المعلـــم : مواصلـــة محاربـــة الإرهـــاب بـلا هـــوادة المبعـوث الصيني: نـرفـض استخدام القوة كسلاح
دمشق-عمر المقداد-سانا:
دعم جهود مكافحة الإرهاب والحل السلمي للأزمة وإعادة المهجرين ورؤية الصين للوضع الإنساني شكّلت العناوين الرئيسة لزيارة شي شياو يان المبعوث الصيني الخاص إلى سورية أمس.
فقد بحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم مع المبعوث الصيني والوفد المرافق له العلاقات الثنائية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية الصين الشعبية، وتطورات الأوضاع في سورية والمنطقة والجهود المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سورية بالتزامن مع الاستمرار في مكافحة الإرهاب.
وقدّم وزير الخارجية والمغتربين خلال اللقاء عرضاً لآخر التطورات السياسية والميدانية في سورية، مؤكداً أن سورية ماضية في حربها على الإرهاب بلا هوادة، وأن الجيش العربي السوري سيقوم باجتثاث الإرهابيين الذين يقومون بارتكاب الجرائم والمجازر البشعة ضد المدنيين الأبرياء والتي كان آخرها ما حصل في محافظة السويداء عندما ارتكب ما تبقى من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي القادمين من البادية جريمة همجية بشعة راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى، مشدداً على أن الجيش العربي السوري سيقوم بتحرير كامل الأراضي السورية بالتعاون مع حلفائه.
وعرض الوزير المعلم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة السورية على مختلف المستويات من أجل عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم وتأمين المعيشة الكريمة لهم، معرباً عن أمله في قيام الصين الصديقة بدعم ومساندة هذه الجهود.
وأشار الوزير المعلم إلى أهمية الاستمرار في تعزيز وتطوير العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات مقدما الشكر للصين على المساعدات التي تقدمها إلى سورية، معرباً عن تقدير سورية للدور الذي تقوم به الصين على الساحة الدولية من أجل مساعدة سورية في مواجهة العدوان الإرهابي الذي تتعرض له والعقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة عليها.
بدوره، أعرب المبعوث الصيني عن إدانة بلاده الشديدة للجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي في محافظة السويداء، مقدماً تعازيه للشعب السوري ولعائلات الضحايا، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل كامل.
وجدد يان موقف بلاده الداعي إلى عودة الأمن والاستقرار إلى سورية، مشدداً على أن الصين تولي اهتماما بالغاً لمسألة عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى أراضيهم وهي مستمرة في تقديم المساعدات إلى سورية كما أكد استمرار الصين في لعب دور بناء لتسوية الأزمة في سورية بالتنسيق مع الجانب السوري وبما يضمن سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقلالها، معربا عن حرص بلاده على تعميق التعاون الثنائي مع سورية في كل المجالات خاصة في ضوء علاقات الصداقة الوثيقة التي تربط الصين بسورية حيث تعد سورية محطة مهمة ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية.
حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب الوزير والدكتور عماد مصطفى سفير سورية في الصين وأحمد عرنوس مستشار الوزير والدكتور غسان عباس مدير إدارة آسيا ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين.
وكان الدكتور المقداد قد التقى المبعوث الصيني الخاص والوفد المرافق، وتطرق النقاش إلى الانجازات التي حققها الجيش العربي السوري في كل أنحاء الأراضي السورية وإلى أهمية الاستمرار في تعزيز علاقات التعاون بين سورية والصين في مختلف المجالات وخاصة في ضوء تنفيذ توجيهات القيادة السورية بالتوجه شرقاً في علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأعرب المبعوث الصيني الخاص عن دعم الصين للجمهورية العربية السورية في حربها على الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضي واستقلال سورية.
حضر اللقاء سفير سورية في الصين ومدير إدارة آسيا في الوزارة وأسامة علي مدير مكتب نائب الوزير.
وخلال مؤتمر صحفي عقده المبعوث الصيني في فندق الشيراتون بدمشق، أكد مواصلة بلاده دعم جهود مكافحة الإرهاب والسير بالتسوية السياسية إلى الأمام، وإعادة المهجرين إلى مناطق سكنهم، مجدداً إدانة المجازر التي ارتكبتها مجموعات داعش في محافظة السويداء، وقال: منذ تكليفي كمبعوث للحكومة الصينية إلى سورية قبل سنتين ونصف زرت العديد من الدول، وتبادلت الكثير من المعلومات والأفكار حول القضايا ذات العلاقة بالملف السوري، لافتاً إلى أن موقف الصين يقوم على وحدة أرض سورية واحترام سيادتها واستقلالها ورفض التدخل الخارجي بشؤونها الداخلية، وعلى دعم الجهود السلمية لحل الأزمة، من خلال منصات أستانا وسوتشي وجنيف، والتي نأمل أن تحقق التقدم المنشود، داعياً الدول ذات العلاقة والأمم المتحدة إلى لعب دور إيجابي وسليم في حل الأزمة السورية.
وأكد المبعوث الصيني أنه لابد من دعم جهود الجيش العربي السورية والحكومة السورية لاستئصال ما تبقى من خلايا إرهابية، لافتاً في هذا المجال إلى أن المجازر المدانة التي شهدتها محافظة السويداء خير دليل على ذلك، وأن ذلك يعني أن معركة سورية مع الإرهاب لم تنته بعد، ويجب أن نواصلها حتى يتم القضاء نهائياً على التنظيمات الإرهابية كلها واستئصال جذور الإرهاب سياسياً وعسكرياً وتمويلياً ولوجستياً، ومن كافة مناطق سورية، في الجنوب والشمال، وهو أمر يتطلب تضافر الجهود الدولية من أجله.
وأشار إلى أهمية معالجة الوضع الإنساني الصعب للمهجرين السوريين، حيث تعد أزمة هؤلاء الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، موضحاً أن الصين قدّمت كل جهد ممكن لمساعدتهم وتدعو إلى عودتهم إلى مناطق سكنهم وتقديم كل المساعدات لهم، ومن خلال التعاون مع الحكومة السورية في هذا المجال، وندد بالعقوبات الغربية الظالمة المفروضة على سورية، واعتبر أن الصين ترفض استخدام العقوبات كسلاح في إدارة العلاقات والأزمات الدولية، وترفض العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب، والتي يعد فرضها مخالفاً للقانون الدولي والعلاقات المتكافئة بين الدول.
ولفت إلى أن الصين ستساهم بقوة في عملية إعادة إعمار سورية من خلال الشركات الصينية العملاقة، وأنه من إن تتحسن البيئة الآمنة للاستقرار في سورية حتى تباشر الصين وشركاتها دورها في إعادة الإعمار.