طهران: المفاوضات مع إدارة ترامب مستحيلة
أعلن المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي وجود مؤشرات إيجابية في الاتصالات مع الدول الأوروبية، مؤكداً في الوقت ذاته عدم إمكانية التفاوض والحوار مع الإدارة الأمريكية الحالية نظراً لسياساتها غير الجديرة بالثقة.
وقال قاسمي، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أمس: “هنالك اتصالات دائمة بيننا وبين الأوروبيين وتفاؤلات قائمة، وعلى العموم هنالك مؤشرات إيجابية، وقد تمّ اتخاذ خطوات إلى الأمام، وستجري متابعة التفاصيل المتبقية في المحادثات بين وفود الخبراء، وأضاف: إن أمريكا تواصل سياساتها العدائية ضد إيران، وهو ما يجعل الحوار معها غير ممكن، مشيراً إلى أن ما تطرحه الولايات المتحدة- والتي أخلت بالتزاماتها عبر خروجها من الاتفاق النووي مع إيران- ليس له أدنى صلة بهذا الاتفاق.
وأكد قاسمي أن بلاده تسعى لتكريس حقوقها عبر مختلف الآليات الدولية، معرباً عن أمله بتوفير الظروف المناسبة لبدء مرحلة جديدة من العلاقات والتعاون الأوسع مع أوروبا، وأوضح أنه “نظراً للظروف الراهنة، بما في ذلك انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة مع إيران من جانب واحد في أيار الماضي، وإجراءات واشنطن المعادية لطهران وجهودها لممارسة الضغط الاقتصادي على بلادنا وفرض عقوبات، لن تكون هناك أي إمكانية للمفاوضات”.
ونفى قاسمي صحة ما يقال حول زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي لواشنطن، حيث يشار إلى أنه قد يكون من المحتمل أن تقوم سلطنة عمان بالوساطة بين واشنطن وطهران، وأضاف قاسمي: إنه ليس على علم بمواضيع مباحثات الوزير العماني في واشنطن وهدف زيارته، كما أعرب عن قناعته بأنه لا يمكن أن تكون هناك أي ثقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكان ترامب أعلن في أيار الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقّع بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد عام 2015 وإعادة العمل بالعقوبات الأمريكية عليها، والتي تمّ تجميدها بموجب الاتفاق، فيما طالبت إيران الدول الأوروبية الموقّعة على هذا الاتفاق بتنفيذ تعهداتها بشكل عملي، مشيرة إلى أن عدم التنفيذ سيقابله تطبيق الخطط التي وضعت سابقاً للتعامل مع هذه الحالة.
وفي سياق آخر اعتبرت الخارجية الإيرانية فكرة تشكيل “ناتو عربي” على غرار حلف شمال الأطلسي “مجرد شعارات”، مشيرة إلى استحالة تحقيق ذلك في الظروف الحالية، وقال قاسمي: إن “ما نراه لدى العلاقات بين الدول العربية والوضع القائم وعدم التماسك والاختلاف فيما بينها ، يدل على أن هذا الموضوع “ناتو عربي” مجرد شعار، لا غير”.
جاء ذلك تعليقاً على تقارير إعلامية تحدّثت عن مساعي الإدارة الأمريكية لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول عربية على غرار حلف الناتو، بهدف التصدي لما تسميه “النفوذ الإيراني” في المنطقة.
ورداً على تصريحات وزير خارجية مشيخة الإمارات أنور قرقاش، الذي ربط بين تهديدات إيران حول إغلاق مضيق هرمز ونشاط الحوثيين في البحر الأحمر وباب المندب، قال قاسمي: إن “وزير خارجية الإمارات يطلق دائماً تصريحات لا أساس لها من الصحة وأكبر من حجمه، وحمّل “الإمارات” والدول الأخرى في “التحالف السعودي” مسؤولية “الكارثة الإنسانية في اليمن”، وأضاف: إن “الإمارات ودولاً أخرى تلعب دوراً رئيسياً في الكارثة الإنسانية في اليمن، وإن العدوان الذي حدث على هذا البلد، والفشل الذريع الذي منيت به دول العدوان، أوصلها إلى طريق مسدود، وهي تحاول الآن إيجاد بلد كعدو وهمي لتكفر عن سيئاتها”، وأضاف: إن “إيران صرحت مراراً وتكراراً بأن ليس لها أي دور في إرسال الأسلحة والقوات إلى اليمن.. وإن الإمارات يجب أن تدرك وبسرعة سلوكها الخاطئ، والتخلي عن اتهام الآخرين”.