الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“صائدة الأحلام”.. ريشة وحلم

 

 

ينشغل الناس بين الفينة والفينة بـاختراع “فـنة” وبدعة ما بحجة أنها تجلب الحظ الجميل وتطرد السيئ، ولم يكتفوا بمساعيهم لاجتذاب الجميل من الحظ بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك وأرادوا جذب “الأحلام الجميلة” أيضاً، ولذلك جاءت “صائدة الأحلام” التي تهدف إلى حماية الأشخاص أثناء نومهم من الأحلام السيئة في حين تسمح للأحلام الجيدة فقط بالمرور من خلالها، وقد لاقت انتشاراً واسعاً في الشارع السوري وأصبحت تزين صدور الفتيات وجدران المنازل بشكل لافت.
صائدة الأحلام أو “Dream Catcher” هي عبارة عن إطار دائري في داخله شبكة تشبه شبكة العنكبوت يتدلى منها بعض الخيوط المزينة بالخرز والريش، ولها عدة أشكال وأحجام، وهي موجودة منذ أجيال عدة وليست حديثة النشأة فهي معتقد قديم عند الهنود والأمريكان مفاده أن الأحلام السيئة ما هي إلا روح شريرة تأتي للنائم على هيئة كوابيس، ولمعالجتها وطردها تم اختراع “صائدة الأحلام” التي آمنوا بقوتها وبقدرتها على جلب الحظ وطرد الأحلام السيئة واصطياد الأحلام السعيدة، وكانت تعلق في المناسبات وحفلات الزواج قديماً، وغالباً ما توضع في غرف النوم لتساعد على نوم هادئ وأحلام سعيدة، حيث يقال إن صائدة الأحلام يجب أن تبقى معلقة فوق السرير وإلا فلن تعمل، حيث تمر الأحلام الجيدة لأنها نقية وتعرف طريقها من خلال الثقب الموجود في منتصفها ومن ثم تنزلق عبر الريش إلى الشخص النائم، بينما يتم محاصرة الأحلام السيئة في الشبكة خلال الليل وعند شروق الشمس تتبدد، والجميل في الأمر أن أدنى حركة للريش تعني مرور حلم جميل، في النهاية تبقى صائدة الأحلام أسطورة جميلة وخلاقة وحتى إن لم نؤمن بقدرتها الفعلية، إلا أنها تحمل الكثير من الطاقة الإيجابية، إضافة لشكلها المميز والفريد.
لوردا فوزي