المسرح المدرسي في أمسية “فيروزيات”
“الأنشطة الفنية لا تقل أهمية عن التفوق العلمي” هذه المفردات قالها وزير التربية د. هزوان الوز على مسرح الأوبرا في اختتام الفعالية الضخمة التي قدمتها فرقة أوركسترا وزارة التربية المركزية، وفرقة كورال وزارة التربية المركزية، بمشاركة فرقة الفنون الشعبية المركزية بقيادة الموسيقي الأكاديمي محمد رامي عودة على مسرح الأوبرا التي شهدت احتفالية متكاملة متناغمة بحبّ وتجانس بين كل العناصر الفنية للمسرح المدرسي من حيث الغناء والموسيقا والرقص الجماعي والإفرادي في لوحة بانورامية، تنم عن تطور واضح في مسيرة فرقة أوركسترا وزارة التربية، وقد تمكّن عودة بمهارة من قيادة العدد الكبير للكورال والعازفين والراقصين بشكل شدّ جمهور الأوبرا إلى أجمل أغنيات فيروز المنتقاة بعناية والتي جمعت بين الحماسي والوطني والموشحات والجبلي والرومانسي والمعاصر، لتتألق الأغنية الأجمل” يا زهرة المدائن”.
اللافت في الأمسية هو الصورة التكاملية التي بدت فيها الأوركسترا التي جمعت الناشئة من موسيقيي وزارة التربية مع بعض أساتذة المعهد العالي للموسيقا، وقد استطاع الناشئون التواصل معهم وحمل المسؤولية كاملة في أجزاء من الأوركسترا كما في النحاسيات والإيقاعيات بشكل خاص، ضمن الأوركسترا المتكاملة مع البيانو الذي كان عنصراً أساسياً بموسيقا الرحابنة كتلوين موسيقي، إضافة إلى حضور الغيتار بأنواعه ضمن تشكيلة الأوركسترا.
وبدا واضحاً بالتوزيع الموسيقي للقسم الأكبر الذي وزعه عودة توظيف النحاسيات بأبعاد موسيقية متعددة، إلا أن تركيزه الأكبر كان على آلات النفخ الخشبية بأنواعها والفلوت خاصة في مواضع وفي المقدمة الموسيقية حيناً، وهو المتخصص بالعزف على الأوبوا وألّف مقطوعات موسيقية منها موسيقا الجاز، كما أنه عضو أساسي في الفرقة السيمفونية الوطنية.
وتأتي أهمية هذه الأمسية لتؤكد اهتمام السيد الوزير بموسيقا وزارة التربية لبناء جيل موسيقي، كما أكد في حديثه على المسرح بأن فرقة وزارة التربية مسؤولية المجتمع، تتطور بتكامل العناصر بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، وبأن الوزارات تشكل خط الدفاع الأول مع جنود الجيش العربي السوري.
وتعدّ هذه الأمسية جزءاً مما دعت إليه الخطة الموسيقية السورية بتركيز كل وزارة على الأوركسترا الخاصة بها، لتعزيز الموسيقا في سورية صاحبة أول نوتة موسيقية في التاريخ.
آلات النفخ الخشبية
بدأت الأمسية بأغنية “خطة قدمكن” غناء إفرادي ريما علبة مع الكورال وتصميم الرقصة التي تميزت بالرتم السريع وحركات استعراضية لمجد أحمد، وتميزت بالفواصل الإيقاعية والقفلة الغنائية القوية، في حين تغيّر النمط اللحني مع ياشادي الألحان غناء بشير زهر الدين، وبدأت بالضربات الإيقاعية الشرقية المتناوبة بهدوء وصمم الرقصة محمد طرابلسي، وترنيمة “أؤمن” اتسمت بمقدمة موسيقية شفافة تتناسب مع كلماتها لآلات النفخ الخشبية مع إيقاعات الدرامز الخفيفة والتلوين اللحني للبيانو، توزيع رامي عودة وغناء سارة نصر، تلتها جبلية النسمة غناء كينيا الحلبي وانتقل إيقاعها السريع إلى الحركات الراقصة تصميم محمد حلبي، وتفاعل الجمهور مع الأغنية الرومانسية” سألوني الناس” بلحنها الرقيق بصوت سارة الأوس، لتتألق النحاسيات والإيقاعيات وضربات الطبل الكبير في أغنية” سيف فليشهر” توزيع كمال سكيكر بصوت مايا صفايا وتصميم الرقصة لتغريد خير بيك وباسل حمدان، ليتفاعل الجمهور أكثر في الأغنية الشهيرة”كان عنا طاحون” بتوزيع رامي عودة وبصوت إنجي داود، بتناغم بين النحاسيات والوتريات والغيتار وآلات النفخ الخشبية، ليقدم عودة لوحة ثنائية بين راما الشيخ ووليم خليل بأغنية لوح منديلك بتوزيع كمال سكيكر وتصميم الرقصة لمحمد حلبي، وتميزت الأمسية برقصة السماح تصميم مها زين الدين على نغمات “لما بدا يتثنى” لتختتم الأمسية بأغنية “يا زهرة المدائن” بتوزيع رامي عودة وحضور خاص للنحاسيات بنمط لحني هادئ وبتوظيف الفوكاليز. شارك بالتدريب تمام طيفور ومجد طرابلسي.
ملده شويكاني