جنون سوق الانتقالات يفتح باب المضاربة.. والبرازيلي مالكوم آخر الأمثلة
أثارت صفقة انتقال البرازيلي مالكوم أوليفيرا لاعب خط وسط نادي بوردو الفرنسي إلى صفوف نادي برشلونة ضجة كبرى، رغم أن اللاعب لا يصنف من طينة النجوم الكبار، لكن المؤكد أن إعلان انتقاله إلى نادي روما الايطالي قبل تدخل النادي الكتالوني وتقديمه لعرض أعلى أشعل عناوين الصحف ووسائل الإعلام المختلفة.
فاللاعب قبل هذه الضجة كان يصنف كلاعب مغمور انتقل من نادي كورنثيانز البرازيلي إلى بوردو في الميركاتو الشتوي لموسم 2016 بمبلغ زهيد، فقد كثرت في السنوات العشر الماضية ظاهرة المضاربة على اللاعبين التي تبدأ باستقدام لاعبين مغمورين من أندية أمريكا اللاتينية وبنسبة أقل من الأندية الأفريقية، وما هي إلا سنة أو اثنتان حتى يمتلئ سوق انتقال اللاعبين بأسمائهم، وتبدأ لعبة المضاربة بعد تقديم أحد الأندية الكبيرة مبلغاً معقولاً نسبياً، ما يشجع باقي الأندية، فترتفع الأرقام، وتنهال العروض، وكل هذا بمباركة غير مفهومة من الاتحادين الأوروبي والدولي.
وإذا فسرنا توقيت الصفقة، وتدخل برشلونة فيها، يبقى التساؤل الأهم: لم مالكوم؟.. الجواب عن هذا التساؤل يؤكد لنا انتشار تلك الظاهرة، فقد ذكرت تقارير صحفية في الميركاتو الشتوي عن اتفاق أولي بين النادي الفرنسي ونادي بايرن ميونخ الألماني، ليكون بديلاً للجناح الفرنسي فرانك ريبيري، وبعقد قيمته50 مليون يورو، ولم يخف اللاعب فرحته إذا ما تمت الصفقة، حتى إنه صرّح بأن “بايرن ميونخ واحد من أكبر الأندية في العالم، وهو فريق ينافس دائماً على كل البطولات”، ليأتي النفي القاطع على لسان مدرب البافاري يوب هاينكس وقتها الذي قال: “لم أشاهده يلعب ولا مرة واحدة، اسمه دائماً يتردد في سوق الانتقالات، ولكن لا أتذكر أن أحداً دخل على خطه بشكل جدي، كلها أحاديث، ولن نتحرك لضمه”، فهل سيشكّل مالكوم ظاهرة أخرى كالتي شكّلها مدرب المنتخب الكرواتي زلاتكو داليتش هذا الصيف، وهو الذي رفضت عدة أندية أن يدرب فيها؟!.
ومن المؤكد أن ظاهرة المضاربة على اللاعبين (التي يحب البعض أن يضعها في خانة صناعة النجوم)، لن تتوقف حالياً طالما أنها ترضي جميع الأطراف، ولكنها تثير علامات استفهام كبيرة حول المدى الذي قد تصل إليه مستقبلاً.
ويبلغ مالكوم 21 عاماً، ويلعب كجناح أيسر أو أيمن أو وسط متقدم، ويمتاز بمهاراته الفردية، وقدرته العالية على الاحتفاظ بالكرة، والتسديد من المسافات البعيدة، وسجل في 29 مباراة لعبها هذا الموسم 8 أهداف، وصنع 7.
سامر الخيّر
