اقتصادصحيفة البعث

كلام غير مفهوم..!

مع أن المخالفات علنية ولا تحتاج إلى رقيب لكشفها وفضح مرتكبيها…فإن الجهات المسؤولة عن صحة المواطن ومنع المخالفين من بيعه السلع الغذائية المغشوشة التي تشكل خطراً على حياته… يتحدثون بكلام غير مفهوم..!.

مثلا… باعة اللحوم في أسواق دمشق الشعبية يرتكبون الغش علنا، وهذا يعني أنهم لا يخافون دوريات حماية المستهلك، ولا تصريحات الجهات الرقابية..!.

قد ترد هذه الجهات بأنها تقوم أسبوعياً بمصادرة كمية كبيرة من اللحوم الفاسدة، وهذا كلام مفهوم للوهلة الأولى ولكن السؤال: لماذا يستمر المخالفون في الأسواق الشعبية بغش اللحوم..؟.

الجواب دائماً يتضمن الكثير من الكلام غير المفهوم…!.

مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق تتباهى بتنظيم 83 ضبطاً خاصاً باللحوم المغشوشة خلال النصف الأول من العام 2018 ..!

وهذا التباهي غير مفهوم على الإطلاق، لأنه يعني بأن الرقابة “الصارمة” تنظم كل يومين ضبطاً واحداً على الأكثر..فهل هذا الكلام مفهوم .. ولمن؟.

لا تبخل مديرية تجارة دمشق بالكشف عن أساليب خلط اللحوم الفاسدة باللحوم العادية وبيعها للمواطنين في عدة أسواق وخاصة سوق باب السريجة الشهير..!

والسؤال: هل هذه الأسواق مضبوطة بحيث لا يُرتكب فيها أكثر من عملية غش واحدة كل يومين..؟.

ترى أي مواطن سيصدق هذا الكلام غير المفهوم..!!

وبما أن مديرية حماية المستهلك بدمشق تعرف خفايا عمليات الغش خاصة اللحوم المفرومة التي يتم خلطها بلحم الجاموس ويتم بيعها على شكل صحون فلين وزن 1 كلغ للمستهلكين على أنها لحم عجل فتضيع اللحوم الفاسدة وتختفي النكهات.‏..فالسؤال: لماذا تسمح دوريات الرقابة باستمرار ظاهرة بيع اللحوم الفاسدة للمستهلك..؟

الجواب الجاهز وغير المفهوم: ننظم ضبطاً واحداً كل يومين بالمخالفين..!!

وقد توقفنا مطولاً أمام كلام مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق الذي أكد: التوجيهات التي لدينا من قبل الوزارة هي التشدد بموضوع الغش وخاصة الغش باللحوم والتي تصل العقوبة فيها إلى الإغلاق وإحالة القائم بعملية الغش إلى القضاء..!.

هذا الكلام غير مفهوم لأن ترجمته أنه لا وجود لبيع اللحوم الفاسدة أو المغشوشة في أسواق دمشق الشعبية والدليل أن دوريات الرقابة بالكاد تعثر على مخالف واحد كل يومين..!.

أما الكلام المكرر حول منع المديرية الاتجار باللحوم المفرومة مسبقاً…فهو غير مفهوم أيضاً، لأن بيع اللحوم المفرومة وبأشكال مبتكرة ومتعددة الأساليب تسود معظم باعة اللحوم في أسواق دمشق الشعبية، وكذلك في المولات الفاخرة..!!.

ولو كان بائعو اللحوم المغشوشة والفاسدة يخشون إغلاق محلاتهم ومولاتهم لمدة شهر كما تتوعد مديرية تجارة دمشق ، فإننا نجزم بأن الجميع سيمتنع عن الغش بتاتاً..!.

علي عبود