الدوري الانكليزي ينهي سوق الانتقالات مبكراً وبالعلامة الكاملة
خطوة انكليزية خاصة حصن فيها الدوري الانكليزي نفسه، وأثلج صدره بعيداً عن حمى الانتقالات الصيفية، بعد تغيير قواعد سوق الانتقالات الصيفية التي تبدأ عادة في اليوم الأول من شهر حزيران، وتنتهي في اليوم الأخير من شهر آب، لكنها أصبحت في انكلترا تبدأ بـ 17 أيار وتنتهي بـ 9 آب، ويطبق القرار على اللاعبين القادمين إلى انكلترا فقط، أما اللاعبون المتواجدون فيها ويرغبون في الرحيل فيمكنهم ذلك إذا كان الميركاتو مستمراً في البلد المتجه إليها.
هي خطوة ناجحة في سبيل وقف صفقات اللحظات الأخيرة، وعدم قدرة الأندية الصغيرة على مجاراة الأندية الكبيرة، كما حصل بصفقات انتقال تشامبرلين من ليفربول لأرسنال، وانضمام فيرناندو يورينتي لتوتنهام، وانضمام زاباكوستا ودرينكووتر لتشيلسي، وكلنا نذكر ما حصل مع البرازيلي فيليبي كوتينيو الذي امتنع عن اللعب لفريقه الانكليزي لعدة مباريات العام الماضي، ولو أن السبب المعلن تعرّضه لإصابة في الظهر، لكن انتظاره العرض البرشلوني المغري هو السبب الرئيس.
إذاً هو قرار اتخذ العام الماضي، وطبق هذا العام، ولاقى إجماعاً لدى المدربين واللاعبين، فلن يضطر بعد الآن أي لاعب في الدوري الانكليزي لم يحدد مصيره مع ناديه إلى خوض مباريات معه قبل إتمام صفقته، على اعتبار أن الدوري الانكليزي يبدأ قبل غيره، وبحسب قوانين الفيفا الجديدة فإن كل دوري في العالم يجب أن يفتح نافذة ميركاتو تمتد لحوالي 12 شهراً، وفارق الـ 22 يوماً سيكون أكثر من كاف لأندية الدوريات الأخرى لاستقطاب لاعبين من البريميرليغ حتى نهاية الشهر الحالي، وإتمام صفقات أعلن عنها أو مازالت تحت الطاولة كصفقة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، ولاعب خط الوسط الفرنسي بول بوغبا.
ولا يمكن تجاهل جو التشويق والترقب التي تتعمّد وسائل الإعلام خلقه في موسم الانتقالات، تمهيداً للوصول إلى ذروة التشويق في اليوم الأخير لها، وككل موسم أثارت الصحافة الرياضية، إضافة إلى المشجعين، عديد الأسئلة حول أهمية بعض الانتقالات وضرورتها، وليس آخرها انتقال رياض محرز إلى السيتزنز، وتصريحات غوارديولا الأكثر من إيجابية، وستشكّل صافرة البداية للمباراة الافتتاحية في البريميرليغ الأسبوع المقبل الجواب الحاسم لكل التساؤلات بشأن هذه التعاقدات والتعديلات.
في خضم هذا الحديث لم تتخل أغلب الفرق الكبرى عن نجومها، وخاصة الذين تألقوا في كأس العالم هذا الصيف، بالرغم من كل الإغراءات والمبالغ الخيالية، كصفقة ايدن هازارد التي وصلت إلى 180 مليون يورو، ولم تتم بين النادي اللندني والملكي الاسباني إلى الآن، بينما حصنت بعض الفرق لاعبيها من الإغراءات كحال تشيلسي الذي رفع الراتب الأسبوعي لنجمه الفرنسي كانتي إلى 280 ألف يورو.
ربما تكون التجربة الانكليزية واعدة، ولكن اقتداء الدوريات الثلاثة الكبرى الأخرى بها سيعيدنا إلى نقطة البداية، ولحل مشكلة انتقالات وعقود اللحظات الأخيرة، الأفضل أن يصار إلى إلغاء القيود على المواعيد، وفتح باب التعاقدات على مدار الموسم، والنقطة الإيجابية الأقوى هنا وبكل بساطة أنه باستطاعة المدربين إصدار أحكام أفضل حول اللاعبين الأكثر مردوداً تجاه الفريق.
سامر الخيّر