خفايا وأسرار التشبيه الضمني
ضمن سلسلة قضايا لغوية، صدر عن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب، كتاب بعنوان “التشبيه الضمني.. وقائع ودلائل” للدكتورة منيرة محمد فاعور. ويقع في 47 من القطع الصغير، جاء الاختيار لهذا النوع من البحث لقلة الدراسات التي تناولت التشبيه الضمني، فقد جرت الدراسات على تناوله ضمن أسلوب التشبيه دون الغوص في خفاياه وتفصيلاته ومظاهر الحسن والتأثير فيه، فالتشبيه الضمني هو أحد أنواع التشبيه البارزة التي لا تندرج تحت أقسامه الكثيرة فهو نوع مستقل بنفسه، لا يأتي على أي صورة من صور التشبيه المعروفة، وقد سمي ضمنياً لأنه لا يأتي صريحاً في الكلام، بل يلجأ إلى التلميح ولُيفهم القصد منه من كامل المعنى.
التشبيه الضمني فن يصعب الخوض فيه حتى على أصحاب البيان، لذلك قد نستغرب قلة شواهده في دواوين الشعراء عامة والفحول منهم خاصة، ولعل السبب في ذلك يعود إلى جملة من الأمور، أبرزها سببان: الأول الإيحاء بالتشبيه دون التصريح به، والآخر رفد المخاطب بأدلة وبراهين تؤكد صحة إدعاء المتكلم لينفي عنه كل شبهة أو لبس قد يعتري المخاطب، والتشبيه الضمني ثري بالمعاني والمباني، ليس لأنه أبرز أنواع التشبيه وأشهرها بل لأنه يتسم بسمات تفرد بها دون غيره من ألوان التشبيه، وفي هذا وظائف نفسية وجمالية تستحق أن نتوقف عندها لنجلو دقائقها وخفاياها وأسرارها.