الحالة الراهنة للآثار السورية
“الحالة الراهنة للآثار السورية” عنوان المحاضرة التي ألقاها د. محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف على هامش معرض الكتاب في مكتبة الأسد بدمشق، حيث شهدت هذه المحاضرة حضوراً مميزاً نسبياً وكان التفاعل فيها كبيراً من قبل المهتمين بالشأن الثقافي والوضع الراهن الذي وصلت إليه الآثار، حيث قدم د. حمود عرضاً بانورامياً لواقع الآثار السورية خلال الأزمة والحرب التي شنت على بلادنا والتي طالت كل قطاعات البلد ومقومات الوطن ومنها قطاع الآثار الذي ناله نصيب كبير من الدمار والنهب والسلب على أيدي العصابات الإرهابية، وبين د. حمود أن ما تعرضت له مواقعنا الأثرية التي وقعت تحت سيطرة الإرهاب بكل مسمياته وأطيافه يمثل كارثة حقيقية لم تحصل في أي فترة من تاريخنا ولا من تاريخ أي منطقة في العالم، وهذا يدل على أن هناك شيئاً مخططاً له، وهناك دول تترصد هذا الوطن وتتحين الفرصة المناسبة للانقضاض على تراثه الغني جداً والذي يتباهى به. وعن حالة المباني الأثرية أوضح “حمود” أن بعضها طالته أضرارا بالغة والبعض الآخر دُمر بالكامل كما في تدمر حيث دمرت المدافن البرجية المؤلفة من خمسة طوابق بما فيها من منحوتات جميلة، وهناك أبنية أزيلت عن الوجود ولم يعد لها أثر في حلب القديمة حيث تم نسفها عن طريق تفجيرها وكانوا يتباهون بهذا على الملأ، وعن جهود المديرية قال: “بعد تحرير المواقع من سيطرة الإرهاب تقوم مديرية الآثار بإرسال الفرق المختلفة لتوثيق الأضرار التي وقعت على هذه المواقع والقيام بوضع الخطط اللازمة والدراسات المطلوبة لإعادة ترميمها وتأهيلها، وهناك مساعدات فنية دولية تأتي عبر اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالإضافة إلى مساهمة دول مختلفة منها مساعدات من الحكومة اليابانية لصالح مديرية الآثار، كل ذلك في سبيل إعادة تأهيل وترميم هذه المواقع الأثرية المهمة جداً ولها اهتمام عالمي، فالتراث هو شأن عالمي لا يخص بلداً محدداً فقط.
عُلا أحمد