صحيفة البعثمحليات

٧ مليارات للساحل و٣٣ مليار ليرة للمحافظات عوائد مشروع نقل الإحضارات من مقالع حسياء

 

دمشق – ميس خليل

فرضت عملية إعادة الإعمار على الوزارات ومؤسسات الدولة اجتراع حلول تناسب تحديات الواقع الراهن، وبما يضمن الاستفادة من كل الطاقات والإمكانات المتاحة، حيث يشكل مشروع نقل “الإحضارات” من مقالع مدينة حسياء في حمص إلى باقي المحافظات، خطوة نوعية وربما استراتيجية، لتأمين مستلزمات المشاريع المزمع البدء بها بالمواصفات المطلوبة للتنفيذ والتشييد.

وعليه أطلقت وزارة النقل خطة متكاملة وطموحة تضمن انتقال “الإحضارات” مستفيدة من شبكة السكك الحديدية الواصلة بين المحافظات، إضافة إلى البدء بإنشاء خط حديدي من محطة قطينة حتى محطة التحميل في مقالع حسياء بطول 18 كم، وفي مرحلة لاحقة يأخذ المشروع بعين الاعتبار ربط محطة التحميل سككياً مع محطة المرفأ الجاف في مدينة حسياء الصناعية، بحيث تستطيع الشركات والمعامل المتخصصة في مدينة حسياء نقل منتجاتها الداخلة في إعادة الإعمار إلى كافة المحافظات، وهذا ما سينعكس على دعم الصناعة الوطنية.

ويشير وزير النقل علي حمود في تصريح “للبعث” إلى أن تكاملية قطاعات النقل هي من الأمور التي تعنى بها الوزارة من بري وبحري وسككي وجوي، وأهمية ذلك في التنمية المستدامة والتفكير بمشاريع استراتيجية على المدى. فهذا المشروع بدأت فكرته في مطلع الثمانينيات وتأجل طويلاً حتى العام الحالي، وقال حمود : قمنا في وزارة النقل بإعادة دراسته والشروع بتنفيذه إيماناً بأهميته، إذ بينت الجدوى للاقتصادية أن عوائده تقارب الـ ٧ مليارات في مرحلة النقل للساحل و٣٣ مليار ليرة في النقل لكافة المحافظات، وهذه الأرقام تدل كم سيكون مجدياً التفكير والعمل بمثل هذا المشروع الهام الذي سيؤمن ربط مقالع حسياء بكامل الشبكة السككية عدا عن تخفيض تكاليف مواد البناء على المواطن، وتخفيض تكاليف إنشاء وصيانة الطرق والأوتسترادات ومشاريع الدولة وتخفيف الازدحام على الطرق وفي المدن، بالإضافة إلى نقل حجوم كبيرة من هذه المواد في وحدة زمنية قياسية مقارنة مع وسائل النقل الأخرى؛ مما يساهم في الإسراع في تأمين مستلزمات مرحلة إعادة الإعمار، وتوفير استهلاك الوقود لنفس الكمية والمسافة مقارنة مع السيارات.

ومن ميزات المشروع أيضاً المحافظة على البيئة والمناطق السياحية حيث يعد هذا الحل بديلاً للمقالع في المناطق السياحية في المحافظات، ونظراً لما تتميز به الإحضارات الحصوية في منطقة حسياء من مواصفات فنية ممتازة فإنها تساهم في الحصول على مواصفات فنية ذات جودة عالية للمنشآت البيتونية والطرق مما يساهم في توفير الإسمنت والإسفلت والحديد في كافة المشاريع الإنشائية، مع ضمان تشغيل ما يقارب 619 عاملاً في المشروع.

وتشير التقديرات الأولية أن التكلفة المحتملة للمشروع تصل وفق وزارة النقل إلى ما يقارب 16 مليار ليرة بطاقة نقل تصل إلى عشرة ملايين طن.

أما تنفيذ المشروع فقد اضطلعت به وفق خطط وزارة النقل الشركة العامة لإنشاء الخطوط الحديدية التي ستتحمل تنفيذ 50% من المشروع، فيما تم توزيع باقي أعمال المشروع على الشركات الإنشائية الوطنية التالية: مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية، الشركة العامة للبناء والتعمير، الشركة العامة للطرق والجسور، مؤسسة الإسكان العسكرية.