بعد الصافرة زعيم الكرة السورية
لم يترك فريق الجيش أي مجال للشك بأن سيطرته على ألقاب الكرة السورية خلال السنوات الماضية كانت مستحقة وبجدارة، فالفريق نجح في تحقيق ثنائية الدوري والكأس، وسطّر بذلك نجاحاً جديداً يضاف لسجله الزاخر بالألقاب والبطولات.
“زعيم الكرة السورية”، كما يحلو لعشاقه تسميته، تمكن خلال موسم طويل من إثبات أنه مثال للنادي القادر على تجاوز أصعب الظروف، فمع انطلاق الموسم المنقضي عاش الفريق فترات فراغ تخللها الخروج من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وعندها راهن البعض على أن خروجه من المنافسة المحلية سيكون أمراً واقعاً في ظل سوء الأداء، والنتائج السلبية في تلك المرحلة، ولكن بطريقة فريدة تماسك الفريق وعاد، كما عهدت جماهيره، منافساً شرساً، وحتى التغيير الذي أجري على الجهاز الفني بتعيين المخضرم حسين عفش كمدرب جديد، كانت نتائجه فوق المتوقعة، فاستطاع خطف لقب الدوري في اللحظات الأخيرة بفضل سلسلة من النتائج الإيجابية، مع الاستفادة من تعثر المنافسين.
أما لقب الكأس فكان التتويج به دليلاً جديداً على أن فريق الجيش هو الأقوى بلا منازع، فخلال مشوار البطولة أقصى منافسيه التقليديين، ففي النهائي تجاوز الشرطة، وقبلها هزم تشرين (الذي كان قد تأهل على حساب الوحدة والكرامة)، كما كان الاتحاد هو الآخر ضحية الزعيم في ربع النهائي.
ومازاد من جمالية الثنائية أنها جاءت بفضل مجموعة من اللاعبين، يشكّل أبناء النادي النسبة الأكبر منهم، وبمعدل أعمار يعطي الأمل بأن هذا الفريق قادر على خدمة النادي لسنوات طويلة محلياً وخارجياً.
فريق الجيش يثبت موسماً بعد آخر أنه يسير بخطوات مدروسة، ولعل الاستفادة من التجارب والاستقرار الفني والإداري هي أهم ميزات هذا الفريق الذي نعوّل عليه للعودة بقوة للبطولات الخارجية كخير ممثّل لكرتنا، والبداية ستكون بلقائه مع المريخ السوداني في تصفيات البطولة العربية قبل خوض الموسم الجديد من كأس الاتحاد الآسيوي.
مؤيد البش