“الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي” في ندوة لفرع القنيطرة
دمشق- محمد عرفات:
أقامت قيادة فرع القنيطرة للحزب ندوة ثقافية حوارية بعنوان “الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي”، تحدث فيها نائب عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق د. أحمد علي شعراوي، كما أدار أعمالها الرفيقة لميس أحمد، رئيسة مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي، التي استهلت أعمال الندوة بالإشارة إلى التأثير الكبير الذي أحدثه الإعلام الالكتروني من حيث قدرته على صناعة الحدث والقيام بأدوار عديدة تتباين وفقاً للأهداف والغايات المنشودة، المتمثّلة في بناء الإنسان والارتقاء به أو هدمه، وترسيخ القيم والأخلاق أو إشاعة الرزيلة والمفاهيم السلبية، وبث التفاهم والاحترام بين الشعوب والأمم أو بث الفرقة والخلاف.
وتحدّث د. شعراوي عن بدايات الحرب على سورية والهجمة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها، مبيناً أن من الأهمية بمكان إدراك أبعاد التضليل الإعلامي الهائل الذي تعرضت له سورية طوال الأعوام السبعة الماضية، حتى يتضح لنا الدور الخطير والمخرب الذي يمكن للإعلام القيام به بمختلف أنواعه، مشيراً إلى أن المؤسسات الإعلامية أينما كانت بحاجة إلى تطوير يومي ولحظي دائم حتى تستمر في الوجود والتأثير بجمهورها، وأن الوسيلة الإعلامية حين ترضى عن نفسها وأدائها، فإنها تدخل في طور الجمود، وتحكم على نفسها بالتخلف والفشل. وقال: إن الإعلام الالكتروني ما كان ليظهر لولا ابتكار تقنية الـ”انترنت” التي فتحت المجال واسعاً للمواقع الالكترونية ومن ثم لوسائل التواصل الاجتماعي حتى تدخل إلى حياة غالبية سكان كوكبنا، مؤكداً بأن عدد مستخدمي هذه التقنية يبلغ ثلاثة مليارات شخص، بينما يصل عدد من يستخدم “فيسبوك” إلى مليار وثمانمئة مليون شخص، ورأى أن كلاً من الـ”انترنت” ووسائل التواصل الاجتماعي باتا حاجة ملحة يتعذّر الاستغناء عنهما، في ظل التطور التكنولوجي السريع، واعتماد البشر عليهما، موضحاً أن ما سبق كان له تأثير في تشكيل حالة إدمان عليهما أشبه ما تكون بالإدمان على المخدرات، الأمر الذي يضطر العديد من الأفراد لبذل المحاولات المتكررة من أجل الخلاص والشفاء منه. وفي تعقيبه على المقولة القديمة المتعلقة بأن تقنية “انترنت” حولت العالم إلى قرية صغيرة، ذكر أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي كان أكبر من خلال تحويلها العالم إلى مجرد شاشة صغيرة، مؤكداً أن هذا الأمر يتطلب من الجميع تحصين أنفسهم من سلبيات هذه التكنولوجيا والاستفادة بالحد الأقصى من إيجابياتها ومميزاتها، خصوصاً أن هذه التكنولوجيا تعد نعمة كبيرة إن تم استثمارها بالشكل الصحيح.
وأكدت مداخلات الحضور على ضرورة الانتباه بخصوص تأثير هذه التكنولوجيا على الأطفال والحذر من الألعاب الالكترونية التي باتت تهدد حياتهم، كما أشاروا إلى مدى التأثير الكبير الذي تتمتع به وسائل التواصل الاجتماعي، من حيث قدرتها على التأثير بالرأي العام، وبث مشاعر الخوف والإحباط، وإحداث المشاكل بحيث تصبح أشبه بطابور خامس.
حضر أعمال الندوة أعضاء قيادة فرع القنيطرة للحزب والعديد من المهتمين.