بانتظار التغيير الحقيقي!!
فرضت الحرب التي فُرضت على البلاد منذ أكثر من سبع سنوات حاجة ماسة للتغيير، في محاولة للتكيّف مع الحالة والخروج بأقل الخسائر الممكنة، وخاصة لجهة التطوير في آلية العمل بمختلف المجالات، فالقاعدة تقول “بقاء الحال من المحال”. لذا السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ملكنا إرادة التغيير الحقيقي أم كنّا نغرد خارج السرب؟!.
مبعث هذا السؤال يأتي على خلفية ما شهدناه خلال السنوات الماضية من تغيير جزئي أقرب للتبديل، حيث بقيت آليات العمل كما هي في العديد من المؤسسات دون أن نلمس أي قيمة مضافة في تطوير أساليب العمل أو تحسّن في نوعية الإنتاج بما يشكل ميزة تنافسية إيجابية في القطاعات كافة!.
لو بحثنا عن السبب فلن نجد صعوبة في معرفته، وهو بكل بساطة يكمن في بقاء الثقافة والذهنية على حالهما يتعاملان مع المحيط وكأنه جامد لا يتغيّر، أي لا تفاعل مع التغييرات والمتطلبات وهنا كان مكمن الخلل، وكأنّ ما يحدث لا علاقة لنا به!.
من المفروض اليوم ونحن على أبواب مرحلة مهمّة أن يكون لدى كل مؤسسة دوافع ذاتية للتغيير والتطوير خارجية وداخلية، وعليها أن تكون قادرة على التكيّف مع كل جديد، وخاصة تلك المؤسسات التي تكون على تماس مباشر مع المواطن.
يجب أن تترسخ لدينا القناعة التامة بأن التغيير في مختلف المستويات من المفروض أن يصبح ظاهرة طبيعية تعيشها كل مؤسسة، أي ليس التغيير لمجرد التغيير، بل أن يكون وفق معايير وأسس تتطلبها المرحلة الراهنة، وذلك لتجنّب حدوث أي خلل أو فشل أو اضطراب، في خطة التغيير، وخاصة في شقه الإداري، وعلينا أن نؤمن بالمقولة الشهيرة “التغيير هو الشيء الوحيد الثابت”، إذاً فلنفتح أبواب مؤسساتنا للتغيير بوجهه الإبداعي عبر عقلية وذهنية وثقافة جديدة منفتحة، فمن دون ذلك لن نحقّق التميز والأداء المؤثر الذي ينتظره الجميع على مختلف الصعد بما يتناسب وأهداف مشروع الإصلاح الإداري الذي أطلقه الرئيس بشار الأسد، وقال فيه: “مشروع الإصلاح الإداري مشروع وطني وكل شخص معنيّ بهذا التطوير الذي سينعكس على كل المستويات الإدارية وعلى الساحة الوطنية”.
غسان فطوم
ghassanfatom@gmail.com