إيران تدشّن خط صواريخ متوسطة المدى: تصريحات بومبيو مزيفة وسخيفة وهدفها دعائي
ردّ قائد قوات التعبئة الإيرانية، الجنرال غلام حسين غيب برور، أمس، على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلاً: إن “الولايات المتحدة لن تستطيع أن تمسّ طهران بشيء”، وأشار إلى أن بلاده “لن تتخلى أبداً عن معتقداتها الثورية، وستقاوم ضغوط أعدائها”، واصفاً تهديدات ترامب بأنها تصل إلى حد “الحرب النفسية”.
وقال الجنرال برور: إن ترامب ليس في موقع يسمح له بالتحرّك ضد إيران، موضحاً أن أولئك الذين يخشون من الحرب النفسية التي يشنها هذا الرئيس المجنون يعرفون أن أمريكا لن ترضى بأي شيء أقل من تدمير إيران، وشدّد على أن الشعب الإيراني والقوات المسلحة سيتصدّون لأي عدوان على بلادهم، وسيحققون أهدافهم في التقدم والازدهار.
إلى ذلك، أدان المتحدّث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، التي أدلى بها أمام مجموعة من الأمريكيين من أصول إيرانية، واصفاً إياها بأنها تصريحات “مزيفة وسخيفة” هدفها دعائي فضلاً عن كونها دليلاً دامغاً على العجز الأمريكي وعدم بلوغ هذه الإدارة غاياتها من هذا التفرّد الفارغ من العقلانية والذي لم تحصد منه سوى عزلة عالمية”. وقال قاسمي في تصريح له أمس: إن هذه التصريحات تعد تدخلاً سافراً في شؤون إيران الداخلية، وتصب في خانة السياسات القديمة الرامية إلى زعزعة الاستقرار والأمن وتدمير المنطقة، معتبراً إياها انتهاكاً للالتزامات والتعهدات الدولية.
ولفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى التزييف والخداع والتناقض المتمثل ضمن هذه التصريحات من خلال فرض حظر ظالم لا مشروع ضد الشعب الإيراني ومصالحه، وتسمية هذا الشعب بالإرهابي، وإدراج الرعايا الإيرانيين في قائمة الدول التي يتعذّر على رعاياها دخول الولايات المتحدة، مشيراً إلى الأكاذيب المكتظة بأصناف الخداع والحيل التي تطرحها واشنطن، والتي تحاول من خلالها إظهار المودة تجاه الشعب الإيراني، وأضاف: إن هناك شرخاً وفجوة عميقة واضحة بين أقوال وأفعال مسؤولي الحكومة الأمريكية وعدم تحليها بأي نوايا صادقة، مؤكداً أن الشعب الإيراني وعلى مر التاريخ لم يخضع لغطرسة وسياسة مفروضة من الأجانب، وهذا هو حاله في ظل الظروف الراهنة، إذ إنه لا يكترث لسياسات الرئيس الأمريكي ولا لصقور البيت الأبيض الذين لا التزام لديهم تجاه الأسس والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقانونية والدولية.
وبالتوازي، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات منعها من تصدير نفطها، وقال: إن لم تتمكن إيران من تصدير نفطها فإنها لن تقف متفرجة علماً أن خياراتها كثيرة وليست محصورة بإغلاق مضيق هرمز فقط، مضيفاً: إن المجتمع الدولي وأوروبا والصين وروسيا لا يريدون الوصول إلى هذه النقطة، وهم يتفاوضون معنا لتحقيق مطالبنا، وأولها تصدير النفط واستلام عوائده، والمفاوضات تهدف إلى إيجاد آلية لحل هذه المسألة.
وبيّن عراقجي أن جميع المفاوضات بين بلاده والأوروبيين حتى الآن انتهت بمجموعة تعهدات، قدمتها الدول الأوروبية لطهران في المجالات المختلفة كالنفط والغاز والبنوك والتأمين، وأضاف: ننتظر القيام بأشياء عملية وتنفيذ هذه التعهدات لنا، والشيء الذي مازال في طور المباحثات هو الزمن المتاح قبل بدء تنفيذ العقوبات الأمريكية، أي في الـ 6 من الشهر القادم، وحتماً يجب قبل هذا التاريخ الوصول إلى آلية عملية لتأمين حاجات إيران.
إلى ذلك أكد وزير النفط الإيراني بيجن زنكنة أن خرق بعض الدول لاتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بخصوص حصص الإنتاج يلحق ضرراً كبيراً بسمعة المنظمة، وأوضح أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الاجتماع الـ174 لمنظمة أوبك جيد إلا أن بعض الدول تحاول انتهاكه ما يضر بالمنظمة.
وكانت منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك اتفقت مع روسيا ومنتجين آخرين من خارجها في حزيران الماضي على زيادة الإنتاج بداية تموز الحالي، ولكن النظام السعودي وفي خضوع منه للإملاءات الأمريكية أعلن أنه سيزيد إنتاجه بشكل أكبر مما هو متفق عليه.
من جهة ثانية دشنت إيران خط إنتاج صاروخ جو جو متوسط المدى ومجهز بأحدث تقنيات التكنولوجيا، وقال وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي على هامش مراسم تدشين صاروخ فكور: “إن الخبراء الإيرانيين في منظمة الصناعات الجوفضائية بوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة تمكنوا رغم الحظر من تدشين خط إنتاج هذا الصاروخ بعد إنجاز مراحل التصميم والتصنيع والإطلاق الناجح في العام الماضي”، لافتاً إلى خطة وزارة الدفاع في جعل أسلحة ومعدات القوات الإيرانية ذكية الطابع.
وأضاف حاتمي: “إن جميع المقاتلات قادرة على حمل وإطلاق هذا الصاروخ”، مبيناً أن إيران تزيد من قدراتها الدفاعية باستمرار لتوفير أمنها القومي والدفاع عن مصالحها الوطنية ولن تأخذ الاذن من أحد في هذا السياق.
وبيّن الوزير الإيراني أن هذا الإنجاز الدفاعي المهم أثبت أنه لا أحد يمكنه الوقوف أمام عزم وإرادة الشعب الإيراني في المجال الدفاعي.