استشهاد وإصابة العشرات في اقتحام الاحتلال مخيم الدهيشة
استشهد طفل فلسطيني برصاص قوات الاحتلال، أمس، وأصيب عشرات آخرون بحالات اختناق بعد اقتحامها مخيم الدهيشة في بيت لحم بالضفة الغربية، وقالت مصادر فلسطينية: “إن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم بأعداد كبيرة، وأطلقت خلالها الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بشكل كثيف، ما أدى إلى استشهاد الطفل أركان ثائر مزهر 15 عاماً وإصابة العشرات بحالات اختناق”.
في الأثناء، اقتحم 92 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في أرجائه تحت حماية قوات الاحتلال، فيما حذّر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية يوسف ادعيس من خطورة الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال أسفل الأقصى وحوله، داعياً منظمة “اليونيسكو” إلى العمل الجاد والسريع لحماية المسجد من اعتداءات الاحتلال.
وقال ادعيس: إن سقوط إحدى حجارة حائط البراق الحائط الغربي للمسجد الأقصى تطوّر خطر يجب أن ينظر له بجدية بالغة، لافتاً إلى أن الحفريات الإسرائيلية اليومية أسفل الأقصى وحوله ستكون لها انعكاسات خطرة على بنية المسجد وعلى أسسه وأسواره، والتي ظهرت إحدى نتائجها اليوم (أمس)، وأشار إلى أن ما حصل في سور الأقصى قد يتطوّر إلى ما هو أكثر خطورة، ما يشكل تهديداً لهذا المعلم الديني الحضاري الذي تعمل سلطات الاحتلال باستمرار على هدمه، مطالباً لجنة “اليونيسكو” بالوقوف أمام هذا الحادث الخطر.
وكانت “اليونيسكو” قررت في الثالث والعشرين من حزيران الماضي إبقاء مدينة القدس المحتلة وأسوارها مدرجة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالكف عن الانتهاكات التي من شأنها تغيير الطابع المميز للمدينة.
هذا واعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً من مناطق مختلفة في الضفة الغربية، فيما استشهد شاب فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها برصاص قوات الاحتلال خلال مسيرات العودة في قطاع غزة، وقالت مصادر طبية: إن الشاب كرم إبراهيم عرفات من سكان عبسان الصغيرة شرق خان يونس استشهد متأثراً بجروحه برصاص قوات الاحتلال قبل ثلاثة أسابيع خلال مشاركته في مسيرات العودة شرق مدينة خان يونس.
إلى ذلك، أصيب فلسطينيان بجروح جراء عدوان بصاروخ أطلقته طائرة دون طيار تابعة للاحتلال على مجموعة من الفلسطينيين شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وأوضح شهود ومصدر طبي فلسطيني أن الطائرة الإسرائيلية أطلقت صاروخاً باتجاه مجموعة من الفلسطينيين في منطقة أبو صفية شرق جباليا، ما أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين بجروح نقلا على إثرها إلى مستشفى الأندونيسي في بلدة بيت لاهيا المجاورة.
وبالتوازي، واصلت سفن الحرية رحلتها باتجاه شواطئ قطاع غزة بعد انطلاقها من موانئ إيطالية مختلفة، في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 11 عاماً.
وأوضح رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة زاهر بيراوي أنه يشارك في المحاولة التي ينظمها تحالف أسطول الحرية الدولي تحت شعار “من أجل مستقبل عادل لفلسطين” 45 ناشطاً من 15 دولة، لافتاً إلى أن السفن تحمل على متنها أدوية ومستلزمات طبية للإسهام في تخفيف آلام الجرحى والمرضى الفلسطينيين وخاصة جرحى مسيرات العودة الكبرى الذين يمنعهم الاحتلال من المغادرة إلى الخارج للمعالجة بسبب الحصار، وأشار إلى أن القائمين على الرحلة لا يستبعدون السيناريو الأسوأ المتمثل في قرصنة الاحتلال واعتدائه على السفن في المياه الدولية واعتقال الناشطين على متنها كما جرى في المحاولات السابقة، لكنه أعرب في الوقت ذاته عن أمله بأن تتمكن السفن هذه المرة من الوصول إلى شواطئ غزة.
وشدد رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة على أن المتضامنين مصممون على مواصلة الطريق والإبحار لكسر الحصار عن القطاع رغم التهديدات الإسرائيلية باعتراض السفن والاعتداء عليها.
وكانت زوارق الاحتلال الإسرائيلي قرصنت في العاشر من الشهر الجاري سفينة الحرية 2 بعد انطلاقها من ميناء غزة باتجاه ميناء ليماسول القبرصي وعلى متنها جرحى ومرضى وطلبة فلسطينيون، واعتقلت قوات الاحتلال ثمانية أشخاص بعد السيطرة على السفينة.
يذكر أن سلطات الاحتلال تفرض حصاراً جائراً على قطاع غزة منذ عام 2007 يشمل مختلف المواد الغذائية والطبية ومواد البناء والوقود، ما أدى إلى معاناة شاقة لأهالي القطاع، كما أحبطت خلال السنوات الماضية العديد من المبادرات الإنسانية لكسر الحصار، واعتقلت المشاركين فيها.