتيجة الحرب بلغ عدد المربين حوالي 18 مربياً، وتقلص هذا العدد جراء الإرهاب الذي عصف بمنطقة دوما، وطلبنا من الجمعيات كافة تجهيز محاضر وإحصائيات للنظر في الواقع وتحسينه بعد الأزمة، ونطالب بتسهيل مرور مربي الثروة الحيوانية، ونقل الأغنام والأبقار من المكان المحدد الى أسواق المواشي أو الحظائر، إضافة لدعم المربين كونهم كانوا أكثر ضرراً، وخاصة لجهة إعادة بناء الغرف الزراعية، وتأمين مواد أخرى يحتاجها الفلاح.
مستلزمات ضرورية
من جهته طالب نائب رئيس الرابطة عبد الله الحمادة الجهات المعنية بتفعيل مراكز البيطرة في البادية، وضرورة إحداث مدارس، ومستوصف لقضاء البادية نظراً للحاجة الماسة لذلك، ولزوم الفلاحين والمزارعين المقيمين في هذا القضاء، إضافة لتأمين البذار والغراس مجاناً، وتيسير ترخيص الآبار، وفتح الأنهار، وتأمين شبكات ري حديث، وتنقيط، وغيرها ليتمكن الفلاح من مزاولة عمله كما كان سابقاً، وعودة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني في منطقة دوما المشهورة زراعياً، وبغنى ثروتها الحيوانية.
عبد الرحمن جاويش