السمت الحقيقي!
سيناريو السياسات الاقتصادية الجديدة التي تستهدف العبء المعيشي بشكل مباشر الذي على ما يبدو، وبحسب التصريحات المتتالية، أصبح في مرحلة “قضي الأمر”، يثبت خطأ جميع البيانات والتطبيقات الاقتصادية، وانحراف البوصلة عن سمتها الحقيقي (المواطن)، حيث لم نقرأ في الخطط الموضوعة على مدار السنوات الماضية إلا الكثير من الانقلابات السعرية السريعة في الأسواق لمختلف المواد، والتصاعد المستمر في أسعار المحروقات، ولا شك في أن المضغ الدائم الآن لعبارة “عقلنة الدعم” يكشف حقيقة اقترابنا من خط الصدمة الصاعقة، بغض النظر عن خصوصية المرحلة.
ومع عجزنا عن إدارة دفة القرار الاقتصادي حسب ما تشتهيه يومياتنا العاصفة بمئات المفاجآت القاتلة، ومع اختلاف الظروف والوقائع بين الأمس القريب واليوم المرير، ليس بين أيدينا سوى التأكيد على أن تكون هناك خطوات حقيقية للنهوض بالحياة المعاشية، وإعادة التوازن الدائم بين الدخول برواتبها الهزيلة، وحالة الفوضى السعرية التي تنهش بأنياب الغلاء جيوب الناس، ولا شك في أن تحقيق هذا التوازن يحتاج إلى قرار جريء، ونهج اقتصادي صحيح، بعيداً عن سياسة الالتفاف التي تعوّدنا عليها خلال المراحل السابقة التي اعتمدت على إسكات جوعنا وفقرنا بزيادات وهمية غير قادرة على انتشال دخولنا من هاوية العجز!.
حالة الترقب والانتظار، وتساؤلات الناس التي تلاحقنا في كل مكان نتواجد فيه عن إمكانية رفع مستوى دخل المواطن، تفرض علينا وعلى الجهات المسؤولة مسؤولية الإفصاح السريع عن المستجدات، وتوضيح كل ما يدور في فلك المعادلة المعيشية التي يريد الناس أن توجه بوصلة القرار فيها بشكل سليم باتجاه الناس، وتحسين المستوى المعيشي المتخم بالهموم والتحديات، فهل نشهد في الأيام القادمة قرارات على هذا الصعيد، أم تبقى حياة الناس عالقة خلف قضبان الأمل؟!.
بشير فرزان