العفو الدولية تُطالب النظام التركي بوقف جرائمه في عفرين دفاعاتنا الجوية تتصدى لهدف معادي وتدمّره غرب دمشق
تصدت وسائط دفاعنا الجوي ليلة أمس لهدف معادي ودمرته غرب دمشق.
وغداة إعلان الجيش العربي السوري منطقة حوض اليرموك خالية من الإرهاب أعرب أهالي المنطقة عن شكرهم لجيشهم الذي خلصهم من جرائم التنظيمات الإرهابية، وأكدوا وقوفهم إلى جانبه حتى تحرير أرض الوطن من رجس الإرهاب. وفيما جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على أن السوريين وحدهم من يقرر مستقبل بلدهم الأمر الذي أكده قرار مجلس الأمن رقم 2254، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن مناطق وجود القوات الأمريكية في التنف شهدت في الآونة الأخيرة تزايداً ملحوظاً لعدد إرهابيي داعش. في وقت طالبت منظمة العفو الدولية قوات النظام التركي التي احتلت عفرين بالتوقف عن ارتكاب الجرائم بحق سكانها ووضع حد للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان فيها.
وفي التفاصيل، أعرب أهالي منطقة حوض اليرموك في درعا عن شكرهم للجيش العربي السوري الذي طهر بلداتهم من رجس التنظيمات الإرهابية التكفيرية وأعاد إليها الأمن والاستقرار بشكل كامل. ولفت عدد من أهالي بلدات الشجرة وبيت آرة وكويا وعابدين ومعرية إلى أهمية الإسراع في إزالة المفخخات والألغام التي زرعتها التنظيمات الإرهابية في بلداتهم تمهيداً لعودتهم إلى منازلهم بالتوازي مع عودة الخدمات الأساسية.
أم محمد حيّت بواسل الجيش العربي السوري لبطولاتهم في دحر التنظيمات الإرهابية وإعادة الأمن والاستقرار لبلدات حوض اليرموك، مشيرة إلى أنها أصبحت الآن تحس بالأمان الحقيقي بعد انتشار عناصر الجيش في المنطقة ودحر إرهابيي داعش الذين دمروا مقومات الحياة واعتدوا على المواطنين وسلبوهم ممتلكاتهم وأرزاقهم.
وتحدث عبد الكريم الساري عن معاناة الأهالي في ظل انتشار التنظيمات الإرهابية التي سلبت كل ممتلكاتهم ووثائقهم الشخصية فضلاً عن السطو على منازلهم وتهجير مئات العائلات من منازلها بذريعة ولائهم للدولة. وأعرب هيثم الجلي، وهو جندي سابق في الجيش العربي السوري تم اختطافه من قبل الإرهابيين بعد إطلاق النار عليه، عن رغبته بتسوية وضعه والعودة إلى صفوف الجيش العربي السوري للقتال من أجل تحرير جميع الأراضي السورية من الإرهابيين.
وكانت وحدات الجيش حررت أول أمس قرية القصير بحوض اليرموك في أقصى ريف درعا الشمالي الغربي وقامت بتأمين الأهالي في منازلهم، حيث تعمل حالياً على تطهير المناطق المحررة من مخلفات الإرهابيين لضمان عودة الأهالي المهجرين بشكل آمن إلى منازلهم للبدء بممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية.
من جهة أخرى استشهد 3 مدنيين وأصيب 6 آخرون بجروح متفاوتة جراء سقوط عدة قذائف أطلقها إرهابيون على منطقة جمعية الزهراء السكنية على الأطراف الغربية للمدينة في حي حلب الجديدة. وتسبب الاعتداء الإرهابي أيضاً بوقوع أضرار مادية في منازل الأهالي وعدد من السيارات المركونة في المنطقة. وردت وحدة من الجيش على مصدر إطلاق القذائف عبر رمايات مدفعية مركزة أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد.
من جهة ثانية أكدت وزارة الدفاع الروسية أن منطقة التنف التي تنتشر فيها قوات أمريكية تشهد ازدياداً لعدد إرهابيي تنظيم داعش الذين يحاولون الانطلاق من تلك المنطقة لشن هجمات على بلدات في السويداء وريف دمشق وتدمر شرق حمص ودير الزور، ولفتت الوزارة إلى أن الإرهابيين يستخدمون مخيم الركبان للمهجرين قرب الحدود السورية الأردنية بجوار انتشار القوات الامريكية ملجأ لهم محذرة من خطورة الوضع في المخيم، حيث يعاني نحو 60 ألف مهجر ظروفاً معيشية صعبة.
