بعد أن كثرت أخطاؤه وازدادت مشاكله.. تغيير اتحاد كرة الطاولة بات أمراً ملحاً
ما يجري في اتحاد كرة الطاولة يذكرنا بنوادر “جحا” التي كانت تضحكنا حين كنا نسمعها أو نقرؤها، وهي التي ربما حدثت فعلاً في زمن ما من الماضي، لكن ما يجري حالياً في أروقة اتحاد كرة الطاولة يؤكد أن هذه النوادر موجودة ولم تعد تضحكنا، بل باتت تجعلنا نضع ألف إشارة استفهام حول إمكانية عودتها مجدداً؟!.
فقد بدأت المشاكل تطفو وتعصف بأعضاء الاتحاد، وهذا يؤكد وجود فوضى كبيرة في أروقة مكاتب الاتحاد، فالتجاوزات التي أدت إلى التخبط في العمل أوضحت بشكل قاطع أن القائمين على الاتحاد وضعوا أبناء اللعبة في موقف حرج، حيث إن عدم رضاهم عن القرارات لا يعني بالضرورة أن آراءهم وطروحاتهم يمكن أن ترى النور في ضوء تفرد رئيس الاتحاد بهذه القرارات التي نتجت عنها قضايا خطيرة ستضع اللعبة في مهب ريح عدم الاستقرار، وابتعاد الكوادر القادرة على تصحيح مسار اللعبة، وهذا ما سيقلل من أمل عودة كرتنا الصغيرة إلى أمجادها السابقة؟!.
وهنا لابد من طرح عدد من التساؤلات حول واقع العمل بالاتحاد الذي يتحكم بقراراته رئيس الاتحاد حصراً، دون أخذ رأي أعضاء الاتحاد الذين يعمل بعضهم كـ “كومبارس”!.
ما دعانا إلى الحديث مجدداً عن اللعبة التي سبق أن نلنا النقد من بعض كوادرها، هو أن اتحاد الطاولة اعتذر عن المشاركة ببطولة غرب آسيا للفردي والزوجي التي تنطلق اليوم بشكل رسمي في الأردن وبمشاركة كافة دول “زون” المنطقة.
العارفون ببواطن الأمور بالاتحاد تساءلوا: لماذا لم تتم المشاركة بالبطولة التي تعتبر من البطولات المهمة، ونحن بأمس الحاجة للمشاركة بالبطولة (فنياً ومعنوياً) كونها مؤهلة للنهائيات الآسيوية التي بدورها يحق لنا المشاركة ببطولة العالم؟! فاللعبة تمتلك الكثير من اللاعبين واللاعبات صغار السن، كهند ظاظا، ونايا سليمان، وعبيدة ظاظا، وعبد الرحمن عجاج، وشقيقه عبد الله، ومرتضى حلاق، وغيرهم الكثير من الأسماء القادرة على تحقيق مشاركة لائقة لطاولتنا، والدليل ما حققوه في المشاركات السابقة، ووصولهم لمنصات التتويج، أما إذا كانت الحجة بعدم تحقيق نتائج، فهذا الأمر مرفوض وغير منطقي، فربط المشاركة بتحقيق النتائج المتقدمة أكبر خطأ يرتكب بحق اللعبة!.
ولكن يبدو أن سبب عدم المشاركة يعود إلى أن أعضاء الاتحاد الذين انتخبوا في اللجان التابعة لاتحاد غرب آسيا لم توجه الدعوة لهم لحضور البطولة من قبل اللجنة المنظمة، أو ربما “السفرة” ليست فيها منافع شخصية لأعضاء الاتحاد ورئيسه الذين تعوّدوا على السياحة والسفر، وعدم النظر لتحقيق نتائج بأية مشاركة، والدليل أن الاتحاد قام بدعوة اللاعبين واللاعبات النخبة لإقامة معسكر (يقام حالياً) في صالة تشرين، وذلك تعويضاً لهم عن المشاركة بالبطولة، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الجدوى من المعسكر ولمصلحة من؟!.
أخيراً علمنا وحسب مصادرنا أنه يتردد في الأوساط الرياضية عن وجود توجه لحل اتحاد كرة الطاولة، وهذا الأمر لم يكن مجرد إشاعات، فسبق لنا أن طرحنا سابقاً بأن الاتحاد في طريقه للحل، فالمصادر التي أخبرتنا حينها بالمعلومة كانت صادقة، والمشكلة ليست في تشكيل اتحاد جديد، ولا تكمن بأعضاء الاتحاد، بل بالصلاحيات المتاحة للاتحاد من قبل المكتب التنفيذي، وبآلية العمل نفسها المتبعة بالاتحاد، وتحديداً بشخص رئيس الاتحاد الذي يتفرد بالقرارات التي تتخذ، الأمر الذي وضع أعضاء الاتحاد بمواقف محرجة، واشتكوا من تهميشهم عند صناعة القرار من قبل رئيس الاتحاد بعد أن اعتبرهم “كمالة عدد” يساعدونه حين تمريره للقرارات التي يريدها لتصدر بموافقتهم (المفترضة)، وباسم اتحاد اللعبة.
وما لفت نظرنا حديث البعض منهم عن صمت قيادة الاتحاد الرياضي العام عن المخالفات الصريحة التي تناولناها سابقاً، ما وفّر لرئيس اتحاد اللعبة (دعماً) إضافياً أظهره بصورة (المدعوم) الذي يتمكن من فعل أي شيء دون الخشية من محاسبة، أو إقالة من قبل القيادة الرياضية، وللحديث بقية.
عماد درويش