الصفحة الاولىصحيفة البعث

إيران: لا قيمة لعرض ترامب التفاوضي وقواتنا جاهزة للتصدي

 

اعتبر مسؤولون إيرانيون، أمس، أن لا قيمة لعرض التفاوض الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقالوا: إن قواتهم جاهزة عسكرياً ومعنوياً للتصدي لأي اعتداء أمريكي على بلادهم.
وأكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، كمال خرازي، أن طهران لا ترى أي قيمة لعرض ترامب لقاء الرئيس الإيراني من أجل عقد محادثات دون شروط مسبقة، وأضاف: “استناداً إلى تجاربنا السيئة في المفاوضات مع أمريكا، واستناداً إلى انتهاك المسؤولين الأمريكيين لالتزاماتهم وتعهداتهم، فمن الطبيعي ألا نرى أي قيمة لعرض ترامب”.
من جهته، أكد القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، أن العدو يجهل القدرات والجاهزية المعنوية والقتالية والتلاحم والوحدة بين قواتنا المسلحة وشعبنا، ولو كان مطلعاً على قدراتنا الدفاعية لما استخدم لغة التهديد ضد إيران إطلاقاً.
وفي كلمة ألقاها أمس في حشد من القادة والطلبة الجامعيين ورجال الدين في جامعات الضباط في البلاد، أكد اللواء موسوي أن الشعب الإيراني لن يسمح للأجانب أن يتخذوا القرار بشأن أمنه، فيما أكد مستشار الرئيس الإيراني حميد أبوطالبي أن على الولايات المتحدة في حال كانت تؤمن حقاً بالحوار الابتعاد عن اللغة العدائية تجاه إيران واحترام الشعب الإيراني والعودة إلى الاتفاق النووي.
وكتب أبوطالبي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تعليقاً على قول ترامب إنه مستعد للقاء المسؤولين الإيرانيين دون شروط مسبقة: إنه وبعد أن عمد الأميركيون لتوجيه التهديدات للشعب الإيراني العام الماضي تمّ خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة طرح احتمال اللقاء بين الرئيسين الأميركي والإيراني، والآن يتم طرح الاستعداد للقاء دون شروط مسبقة بعد خروجهم من الاتفاق النووي، وتابع: ينبغي على من يؤمن بالحوار وسيلة لحل الخلافات في المجتمعات المتحضرة أن يلتزم بأدواته أيضاً، فاحترام الشعب الإيراني، وخفض التصرفات العدائية، وعودة أميركا للاتفاق النووي من شأنها تمهيد الطريق غير المعبد الراهن، وأردف قائلاً: إن الاتصال الهاتفي بين رئيسي البلدين في العام 2013 كان مرتكزاً على الإيمان بإمكانية السير في طريق بناء الثقة عبر الالتزام بأداة الحوار، وبما أن الاتفاق النووي كان ثمرة للالتزام بالحوار فلا بد من القبول به.
في سياق متصل، أكد قائد القوة البحرية الإيرانية الأدميرال حسين خانزادي أن استخدام مضيق هرمز مرتبط بالمصالح الوطنية الإيرانية ووفاء المجتمع الدولي بتعهداته تجاه إيران، وأضاف: إن فائدة مضيق هرمز هي عندما يكون مفتوحاً للملاحة وحين يكون مغلقاً يفقد قيمته.. وبالطبع فإن إجراءات الحظر الظالمة ضد إيران ستؤثّر على نشاط هذا المضيق، موضحاً أن أي قرار يتخذ على الصعيد الدولي لا بد أن تؤثر نتيجته على جميع الدول وليس على دولة واحدة فقط، ولفت إلى أن مضيق هرمز جزء من مصالح إيران، والقوة البحرية الإيرانية وفّرت الأمن للمضيق لغاية الآن، وستفعل ذلك في المستقبل أيضاً”، مضيفاً: “إن نشاط مضيق هرمز مرتبط بالمصالح الوطنية الإيرانية وإجراءات المجتمع الدولي بشأن تعهداته تجاه إيران”.
وبالتوازي، شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن بلاده لا تسعى إلى تصعيد التوتر الإقليمي وتقويض الملاحة الدولية، لكنها لن تتخلى عن حقها في تصدير النفط إلى دول أخرى، ووصف، أثناء تسلمه أوراق اعتماد السفير البريطاني الجديد روبرت ماكير، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والمجتمع الدولي عام 2015 بأنه خطوة غير مشروعة، مشيراً إلى أن الكرة الآن في ملعب أوروبا فيما يخص الفرص المحدودة المتبقية لتطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية.
وندد الرئيس الإيراني بعدم التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق النووي في القطاعات التجارية والاقتصادية والعلاقات المصرفية، قائلاً: “نحن اليوم في مرحلة تاريخية مهمة جداً فيما يتعلق بالاتفاق النووي، ومن المهم للغاية للشعب الإيراني أن تبيّن أوروبا موقفها بوضوح إزاء الإجراءات الواجب اتخاذها تعويضاً عن خروج أمريكا اللاقانوني من الاتفاق النووي.
في الأثناء، كشف النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري عن تحضير بلاده لحزمة إجراءات اقتصادية لمواجهة الأوضاع المستجدة في البلاد، متوقّعاً الإعلان عنها قبل نهاية الأسبوع الجاري، وقال: إن الحزمة تصاغ من قبل المحافظ الجديد للبنك المركزي الإيراني والفريق الاقتصادي الحكومي، فيما أعلن العميد حسين رحيمي قائد شرطة طهران عن توقيف 35 شخصاً بتهمة الفساد الاقتصادي بمجال المسكوكات والعملة الأجنبية والسيارات، مشيراً إلى توقيف 7 أشخاص في إطار 7 ملفات فساد اقتصادي كبرى خلال حملة أمنية يطلق عليها اسم رعد، حيث تمّ استدعاء عدد من السماسرة والتجار الانتهازيين، وبيّن أن السماسرة المستدعين تلاعبوا بأسعار سوق المسكوكات الذهبية والعملة الأجنبية بشكل غير قانوني عبر الإعلان عن أسعار وهمية ما أدى إلى اضطراب في الوسط الاجتماعي.