في جديد “الميثاق” جمال عبد الناصر رسالة إلى كل العرب
تصدر الصفحة الأولى من العدد الخاص لصحيفة الميثاق التي يصدرها لاتحاد الاشتراكي العربي عنوان: “23 تموز.. 66 عاماً جمال عبد الناصر رسالة إلى كل العرب”، وكانت البداية مع تساؤلات عدة، ماذا لو كان عبد الناصر حياً؟ وشاهد مايجري على الأرض العربية من أحداث؟ ترى ما يكون موقفه من هذه الأحداث؟ أحد جوانب قيمة جمال عبد الناصر أنه كان يعبر في كلماته ومواقفه عن حلول لمشاكل قومية يعاني منها المجتمع العربي والأمة العربية وليست مشاكل وهموم مصر وحدها.
كانت البداية بافتتاحية من عدة خطابات وجهها جمال عبد الناصر لكل العرب، ومنها التي ألقاها في حلب بتاريخ 18/2/1960 جاء فيها: “أراد الاستعمار بعد الحرب العالمية الأولى أن يفرق بين أبناء الأمة العربية، وبذل في ذلك الجهد الكبير للدس والوقيعة وإثارة الفتن والطائفية، لكن وعي الشعب في كل بلد عربي هزم الأساليب وقضى عليها فلم تنفع سياسة التفرقة، لأن الشعب العروبي حينما تسلح بالوعي كان يشعر أن هذه الأساليب موجهة إلى يديه لتضع فيها الأغلال، وإلى حريته ومقدراته”. وكان لفلسفة الثورة نصيب لدى عبد الناصر الذي زادته تجربة مابعد ثورة تموز إيماناً بالكفاح الواحد المشترك وضرورته، فكان يرى العقبات الكبرى التي تسد الطريق إلى الكفاح الواحد وكان يؤمن بأن هذه العقبات ينبغي أن تزول لأنها من صنع ذلك العدو الواحد نفسه.
وفي مراجعة سريعة لكتاب “من محاضر اجتماعات عبد الناصر العربية والدولية 1967/1970” للكاتب عبد المجيد فريد، كتب إلياس سحاب: في فترة من التاريخ العربي المعاصر تجمع بين الحد الأقصى من الأهمية والحد الأقصى من المعلومات المجهولة، هي فترة النكسة وماسبقها وماتلاها، وقد اختار صاحب هذا الكتاب زاوية محددة هي تصرفات جمال عبد الناصر مصرياً وعربياً ودولياً، يعتبر هذا الكتاب من أنماط الكتب الوثائقية ويتألف من أحد عشر فصلاً.
وفي كتاب آخر تناول تجربة عبد الناصر بتحليل معمق كتب نبيل المقدم عن كتاب لهاني الحلبي بعنوان “جمال عبد الناصر الحلم والحضور”، حيث غاص الكاتب في مسيرة عبد الناصر إلى الأعماق، فتناوله كقائد كانت له أيديولوجيته الخاصة، وكان مؤمناً بأن المصالح المشتركة والعدو المشترك يفرضان التنسيق والعمل بين الدول العربية كافة.
وقدم د. صابر فلحوط مقالاً بعنوان “23 تموز وعروبة مصر” تحدث فيه عن إنجازات ثورة تموز على عدة أصعدة، ولعل أبرز استطلاعات الثورة إدراكها المبكر خطر التفكير الإرهابي التكفيري الرجعي. وكتب عبد المنعم علي عيسى مقالاً بعنوان “لمصر لا لعبد الفتاح السيسي”، وعن القيمة الكبرى لثورة جمال عبد الناصر كتب الأستاذ صفوان قدسي مقالاً بعنوان “حين اقتحم جمال عبد الناصر عوالم العروبة” هذا القائد الذي أدرك حقيقة مصر التي لا حدود لها مع غير العرب، فمصر بموقعها الأوسط ومساحتها وحدودها المعروفة قريبة بالفعل من الرقعة الكبرى في الوطن العربي، فحقائق التاريخ والجغرافيا سيكون لها شأنها دائماً في رسم تضاريس أي مشهد سياسي حين يقع أي شيء من التعارض بين هذه الحقائق الطبيعية البشرية والجغرافية وبين أي مشهد سياسي، فما ذلك إلا وضع عابر ومؤقت قد يطول به الزمن.