حصة الدعم والرعاية لدير الزور محفوظة على الأرض جرعات التأهيل بالأيدي الوطنية توفر المليارات في الكهرباء والنفط و المياه
دمشق – ريم ربيع
يأخذ الاعتناء الحكومي بضخ الحياة في جميع مناشط وقطاعات الحياة الإنتاجية والخدمية في محافظة دير الزور منحى عملياً لا تنفع معه التوجهات الإدارية والافتراضية بقدر ما يجدر العمل على أرض الواقع بجهود الوزارات والمؤسسات في إعادة التأهيل خلال مدة قياسية بالعمل و ليس “بصف الحكي”.
ومن الملاحظ مؤخراً تكثيف الجهود وتركيز الإمكانيات وتقديم التسهيلات قدر المستطاع للعودة بالمدينة إلى حياتها المستقرة على جميع الأصعدة، فقد خصصت لها أغلب الوزارات اهتماماً لتأهيلها عبر تقديم الخدمات؛ كون دير الزور عصباً وشرياناً حيوياً لاحتوائها على آبار النفط والأراضي الزراعية، وغيرها من المجالات الحيوية التي تزيد من بقعة الضوء المسلطة على المحافظة، ليظهر مؤخراً التركيز الحكومي على المدينة بزيارة قام بها وفد من وزراء الكهرباء والنفط والموارد المائية للاطلاع على مختلف القطاعات ومتابعة ما توصلت إليه الإصلاحات المتسارعة والتي توّجت بعودة محطة التيم لتوليد الكهرباء إلى الخدمة فور الانتهاء من تأهيل المجموعة الغازية الأولى باستطاعة 30 ميغا واط يومياً، حيث تم إعادة إصلاح العنفة ووضعها بالخدمة بعد ثلاثة أشهر فقط على البداية بأعمال الصيانة، وبخبرات وطنية بحتة اجتهدت وعملت في ظروف الحصار والعقوبات الاقتصادية لتخرج بهذه النتيجة بنسبة توفير تتجاوز ال 25 مليون يورو، لتضاف بذلك هذه المحطة كمصدر محلي لتوليد الطاقة الكهربائية إلى جانب خط التوتر العالي 400 ك.ف “جندر – دير الزور” المنجز سابقاً.
واطلع الوفد خلال الجولة على أعمال ورشات الكهرباء التي تقوم بتأهيل الشبكة الكهربائية في المدينة وإصلاح الأعطال وتغذية كامل الأحياء، محققة إنجازاً بنسبة 95%، ليتبقى إصلاح مجموعتين غازيتين توفران 60 ميغاواط يجري العمل حالياً على إعادتهما للخدمة، وبذلك يتم إيصال الشبكة الكهربائية إلى جميع الأحياء المأهولة في المدينة ويصبح من اليسير فيما بعد توصيل الشبكة إلى ريفي المدينة الشرقي والغربي.
وبما أن قطاعي الكهرباء والنفط مترابطان إلى حد ما، فكان لعمال وزارة النفط حصة من الاهتمام بعد تأمين تغذية المحطة بالغاز من خلال خط بديل بطول 350 كم لإيصال الغاز من الشبكة السورية للغاز بشكل عكسي من محطة الريان بحمص باتجاه دير الزور وبكمية تصل الى 300 ألف م3 يومياً، إلى جانب تدشين محطة المعالجة المجمعة بأيادٍ وطنية والمعدة لمعالجة 1000 برميل من النفط يومياً في حقل الشولا النفطي جنوبي دير الزور محققة وفراً يقدر بمليوني دولار.
ومتابعة للجولة الشاملة التي قام بها الوفد الحكومي للاطلاع على ما توصلت إليه أعمال الإصلاح والصيانة في مختلف المجالات تم افتتاح عدة محطات للمياه في الطريف والقصبي ومعدان عتيق غربي المحافظة، ليصبح عدد المحطات التي عادت إلى الخدمة في المحافظة 22 محطة ( 6 مدينة – 16 ريف) بإنتاج كلي يبلغ /5260/ م3 في الساعة، كما اطلع الوفد على أعمال مد القميص الإسفلتي في شوارع المدينة وافتتاح دوار القائد الخالد، ومقسم اتصالات هرابش بسعة 3200 خط و/500/ بوابة انترنيت ليخدم أحياء الطحطوح والصناعة وهرابش وقرية الجفرا وشارع بور سعيد. وكون التعليم يعد أحد أساسيات العودة إلى الحياة الطبيعة لابد من تأهيل الطلاب وتعويضهم عما فاتهم، وفي هذا السياق تم افتتاح مدرستي شهداء الأقصى وشهداء الأقصى المحدثة في هرابش ومدرسة بدر الدين العيفان في حي الجبيلة، ليصل عدد المدارس العائدة للخدمة إلى 153 مدرسة تستوعب أكثر من خمسين ألف طالب.