سلاح إسرائيلي وأمريكي من مخلفات “داعش” في حوض اليرموك انهيار آخر معاقل الإرهاب في درعا.. والعلم الوطني يُرفع في جباثا الخشب
هوى آخر معاقل الإرهاب في درعا بعد تحرير وحدات الجيش العربي السوري قرية القصير في حوض اليرموك، بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي “داعش” فيها، فيما تمّ رفع العلم الوطني في بلدة جباثا الخشب بالريف الشمالي للقنيطرة، بعد خروج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى شمال سورية، وإعلانها آمنة.
وفيما أكد رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع عن روسيا الاتحادية اللواء ميخائيل ميزينتسيف أن عدداً من الدول تخلق عراقيل اصطناعية أمام عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، شدد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف على أن هناك حاجة ماسة لإطلاق عجلة إعادة الإعمار في سورية وعودة الحياة الطبيعية للسوريين.
وفي التفاصيل، اشتبكت وحدات الجيش مع آخر تجمعات إرهابيي تنظيم “داعش” التكفيري في قرية القصير بعد سيطرتها خلال اليومين الماضيين على بلدة الشجرة وقرى عابدين ومعربة وكويا وبيت آره، ومن ثم تابعت تقدّمها وحصارها لما تبقى من فلولهم في القصير وصولاً إلى القضاء على آخر بؤرة لهم وإعلانها محررة من الإرهاب، وأفاد مراسل سانا الحربي من درعا أن وحدات الاقتحام تلاحق من تبقى من الإرهابيين التكفيريين الذين فروا إلى الوديان المجاورة وسط انهيار كامل في صفوفهم، في الوقت الذي يعمل عناصر الهندسة على تمشيط القرية لتأمينها من مخلفات الإرهابيين.
وبعد تحرير قرية القصير يكون الجيش العربي السوري دحر التنظيمات الإرهابية من محافظة درعا، بينما تعمل الجهات المعنية على استكمال إخراج من تبقى من الإرهابيين الرافضين للتسوية في عدد من قرى القنيطرة إلى شمال سورية إيذاناً بإعلان المنطقة الجنوبية خالية من الإرهاب في الساعات القادمة.
إلى ذلك واكبت كاميرا سانا عمليات تمشيط وحدات الجيش وعناصر الهندسة للقرى والبلدات التي تم تحريرها خلال اليومين الماضيين في حوض اليرموك، ووثّقت العثور على طائرات مسيّرة إسرائيلية الصنع داخل مستودع للأسلحة من مخلفات إرهابيي داعش في قرية عابدين، ولفت مراسل سانا إلى أن المستودع ضم أيضاً قذائف صاروخية وهاون ومضادة للدروع وضوئية وكميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة، إضافة إلى حشوات بارود وقذائف فراغية، وأشار إلى أنه تم العثور داخل أحد أوكار إرهابيي داعش في قرية كويا على كميات من الأسلحة والذخيرة، من بينها قواعد صواريخ تاو أمريكية الصنع وقذائف هاون ورشاشات، إضافة إلى مستودع مواد غذائية ومستودعين للأدوية، من بينها أدوية سعودية المنشأ.
وأوضح المراسل أن عناصر الهندسة قاموا بتفكيك عشرات العبوات الناسفة والألغام وعدد من السيارات المفخخة في القرى المحررة ومحيط قرية القصير.
وكانت وحدات الجيش عثرت خلال تمشيطها بلدة الشجرة على مقرات لتنظيم داعش الإرهابي ومشاف ميدانية ومستودعات للذخيرة ومعامل لتصنيع العبوات الناسفة وفوارغ لصواريخ تاو أمريكية وحشوات قذائف متنوعة وأجهزة اتصال وخطوط اتصال أردنية.
وفي القنيطرة، تم بمشاركة الأهالي رفع علم الجمهورية العربية السورية في بلدة جباثا الخشب بالريف الشمالي إيذاناً بإعلانها آمنة ومستقرة بعد إنهاء الوجود الإرهابي فيها وإخراج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى شمال سورية.
ومن المقرر أن تتم خلال الأيام القليلة القادمة تسوية أوضاع المسلحين الذين فضّلوا البقاء في البلدة ودخول عناصر الجيش العربي السوري لتمشيطها وتطهيرها من مخلفات الإرهابيين.
سياسياً، أكد رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع عن روسيا الاتحادية اللواء ميخائيل ميزينتسيف أن عدداً من الدول تخلق عراقيل اصطناعية أمام عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، وأوضح: “إن هذا الأمر يعود بشكل أساسي إلى رغبة بعض الدول في الاستمرار بالحصول على مساعدة خارجية من المؤسسات الدولية والبلدان المانحة يتم تخصيصها لتلبية احتياجات المهجرين السوريين، وكذلك بغرض مواصلة استغلالهم كأيد عاملة رخيصة”، وأضاف: إن عدداً من الدول تحاول تسييس قضية المهجرين السوريين بذرائع مختلفة، وتابع: “إن دولاً محددة تواصل الانتظار، وتماطل بتقديم مساعدات فعالة فيما يخص إعادة المهجرين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة”.
إلى ذلك لفت ميزينتسيف إلى أنه لدى روسيا “صورة واضحة لمواعيد وقواعد” عودة المهجرين السوريين، مبيناً أن بلاده رتبت عملاً مشتركاً وثيقاً مع المؤسسات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، لتنفيذ هذه العملية، وأضاف: “أسفر العمل السريع الذي قامت به البعثات الروسية في الدول الأجنبية عن إيجاد فهم دقيق لدينا لمواقف جميع الدول، وتشكل الصورة الواضحة لمواعيد وقواعد إعادة المهجرين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة”.
وفي السياق نفسه، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف أن هناك حاجة ماسة لإطلاق عجلة إعادة الإعمار في سورية وعودة الحياة الطبيعية للسوريين، وعبّر عن أمله بأن تقوم الأطراف المعنية بدعم “المبادرة الروسية” لإعادة المهجرين من دول الجوار إلى بلدهم وتوفير الظروف الآمنة لتسهيل ذلك.
ودعا غاتيلوف إلى استئناف العملية السياسية لحل الأزمة في سورية بأسرع وقت ممكن ولا سيما في ظل الأوضاع الحالية التي باتت تتجه إلى مزيد من الاستقرار بفضل انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب، وجدد التأكيد على دعم بلاده لسيادة وسلامة ووحدة الأراضي السورية، مشدداً على أن الحرب على الإرهاب مستمرة حتى دحره نهائياً.