ودعت الوزارة الولايات المتحدة التي تنتشر قواتها في منطقة التنف إلى تأمين الدخول الإنساني إلى المخيم في أسرع وقت وتسهيل عودة المهجرين إلى قراهم وبلداتهم والعمل على إغلاق قاعدتها في منطقة التنف، وأشارت إلى أن عمليات الجيش العربي السوري في جنوب سورية أدت إلى القضاء على وجود تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في السويداء ودرعا والقنيطرة، حيث نفذ الجيش عملياته بناء على مطالبة السكان بتوفير الحماية لهم من أنشطة إرهابيي التنظيمين المدرجين على قائمة الإرهاب الدولية.
وأوضحت أنه في ظل عدم قيام الولايات المتحدة والأردن بأي خطوات لاستقرار الوضع بموجب التزاماتهما كدولتين ضامنتين لمنطقة تخفيف التوتر جنوب سورية استطاع الجيش السوري تحرير المنطقة الأمر الذي هيأ الظروف لعودة المهجرين إلى منازلهم في القرى والبلدات التي تشهد حالياً عمليات إزالة الألغام وإعادة البناء وتأهيل المرافق الاجتماعية والاقتصادية.
وفي سياق متصل أعربت الوزارة في بيانها عن القلق إزاء تصعيد الأوضاع في منطقة تخفيف التوتر في إدلب نتيجة استهداف التنظيمات الإرهابية مواقع للجيش السوري والمناطق السكنية في حلب وحماة واللاذقية.
واستهدفت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب خلال الأيام الأخيرة بالقذائف الأحياء السكنية في حلب وشمال حماة إضافة إلى محاولة الاعتداء بطائرات مسيّرة على قاعدة حميميم في اللاذقية.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي بختام اجتماع روسيا -آسيان في سنغافورة أن روسيا تعتبر محاولات بعض اللاعبين الخارجيين تقرير مصير سورية بالنيابة عن السوريين أمراً غير بناء وغير مجد، لافتاً إلى أن القرار 2254 ينص على وحدة سورية واستقلالها وأن السوريين وحدهم من يقرر مستقبل بلدهم.
وشدد لافروف على ضرورة القضاء على الإرهابيين في إدلب بالتزامن مع حل مسألة عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تتعامل بتحفظ فيما يتعلق بعودة هؤلاء المهجرين.
وكان لافروف أعلن في كلمة له خلال افتتاح الاجتماع أن بلاده مستعدة لزيادة التعاون مع دول جنوب شرق آسيا في محاربة الإرهاب، موضحاً أن أجندة الموضوعات التجارية والاقتصادية لـ روسيا-آسيان تتمثل بوضع مبادرات ومشروعات في مجالات الطاقة والزراعة والصحة والأعمال التجارية والبيئة. كما بحث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره لافروف الوضع في سورية والتعاون الاقتصادي وتطورات الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية.
في الأثناء أكدت منظمة العفو الدولية أن سكان عفرين يعانون من انتهاكات متعددة لحقوق الإنسان تنفذ معظمها مجموعات مسلحة تابعة للنظام التركي، موضحة أن هذه الانتهاكات تشمل الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري ومصادرة الممتلكات والنهب، ودعت المنظمة النظام التركي إلى وضع حد فوري للانتهاكات، مبينة أن تركيا تتحمل باعتبارها قوة احتلال مسؤولية ضمان سلامة السكان والحفاظ على النظام في عفرين. وقالت لين معلوف مديرة أبحاث الشرق الأوسط في المنظمة: إن الهجوم والاحتلال من جانب الجيش التركي يزيدان معاناة سكان عفرين.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين طالبت في آذار الماضي قوات النظام التركي التي غزت مدينة عفرين بالانسحاب فوراً من الأراضي السورية، مبينة أن الممارسات والاعتداءات التركية لا تهدد حياة المدنيين ووحدة أرض وشعب سورية فحسب، بل تطيل أمد الحرب على سورية خدمة للإرهاب وداعميه، وتهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم.