تحرير خربة الطير والشيخ سعد في ريف درعا.. وقريباً القنيطرة وريفها خاليتان من الإرهاب
بعد 3 أيام من استعادة السيطرة على تل الحارة الاستراتيجي، وتحرير قرى كفر شمس وأم العوسج والطيحة وزمرين من آخر فلول الإرهابيين، وذلك في إطار العملية العسكرية التي تنفذها قواتنا الباسلة ضد الإرهاب في المنطقة الجنوبية، خاضت وحدات من الجيش معارك عنيفة مع المجموعات الإرهابية في قريتي خربة الطير والشيخ سعد جنوب مدينة نوى في ريف درعا، انتهت بفرض السيطرة التامة على القريتين، بعد القضاء على العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم، بينما لاذ المتبقي منهم بالفرار، حيث تقوم وحدات الجيش بملاحقة فلولهم، فيما أفادت وكالة سانا بالتوصّل لاتفاق في القنيطرة ينصّ على خروج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى إدلب، وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء في مناطقهم، وينصّ الاتفاق أيضاً على عودة الجيش العربي السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل عام 2011.
وفي وقت لاحق، أفادت سانا بدخول 10 حافلات إلى قرية أم باطنة بريف القنيطرة الجنوبي لبدء نقل الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى شمال سورية.
ويأتي الاتفاق بعد عدد من اتفاقات التسوية في المنطقة الجنوبية، وذلك على وقع انتصارات الجيش العربي السوري المتتالية خلال عمليته العسكرية لإنهاء الوجود الارهابي في محافظتي درعا والقنيطرة، حيث حرر عدداً من القرى والتلال الحاكمة، ما عجّل في استسلام المسلحين وانضمام عدد من القرى والبلدات إلى المصالحة تمهيداً لدخول وحدات الجيش إليها.
في الأثناء، يتابع عناصر الهندسة في الجيش أعمال تمشيط محيط بلدة الحارة ومداخلها لرفع المفخخات والألغام، والكشف عن المقرات والأوكار التي اتخذها الإرهابيون في عدوانهم على المدنيين ونقاط الجيش في المنطقة، وبيّنت وكالة سانا أنه فور انتهاء أعمال التمشيط ستدخل وحدات الشرطة ومؤسسات الدولة الأخرى لإعادة الحياة الطبيعية إلى البلدة، التي اختارت أن تعود إلى حضن الوطن عبر المصالحات المحلية.
وعبّر عدد من الأهالي عن سعادتهم بتخليصهم من الإرهابيين، الذين حاصروهم ونهبوا أرزاقهم ومنعوهم من مزاولة أعمالهم الزراعية واليومية تحت حجج وأكاذيب لا طائل وراءها.
إلى ذلك، احتشد أبناء بلدة دير البخت في الساحة العامة، مؤكدين دعمهم للجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب، داعين من تبقى من المجموعات المسلحة إلى تسليم أسلحتهم والانضمام إلى الجيش في حربه ضد كل من يخل بأمن واستقرار سورية، ورفع المشاركون في التجمّع العلم الوطني وأطلقوا هتافات تمجد تضحيات الجيش وبطولاته في الحرب على الإرهاب، مؤكدين رفضهم المطلق لأي وجود مسلح غير شرعي، وتمسّكهم بوطنهم وأرضهم.
وعبّر أبناء البلدة، التي تتوسط الطريق القديم بين دمشق ودرعا، عن فخرهم الكبير بإنجازات الجيش العربي السوري، الذي شارف على تحرير محافظة درعا من الإرهاب.
يشار إلى أن بلدة دير البخت الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة درعا من البلدات الآمنة التي لم تشهد أي مظاهر مسلحة أو أعمال تخريب.
وفي السياق نفسه، شهدت مدينة داعل تجمعاً شعبياً أمام محكمة الصلح احتفالاً باستئناف العمل فيها، بعد تأمين الجيش العربي السوري البلدة وعودة الأمن والاستقرار إليها.
وتمّ خلال الافتتاح رفع علم الجمهورية العربية السورية أمام بناء المحكمة وسط هتافات المواطنين التي تمجّد الوطن، وأهازيج وأغاني تراثية تحث على ضرورة الدفاع عنه، وعبّر الأهالي عن فرحتهم بعودة المحكمة للعمل بعد توقف عدة سنوات بسبب الإرهاب، داعين إلى تغليب سلطة القانون على الفوضى التي حاول الإرهابيون نشرها في أنحاء البلاد ليعيثوا فساداً وإجراماً بحق الدولة ومواطنيها.
وبالتوازي، وصلت حافلات الأهالي القادمين من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين إلى مركز جبرين للإقامة المؤقتة بحلب، وسط أجواء الابتهاج بوصولهم سالمين.
ووفّرت محافظة حلب للأهالي الوافدين من بلدتي كفريا والفوعة كل التجهيزات اللازمة، حيث تمّ وضع برنامج خدمي كامل صحي وإغاثي من قبل المحافظة والمديريات المعنية والهلال الأحمر العربي السوري والمجتمع المحلي، وتأمين أماكن الإقامة المؤقتة بكل مستلزماتها، إضافة لتأمين مياه الشرب والحمامات والأمور الصحية، مع فريق طبي كامل يضم عيادات شاملة متنقلة، وفريقاً للتغذية، وفريقاً للقاح، وسيارات إسعاف لتقديم العون الطبي الكامل وإسعاف كل الحالات.
وجالت كاميرا سانا في مركز جبرين للإقامة المؤقتة، ورصدت عمليات وصول الحافلات التي تقل الأهالي الوافدين من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين، حيث تحدث طالب كردي أحد الوافدين من البلدتين المحاصرتين عن معاناة الأهالي الشديدة جراء الحصار الذي دام 4 سنوات في ظل الاضطهاد والظلم الذي مارسته التنظيمات الإرهابية، متمنياً تحرير جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهاب وعودة الأمن والأمان.
وعبّرت زينب زيتون إحدى الوافدات من بلدة الفوعة عن سعادتها برؤية أهلها بعد غياب دام لسنوات اكتوت خلالها بالحزن لكونها تركت أرضها ومنزلها تحت الحصار، آملة تحرير البلدة والعودة إليها والتعافي لسورية.
من جانبها قدمت مريم التحية لأبطال الجيش العربي السوري آملة بتحرير بلدتي كفريا والفوعة الصامدتين بوجه الإرهاب، مؤكدة أن أهالي البلدتين على استعداد للتضحية بكل شيء في سبيل الوطن، فيما قال محمد طاهر: “خرجنا من حصار خانق دون طعام ولا دواء في ظل الترهيب والقتل والقذائف، لكننا صمدنا آملين بالعودة لبيوتنا بعد تحريرها من دنس الإرهاب الظلامي”.
ودخلت الأربعاء 121 حافلة والعشرات من سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري على 3 دفعات إلى بلدتي كفريا والفوعة لنقل الأهالي المحاصرين منذ أكثر من 3 سنوات من التنظيمات الإرهابية، بعد مرور أكثر من شهرين على تحرير 42 مختطفاً من قرية اشتبرق وخمس حالات إنسانية من بلدتي كفريا والفوعة، في إطار تنفيذ اتفاق لم يتم إكمال تنفيذ بنوده نتيجة تخوّف الأهالي آنذاك من غدر التنظيمات الإرهابية واستهداف الحافلات التي تقل المحاصرين أثناء إجلائهم.
كما وصلت إلى مشفى حلب الجامعي 50 حالة إنسانية من أهالي بلدتي كفريا والفوعة، من بينها 16 حالة استدعت قبولاً مباشراً بالمشفى.
ويقول محمد إسماعيل ضرير، أحد المصابين: “إنه رغم الحصار الذي دام أكثر من ثلاث سنوات، إلا أنه لم ينل من عزيمة الأهالي وصمودهم، مشيراً إلى إصابته التي تعرّض لها أثناء دفاعه عن قريته ضد الإرهاب، متمنياً العودة بعد تحرير البلدتين من رجس الإرهاب، وعبّر عن امتنانه لكل من ساهم في تقديم العون والخدمات لإخراج الأهالي من الحصار.
يوسف حاج موسى من بلدة الفوعة، الذي أصيب أثناء انفجار إحدى العبوات التي زرعها الإرهابيون أثناء محاولتهم التسلل إلى البلدة، لفت إلى أنه تلقى كل العلاجات اللازمة في مشفى حلب الجامعي.
ومن الحالات الخطيرة التي وصلت إلى مشفى حلب الجامعي شمس الدين رضا الذي تعرض لإصابة خطيرة في الصدر، والذي عبّر عن سعادته بخروج الأهالي من البلدتين المحاصرتين.
وتحدث عباس الشيخ الذي وصل الى مشفى حلب الجامعي عما تعرض له في طريق الوصول إلى حلب من إساءة تعامل المجموعات الإرهابية للمواطنين، منوّهاً بما قدمه الكادر الطبي للمشفى من عناية فائقة وخدمات طبية وإسعافات لازمة.