دمشق تحتضن الاجتماع التأسيسي لاتحاد المنظمات القومية العربية: استنهاض الواقع الجماهيري والشعبي والتأكيد على وحدة الأمة
دمشق– بسام عمار:
عقدت المنظمات والاتحادات العربية الاجتماع التأسيسي للاتحاد العام للمنظمات القومية العربية أمس في فندق الشام.
وقال غسان غصن الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي ترأس الجلسة التأسيسية للاتحاد: إن إطلاق الاتحاد من دمشق التاريخ والصمود جاء تقديراً لدورها العروبي والقومي، ولمواقفها المشرفة، ودفاعها عن الأمة العربية، وإسقاطها للمشاريع الامبريالية والاستعمارية الرامية إلى تقسيمها وتجزئتها، وإن الاتحادات والمنظمات العربية، وانطلاقاً من حرصها ودورها في استنهاض الواقع الجماهيري والشعبي العربي، وضرورة تفعيل المشروع القومي العربي لمواجهة المشروع الصهيو- أمريكي الرجعي العربي الامبريالي، أكدت على ضرورة إطلاق هذا الاتحاد لإعادة الألق لهذا المشروع ومواكبة المتغيرات الحاصلة في منطقتنا العربية والعالم، وللتأكيد على وحدة الأمة العربية، واستثمار طاقاتها وإمكانياتها، ودعم المقاومة والنضال دفاعاً عن قضايانا العادلة، وحشد واستنهاض الطاقات الفكرية والثقافية والشعبية العربية من أجل دعم المشروع القومي العربي ومركزية القضية الفلسطينية، واستثمار طاقات الشباب والمرأة، والعمل على تمكين مشاركتهم بمختلف شؤون الحياة، والتصدي للتشويه التاريخي الذي تمارسه أجهزة الإعلام والتواصل الاجتماعي المشبوهة المسيئة للعروبة بصفتها حركة قومية، ووضع رؤية وآليات عمل منهجية متطورة في هذا الإطار.
ووجه غصن التحية لسورية وللسيد الرئيس بشار الأسد وللجيش العربي السوري الذي يدافع عن الأمة العربية جمعاء.
من جانبها أكدت الدكتورة راما عزيز، رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، أن الظروف الصعبة التي عصفت بالأمة العربية منذ عام 2011 والمتمثلة بالفوضى والدمار والتخريب الذي دمّر الدول العربية، خلّفت نتائج كارثية في مختلف المجالات، وكان الهدف الرئيسي لها تدمير سورية، والنيل من سيادتها الوطنية ومواقفها القومية، وتصفية القضية الفلسطينية، وتكريس سياسة الإملاءات على جميع الدول، منوهة إلى أهمية تأسيس الاتحاد بدمشق والدور المنوط به مستقبلاً في ظل التغيرات والتحالفات العالمية.
بدوره قال خالد خزعل الأمين العالم لاتحاد الفلاحين العرب إنه تم العمل من قبل اللجنة التأسيسية على هذا المشروع منذ أكثر من عام، حيث اجتمعت المنظمات العربية التي مقرها دمشق، ونتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية، كان لابد من أن تتخذ المنظمات والاتحاد العربية موقفاً منها، ومن هنا تمت دعوتها للانعقاد، وهي اليوم مجتمعة لتأسيس الاتحاد، وهو خطوة مهمّة لتجميع الشعب العربي ولاسيما بعد غياب جامعة الدول العربية، واتخاذها خطوات مغايرة لميثاقها، لافتاً إلى أن الاتحاد سيكون نواة لتجميع الشارع العربي وأن المنظمات والنقابات أكثر قدرة على توحيد الشارع من الأحزاب السياسية لتحقيق الوحدة العربية.
من جهته أوضح نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب زهير رمضان أنها فرصة طيبة أن نرى في دمشق وفي هذه الظروف اجتماعاً للعديد من المنظمات والاتحادات القومية العربية التي تنادت لتفعيل دورها في الشارع العربي لمواجهة المخططات الاستعمارية والمشروع الفكري الوهابي، ولدعم الموقف السوري الرائد دائماً في دعم العمل العربي المشترك، ونأمل الخروج بتوصيات وقرارات مفيدة ونظام تأسيسي، فنحن نحتاج اليوم إلى عمل حقيقي يخدم قضايانا العربية، وأن نكون مؤثرين وفاعلين في مجتمعاتنا العربية، لأن الغاية المنشودة الوصول إلى وحدة الأمة العربية، وللاتحادات والمنظمات دور كبير في ذلك، إضافة إلى الدفاع عن القضية المركزية وهي فلسطين.
وذكر الدكتور سمير الإسماعيل نائب الأمين العام لاتحاد البيطريين العرب أن الاتحاد يدعم ويبارك هذا الاجتماع، وما سيتمخض عنه من توصيات ونتائج، لأن تأسيس الاتحاد هو أمل كل عربي شريف، وسيكون له دور في الدفاع عن القضايا العربية ومصلحة الشعب العربي ولاسيما بعد المؤامرة الكبرى التي حيكت ضد الأمة العربية والتي كانت تهدف إلى إنهاء القومية العربية، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها بسبب صمود سورية والتي كانت ومازالت رائدة العمل القومي العربي.
بدوره بيّن الدكتور محمود الحسن نائب رئيس اتحاد الصيادلة العرب أن المنظمات والاتحادات العربية هي أحد أوجه التعاون العربي، وهي مدعوة اليوم إلى إعادة النظر بآليات عملها لتكون أكثر فاعلية وتوحيد مواقفها من خلال منظمة عربية واحدة تعبّر عنها، وتتخذ المواقف تجاه أي مشروع يهدد أمتنا العربية، إضافة إلى دورها في توعية الشارع العربي من خلال أعضائها، والاهتمام باللغة العربية، والتأكيد على مفرداتها ومعانيها، ودعم المشروع المقاوم في المنطقة والذي تقوده سورية.