حسن داود: منارات محبة وشعر وأدب
يأخذنا المهرجان الشعري “منارات” إلى بر الأدب الجميل ويجمع قامات أدبية مرموقة من مختلف المحافظات، ويطوف في أرض سورية مختاراً في كل مرة بقعة جديدة يملؤها شعراً وأدباً وحباً، ووسيلته هي الشعر والأدب الذي يشهرهما في وجه الحرب، وآخر محطاته كانت في المركز الثقافي في جبلة الذي استضاف المهرجان تحت شعار (تحت سقف الوطن وبمحبته نلتقي).
وقد تحدث الأديب حسن داود مؤسس ومدير منارات عن فكرة المهرجان وغايته قائلاً: هو منارات محبة وشعر وأدب تم تأسيسه خلال الحرب على سورية، فكلمة الشعراء رديفة للجيش العربي السوري الذي يقف بكل طاقته في وجه من يحاول النيل من سورية وطناً ونسيجاً اجتماعياً.
شريحة واعية
وعن بداية “منارات” يوضح داود: بدأ كصفحة افتراضية على الفيسبوك تعنى بالشعر الملتزم الوطني والإنساني وبسبب شراسة الحرب التي تتعرض لها سورية فكرت بالقيام بفعل أساعد فيه وطني ومجتمعي من خلال تشكيل شريحة مثقفة واعية يتلاقى من خلالها الشعراء والمثقفون من كل أنحاء سورية وبكل أطيافها لنكون جيشاً مثقفاً متوحد الرؤى يخدم الوطن ويحمل الكلمة رصاصة توجه لصدر عدونا كما يدافع المقاتل السوري برصاصته عن عرضنا وأرضنا. ويضيف: قمت بدعوة أصدقائي في الصفحة إلى لقاء موسع في بانياس كونها مدينة متوسطية جغرافياً وقد لبى ندائي في الدعوة الأولى مئتا أديب وأديبة من مختلف المحافظات السورية وأقمنا على مدى خمسة أيام أول مهرجان وطني شعري، ومع الوقت توسعت دائرة المشاركين وتزايد عددهم حيث جلنا في كافة محافظات القطر وقد بلغ عدد مهرجاناتنا خلال سنتين وأربعة أشهر وحتى اليوم /52/ مهرجاناً في اغلب المراكز الثقافية في القطر، أي بمعدل مهرجانين خلال الشهر الواحد وكان آخرها في جبلة والذي استمر لمدة ثلاثة أيام شارك فيه ثلاثون شاعراً وشاعرة من كل أنحاء القطر، كما أننا نعد في هذه الفترة لأربعة مهرجانات متتالية خلال الشهرين القادمين في كفرسوسة، القدموس، صافيتا، واللاذقية.
تواصل فكري
وفيما يخص اختيار الشعراء المشاركين في المهرجان يراعي داود مسألة الجغرافيا- كما يقول – احرص على إشراك أبناء المحافظة المستضيفة مع مجموعة من الشعراء من كافة المحافظات، ولنا في منارات عدد كبير من الشعراء الداعمين للفكرة والتواقين لها فهي تلاقي صدى جميلا لدى المشاركين والجمهور، وجميع فعالياتنا تقام برعاية وزارة الثقافة ومنها ما تمت رعايته من قبل بعض المحافظين أو أمناء فروع الحزب، ولكن فيما يخص التمويل المادي فلا نتلقى أي دعم من أي جهة حكومية أو مدنية، بل على نفقتنا الشخصية وهذا أمر مرهق جداً لنا، ولكنه لم يمنعنا من الاستمرار لأننا وضعنا نصب أعيننا شعاراً لمنارات هو (تحت سقف الوطن وبمحبته نلتقي ووسيلتنا الشعر والأدب) لذلك نرى أن هذا العمل هو واجب وطني وعلينا تحمله وتحمل أعبائه، مبيناً أن وزارة الثقافة تصرف تعويضات مالية لنشاطات ثقافية أخرى، ولكننا لم نتلق منها أي تعويض على الرغم من معرفتها وإطلاعها على غايتنا الوطنية الثقافية النبيلة في تلاقي أبناء الوطن مع بعضهم، مؤكداً أن كل ما أقيم من مهرجانات “منارات” في سورية هي جهد فردي بدون أي مساعدة أو إعانة من أحد، وهذا ليس نكران لحق أو جهد ولكن قد يكون السبب هو أن “منارات” لا مقر ثابت لها، بل مقرها في “سورية” ودعوتي للمهرجانات تتم عن طريق الفيسبوك، كما ويرى داود- الذي يكتب الشعر منذ ما يزيد على 45 عاماً- أن لهذه الفعاليات أهمية فريدة في هذه المرحلة، ففيها الكثير من التواصل الفكري والروحي بين الأدباء والجمهور المتلقي لهذا الفن الأدبي الذي يشترط عليه بالضرورة أن يكون هادفاً ومفيداً ليس فيما يخص الجانب الوطني فحسب، بل حتى الشعر الاجتماعي والغزلي والوجداني عليه أن يكون ملتزماً بالأخلاق والمحبة. ويجد داود أن ما يميز لقاءاتهم هو التنوع الذي صُهر في منارات ضمن بوتقة الوطن ليغدو كتلة صلبة متجانسة تسعى إلى توحيد الرؤى والمواطنة لكي نحقق عملياً شعارنا وغايتنا.
لوردا فوزي