ذكرى رحيل أسمهان.. اللحن الذي لم يكتمل
تحل هذه الأيام ذكرى وفاة الفنانة الراحلة “أسمهان” الـ74 شقيقة الفنان الراحل “فريد الأطرش، ولصاحبة الحنجرة الذهبية التي ورثتها عن والدتها علياء المنذر حكاية مع القدر فقد ولدت وتوفيت بالماء، وأثارت وفاتها في سن مبكرة ٢٨ عاما برفقة صديقتها ماري قلادة بظروف غامضة العديد من إشارات الاستفهام.
وبعد وفاة والدها عام 1925 اضطرت “آمال فهد فرحان إسماعيل الأطرش” والتي عرفت فنياً باسم “أسمهان” للسفر مرارا وتكرارا هي ووالدتها وشقيقيها فؤاد وفريد الأطرش من سورية إلى القاهرة هربا من الفرنسيين الذين رغبوا في اعتقالها هي وعائلتها لنضال والدها ضدهم.
وامتلاك الرائعة أسمهان الصوت الأوبرالي جعل كبار الملحنين يلحنون أغانيها أمثال محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وشقيقها فريد الأطرش والموسيقار الكبير محمد القصبجي الذي وصف صوتها بأنه من الجنة، ولحن لها أغنية يا طيور التي تميزت بجمالها المنفرد في العالم العربي.
تجلت موهبتها منذ الصغر عندما كانت تشدو بالغناء في المنزل والمدرسة ببعض أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وشقيقها فريد، وفى عام 1931 اتجهت إلى مشاركة فريد الغناء في صالة “مارى منصور” في شارع عماد الدين وبعد تجربتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وفى عام 1941 شاركت في أولى تجاربها التمثيلية بفيلم “انتصار الشباب” بمشاركة شقيقها فريد في عام 1944 شاركت في فيلم “غرام وانتقام” وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهد نهايتها الفنية بسبب زواجها من الأمير حسن الأطرش عام 1933 وانتقالها معه إلى جبل العرب في سورية
عادت أسمهان إلى مصر بعد طلاقها من ابن عمها بسبب الخلافات الزوجية وتزوجت من المخرج “أحمد بدرخان”، لكن زواجهما انهار سريعا وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية، التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش.
وعلى الرغم من رحلتها القصيرة في الغناء، فقد امتلكت ٤٨ أغنية من بينها ليالي الأنس وبدع الورد ويا حبيبي تعالى لحقني ، ويللي هواك ، ويا ديرتي ولابنة الجبل أفلام سينمائية عدة جسدت روعة أدائها..
وفى عام 1944 سقطت هي وصديقتها بالسيارة في ترعة الساحل برأس البر ولاقتا حتفهما بعد أن تمكن السائق من النجاة لتنتهي مسيرة فنانة صاحبة صوت لن يكرره التاريخ ولحن لم يكتمل.
رفعت الديك