“إسرائيل” تسلح النازيين الجدد في أوكرانيا
ترجمة: هيفاء علي
عن لوغراند سوار 12/7/2018
“في أمريكا الوسطى، “إسرائيل” هي التي تنفّذ عمل الإدارة الأمريكية القذر، وتعمل كشريك وذراع مسلح للولايات المتحدة، ويبدو أنها تتولى هذا الدور في أوروبا الشرقية”.
تحدث موقع “الانتفاضة” الإلكتروني في أوكرانيا عن الأسلحة التي ترسلها “إسرائيل” إلى ميليشيا النازيين الجدد المدججين بالسلاح في أوكرانيا الذين يشكلون كتيبة “آزوف”، ونشر صوراً لمقاتلي هذه الكتيبة حاملين على الأكتاف بنادق “تافور الإسرائيلية الصنع” التي يتمّ تدريبهم عليها من قبل مستشارين “إسرائيليين”.
تعتبر كتيبة “آزوف”، التي بدأت على شكل عصابة من البلطجية الفاشية، واحدة من العديد من الميليشيات اليمينية المتطرفة التي تمّ دمجها كوحدات تابعة للحرس الوطني الأوكراني المعادي لروسيا، حاربت “آزوف” ضد شرطة مكافحة الشغب أثناء الاحتجاجات “الأوروميدية” في عام 2013 في العاصمة كييف، وهي التي وضعت الاحتجاجات وأعمال الشغب الأساس لانقلاب عام 2014 الذي أطاح بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا. عندما بدأت الحرب في شرق أوكرانيا ضد المدعومين من روسيا ، بدأت الحكومة الجديدة المدعومة من الغرب بتسليح كتيبة “آزوف” وسرعان ما غدت هذه الميليشيا تحت سلطة وزارة الداخلية الأوكرانية وشاركت في المعارك ضد الموالين لروسيا.
واتُهمت ميليشيا “آزوف” من قبل الأمم المتحدة وتقارير “هيومن رايتس ووتش” بارتكاب جرائم حرب ضد الموالين لروسيا خلال الحرب الجارية في منطقة دونباس الشرقية، بما في ذلك التعذيب والعنف الجنسي واستهداف منازل المدنيين.
حالياً، يتزعم وزير الداخلية الأوكراني، أرسين افاكوف ميليشيا “آزوف”، ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية، فإنه يدفع الرواتب لمقاتليه، وعيّن أحد قادته العسكريين، فاديم ترويان، نائباً له مع سيطرته على سلك الشرطة. وكان “افاكوف” قد التقى وزير الداخلية “الإسرائيلي” العام الماضي للتباحث حول “التعاون المثمر”، أما الرجل المؤسس لكتيبة “آزوف” وقائدها العسكري فهو اليوم نائب في البرلمان الأوكراني.
ووفقاً لصحيفة تلغراف، كتب بيلتسكي في عام 2014 أن “المهمة التاريخية لأمتنا في هذه اللحظة الحرجة هي قيادة الأعراق البيضاء في العالم في حملة صليبية نهائية لبقائهم”.
وكانت صحيفة الغارديان تحدثت في أحد تقاريرها عن مخيم تدريب عسكري للأطفال العام الماضي، وأن العديد من مدربي “آزوف” كانوا يرتدون الوشم النازي والعنصري، بما في ذلك الصليب المعقوف، ورمز الجمجمة “SS” ووشم “الكبرياء الأبيض”.
بعد دخول مؤسس “آزوف” إلى البرلمان، قال: “نحن هنا لنبدأ النضال من أجل السلطة”. هذا العام، شكلت الكتيبة “ميليشيا وطنية” جديدة لجلب الحرب إلى الوطن. هذه العصابة المنظمة هي في طليعة موجة متنامية من العنف العنصري في أوكرانيا يقودها قدامى المحاربين العسكريين، وهي متخصّصة في المذابح وتطبيق برنامجها السياسي. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قام أعضاء المجموعة بتفجير معسكر روما في كييف، كانوا يرتدون أقنعة ويحملون فؤوساً ومضارب للبيسبول ويصرخون: “المجد للأمة! الموت للأعداء”.
إن المساعدة العسكرية “الإسرائيلية” لأوكرانيا والنازيين الجدد تشبه برامج مماثلة في الولايات المتحدة ودول حلف الناتو الأخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة وكندا. إنهم مهووسون جداً بالقضاء على تهديد محتمل من روسيا لدرجة أنهم يبدون في غاية السعادة وهم يساعدون الميليشيات النازية بشكل علني، إنها عودة إلى بداية الحرب الباردة عندما دعمت “السي آي إيه” الفاشيين والمناصرين لهتلر كي يتسلّلوا إلى هنغاريا عبر النمسا في عام 1956 وبدؤوا يرتكبون المجازر بحق الشيوعيين الهنغاريين. وتُظهر إعلانات حديثة على مواقع الويب الخاصة بكتيبة “آزوف” اجتماعاً تمّ في حزيران الفائت، جمع قائد الكتيبة مع الملحق العسكري الكندي، الكولونيل بريان ايروين “للتباحث في مسألة التعاون المشترك المثمر”.
المساعدة الأمريكية للنازيين الجدد:
من الواضح أن كندا ليست “الحليف” الوحيد لحلف الناتو في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، فقد أفادت شبكة “ماكس بلومنتال” أن هناك أسلحة أمريكية تمّ إرسالها على نطاق واسع لهذه الكتيبة، بما في ذلك قاذفات القنابل ولوجستيات التدريب والقتال. ونتيجة ضغط البنتاغون، تم إلغاء بند في مشروع قانون الدفاع المتجدد كل عام لعدة مرات، والذي كان يحظر وصول المساعدات الأمريكية المرسلة لأوكرانيا، وخاصةً إلى كتيبة “آزوف”، واستمر هذا الوضع لمدة ثلاث سنوات متتالية. وعلى الرغم من رفع الحظر في نهاية المطاف، إلا أن وضع “آزوف” بوصفها وحدة رسمية في القوات المسلحة الأوكرانية يثير الشكوك حول كيفية فصل المساعدات الأمريكية عنها!.
في عام 2014 رفضت جماعات الضغط “الإسرائيلية” محاولة سابقة لمنع وصول المساعدات الأمريكية إلى جماعات النازيين الجدد في أوكرانيا. وربما يكون تعميق التعاون العسكري- التقني مع أوكرانيا وميليشياتها الفاشية طريقة لمساعدة شريكها في البيت الأبيض، وهذا هو جانب آخر من جوانب التحالف الصهيوني– الأمريكي المتنامي. لطالما كانت “إسرائيل” طريقاً مفيداً يسمح لرؤساء الولايات المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية تجاوز القيود التي يفرضها الكونغرس على مساعدة مختلف الجماعات والحكومات المتمردة حول العالم.
في الثمانينات من القرن الماضي، ساعدت واشنطن “الكونترا” التي شنّت حرباً ضد حكومة نيكاراغوا الثورية اليسارية، إضافة إلى مجموعة من فرق الموت الفاشية الأخرى في أمريكا اللاتينية. كما دعمت نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا الذي قامت الحكومات “الإسرائيلية” سواء من اليسار الصهيوني أو اليمين الليكودي بتسليحه لعقود!.