الوضع في سورية يتصدّر الجولة المكوكية للدبلوماسية الروسية زاخــاروفــا: “الخــوذ البيضــاء” متورطون بأعمال إجرامية
بدأت روسيا أمس بحراك سياسي مكوكي في أوروبا لبحث العملية السياسية في سورية وعودة المهجرين جراء الإرهاب.
وفيما جددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التأكيد بأن إرهابيي ما يسمى “الخوذ البيضاء” متورطون في أعمال إجرامية وتلفيق أكاذيب واختلاق روايات بشأن هجمات كيميائية مزعومة في سورية، أدان تجمع إعلاميون ومثقفون أردنيون “إسناد” دخول إرهابيي الخوذ البيضاء إلى الأردن، داعياً الحكومة الأردنية إلى عدم زج الأردن في أي عمل عدائي ضد سورية. في وقت أكدت وسائل إعلام تشيكية أن ما يسمى أصحاب “الخوذ البيضاء” ارتكبوا اعتداءات إرهابية، ولفقوا الأكاذيب بالتنسيق مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي لتهيئة الذرائع لدول الغرب الداعمة للإرهاب للعدوان على سورية.
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف ناقشا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين الوضع في سورية وعودة المهجرين إلى البلاد.
وقالت الخارجية الروسية في بيان: إنه تمت خلال اللقاء الذي جمع الجانبين مناقشة الوضع المحيط بحل الأزمة في سورية بما في ذلك المهام المتعلقة بتهيئة الظروف لعودة اللاجئين والنهوض بالعملية السياسية.
إلى ذلك أعلنت الخارجية الروسية أن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتييف ناقش أمس مع المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى سورية فرانسوا سينيمو الوضع فيها.
وأوضحت الخارجية الروسية في بيان لها أن الجانبين بحثا القضايا المتعلقة بمواصلة الجهود المنسقة بين روسيا وفرنسا من أجل تعزيز عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، مشيرة إلى أن اللقاء تركّز أيضاً حول “الجوانب الإنسانية”.
على صعيد آخر قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن الأشخاص الذين يسمون “الخوذ البيضاء”، ويطلقون على أنفسهم اسم عمال إغاثة متورطون وبشكل واضح وعلني في أنشطة استفزازية إجرامية في سورية، تم إثباتها بالأدلة القاطعة.
وكانت “الخوذ البيضاء” تأسست في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أمريكي غربي، حيث أثار تحديد نطاق عملها في أماكن انتشار التنظيمات الإرهابية حصراً الكثير من علامات الاستفهام حولها وحول عملها الإنساني المزعوم، وخصوصاً أن أفرادها ينتمون إلى هذه التنظيمات كما ظهروا في مقاطع فيديو يحملون الرشاشات ويقاتلون في صفوفها.
وأوضحت زاخاروفا أن روسيا نشرت عدة مرات أدلة وحقائق تكشف بما لا يدعو للشك حقيقة أفعال هذه الجماعة ومجال عملها الذي يتراوح بين اختلاق الاستفزازات ونشر معلومات مضللة بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وقالت: أتفهم تماماً لماذا يرفض السوريون سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي هذه الجماعة، وينظرون إليها كمنظمة إجرامية.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أكدت أن قيام إسرائيل بتهريب المئات من تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي وغيرهم بالتعاون مع الدول الغربية يكشف الدعم الذي قدّم لهؤلاء للاعتداء على السوريين، ويفضح الطبيعة الحقيقية لهذا التنظيم الذي حذرت سورية غير مرة من خطره على الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة بسبب طبيعته الإرهابية.
إلى ذلك أدان تجمع إعلاميون ومثقفون أردنيون من أجل سورية المقاومة “إسناد” دخول إرهابيي “الخوذ البيضاء” إلى الأردن، وقال التجمع في بيان له أمس: إنه يدين بأشد العبارات دور الأردن الرسمي في تهريب واستقبال 422 عضواً على أرضنا من منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية المرتبطة بدوائر استخبارية أوروبية وأمريكية وكندية وصهيونية بعد أن دفع كيان العدو الصهيوني بهم إلى ترابنا الوطني بموافقة الحكومة. واعتبر التجمع أن استخدام الأراضي الأردنية ممراً لتهريب إرهابيي الخوذ البيضاء يشكل إساءة وخرقاً واستخفافاً بالغاً بالسيادة الأردنية من جهة وإعاقة لإمكانية إعادة العلاقات الأردنية السورية من جهة ثانية، داعياً الحكومة الأردنية إلى عدم زج الأردن في أي عمل عدائي ضد سورية أو أي دولة عربية أخرى.
وفي سياق متصل أكدت وسائل إعلام تشيكية أن ما يسمى أصحاب الخوذ البيضاء ارتكبوا اعتداءات إرهابية، ولفقوا الأكاذيب بالتنسيق مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي لتهيئة الذرائع لدول الغرب الداعمة للإرهاب للعدوان على سورية.
ولفت موقع أوائل الأخبار التشيكي إلى أن المهمة التي كان يؤديها عناصر هذه المجموعة في سورية من ارتكاب استفزازات واختلاق أكاذيب بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية انتهت ولم يعد لديهم فرصة كبيرة للقيام بذلك بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري ضد الإرهاب، وهو ما استدعى تهريبهم إلى الأردن عبر الكيان الإسرائيلي. وشدد الموقع على أن مزاعم إرهابيي هذه المجموعة بعدم تدخلهم في الشؤون السياسية والعسكرية في سورية ثبت عدم صحتها بعد أن أظهرت مقاطع وأشرطة فيديو نشرت على شبكة الانترنت مشاركتهم في عمليات تصوير مفبركة.
من جهته أكد موقع “فلاستينيتسكي نوفيني” أن أصحاب الخوذ البيضاء ارتكبوا العديد من الاعتداءات الإرهابية في سورية بالتنسيق مع جبهة النصرة الإرهابي حين لفقوا أخباراً كاذبة بشأن وقوع هجمات كيميائية وعلى أساسها اعتدت الولايات المتحدة على سورية.
بدورها أوضحت الصحفية التشيكية تيريزا سبينتسيروفا أن تنظيم الخوذ البيضاء شوه ليس فقط سمعته، وإنما سمعة مموليه الغربيين، وبالتالي يمكن النظر إلى هروب أفراده من سورية على أنه مؤشر جديد على أن الأوضاع تعود إلى طبيعتها في سورية وأن الحرب عملياً في طريقها للانتهاء.
من جهة ثانية أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي أن إيران مستمرة في دعمها لسورية ومحور المقاومة، وأوضح بروجردي في تصريح لقناة العالم الإيرانية أن الحضور الاستشاري الإيراني في سورية جاء بناء على طلب رسمي من الحكومة السورية لمؤازرتها في مواجهة الإرهاب، ولا يحق لأي أحد إبداء رأيه في هذا المجال.
وأكد بروجردي أن الكيان الصهيوني من خلال امتلاكه لأكثر من 200 رأس نووي يشكل أكبر تهديد لمنطقة غرب آسيا، مطالباً الأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة لنزع السلاح النووي لهذا الكيان.