حفريات تحت الأقصى.. وحملة مداهمات في بيت لحم ونابلس
اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين اقتحموا المسجد عبر مجموعات صغيرة ومتتالية، وقاموا بجولات استفزازية داخل باحاته، مشيرةً إلى أن عناصر من قوات الاحتلال فتشت قسم الإطفاء التابع لدائرة الأوقاف الإسلامية داخل المسجد الاقصى دون معرفة الأسباب.
في غضون ذلك، حذّر الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى المبارك من كارثية الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال في منطقة القصور الأموية أسفل الجزء الشمالي من مبنى المتحف الإسلامي الواقع في الجانب الغربي من المسجد الأقصى.
وتوقّع المفتي حدوث خلخلة في الأبنية الإسلامية الموجودة في المنطقة جميعها، ومن ثم هدمها لتغيير هوية المدينة المقدسة وتهويدها بالكامل، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال تتظاهر بالتفتيش عن أساسات الهيكل المزعوم، ومؤكداً أن الأمر بات خطيراً جداً على المسجد الأقصى من تبعات هذه الحفريات وبخاصة في حالة حدوث أي هزة أرضية، والتي من شأنها أن توقع أضراراً جسيمة في المباني والأروقة.
وطالب حسين العالم العربي والإسلامي ومنظمات الأمم المتحدة المختصة كافة وفي مقدمتها اليونيسكو بضرورة التحرّك العاجل والضغط الفوري على سلطات الاحتلال لوقف تنفيذ هذه المخططات التي تعمل على تأجيج التوتر في المنطقة برمتها.
إلى ذلك، هدمت جرافات الاحتلال منزلاً وممتلكات زراعية للفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة بحجة البناء دون ترخيص. كما استولت قوات الاحتلال على 120 دونماً من أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم في الضفة الغربية، فيما شنّت حملة مداهمات طالت منازل فلسطينيين في بيت لحم ونابلس بالضفة الغربية، واعتقلت 16 فلسطينياً وسرقت أموالاً أيضاً، كما اقتحمت قرية أبو شخيدم شمال رام الله، وأطلقت الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط بكثافة نحو الشبان، الذين تصدوا لها بالحجارة.
وفي غزة، استشهد شاب فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها برصاص قوات الاحتلال خلال مشاركته بمسيرات العودة في 14 أيار الماضي، وقال مصدر طبي: “إن الشاب ساري داود الشوبكي البالغ من العمر عشرين عاماً كان تعرّض لإصابة خطيرة في عنقه برصاص قناصة الاحتلال تسببت له بشلل رباعي، وتم تحويله للعلاج بمستشفى داخل القدس المحتلة إلى أن استشهد صباح أمس”.
وباستشهاد الشوبكي يرتفع عدد شهداء مسيرات العودة منذ 30 آذار الماضي إلى نحو 140 في قطاع غزة.
وتتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق الرصاص الحي وقذائف المدفعية على المشاركين في مسيرات العودة الكبرى السلمية في قطاع غزة منذ بدئها في آذار الماضي.
إلى ذلك، توغلت أربع جرافات عسكرية تابعة لقوات الاحتلال بغطاء من طائرات الاستطلاع انطلاقاً من موقع كوسوفيم العسكري لعشرات الأمتار على أطراف حي القرارة جنوب قطاع غزة، فيما أعلنت حكومة الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم بذريعة استمرار إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة، ورأت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار أن إغلاق المعبر يمثّل عقاباً جماعياً بالغ الخطورة، خاصة أنه الوحيد الذي يمد غزة بالمواد الغذائية، وقال المتحدّث باسم الهيئة أدهم أبو سلمية: “إن إغلاق المعبر التجاري الوحيد الذي يمد القطاع بالمواد الغذائية وتقليص مساحة الصيد هما جريمة حرب مخالفة لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والأخلاقية”.
من جهتها، وصفت قوى المقاومة القرار بأنه جريمة ضد الإنسانية تضاف إلى جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وشددت على أن هذه القرارات لن تنال من حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته.
في سياق متصل، أكد رئيس اللجنة الأوروبية في البرلمان السلوفاكي لوبوش بلاها أن ساسة الغرب ووسائل إعلامهم يتعمدون الصمت وغض الطرف عن الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، ويضخمون الأمور، ويختلقون الروايات عندما يتعلق الأمر بسورية وروسيا وإيران وفنزويلا والصين.
وقال بلاها في تعليق نشره على حسابه في “فيس بوك”: “حين يحتاج الغرب إلى بث الكراهية ضد سورية، فإنه يختلق هجمات بالسلاح الكيميائي، ويبث صوراً لأطفال جرحى حتى يبرر الاعتداء عليها، كما أنه عندما يريد خلق ذرائع لحروبه وعقوباته ضد روسيا وإيران والصين وهنغاريا وفنزويلا وغيرها، فإنه يبدي اهتماماً زائفاً بالأطفال والسجناء والمنظمات غير الحكومية”، وبيّن أنه بالمقابل حين يقوم كيان الاحتلال الإسرائيلي بقتل أكثر من مئة فلسطيني في غزة، وتطلق قواته الرصاص الحي على الناس، كما لو أنهم أرانب، فإن ذلك لا يستحق حتى الإشارة إليه، سواء في الصحافة الغربية أو في صحافتنا، ونبّه إلى أن وسائل الإعلام الغربية تمارس التلاعب بالمشاعر حين تريد حكوماتها مهاجمة دولة مناوئة لها، أما عندما يتعلق الأمر بأحد أصدقاء الغرب، فإن هذه الوسائل تصبح عمياء وصماء.