الصفحة الاولىصحيفة البعث

ظريف: ترامب ونتنياهو وابن سلمان رموز العنف في العالم

 

بدأ الاتحاد الأوروبي، أمس، بتفعيل نظام يحمي شركاته من تأثير العقوبات الأمريكية على إيران، ويتيح للشركات الأوروبية عدم الالتزام بهذه العقوبات، فيما وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان، بأنهم “رموز عدم الثقة في العالم”.
وقال ظريف في تصريحات له أمام الصحفيين: “هؤلاء الأشخاص الثلاثة هم رموز العنف وعدم الثقة في العالم، فهم ينقضون الاتفاقيات الدولية بسهولة، وينتهكون حقوق الشعب الفلسطيني، ويحتجز أحدهم رئيس حكومة بلد آخر كرهينة”، واعتبر أن ترامب ونتنياهو وابن سلمان هم من باتوا في عزلة دولية اليوم لا إيران.
وشكّك ظريف في جدية عرض ترامب للحوار، مشيراً إلى أن إيران “تؤيد الحوار دوماً”، بينما على واشنطن أن تُثبت أنها مهتمة بالحوار فعلاً، واتهم الرئيس الأمريكي بالسعي لخلق اضطرابات داخل إيران، مستنكراً فرض واشنطن عقوبات على قطاع الطائرات الإيراني بينما “تدّعي الإدارة الأمريكية وقوفها إلى جانب الشعب الإيراني”.
وحذّر ظريف من أن واشنطن تمارس “ضغطاً نفسياً” على الأسواق الإيرانية من أجل زعزعة استقرارها، معرباً عن ثقته بأن بلاده ستتجاوز جميع الصعوبات بنجاح وبأن العقوبات الأمريكية ستفشل في تغيير سياسات طهران الإقليمية، وأضاف: “لقد تخطينا مراحل صعبة، وإن القوى العظمى الست اضطرت إلى التفاوض مع إيران، ولم نذهب إلى طاولة المفاوضات مطلقاً، وإنما الطرف الآخر هو الذي أتى للتفاوض، لأنه أدرك أن الضغوط والحظر لا يمكنهما تغيير سياسة إيران”، وشدد على أن محاولات كيان الاحتلال الإسرائيلي وغيره من الدول تدمير وجود إيران ليس سوى أضغاث أحلام.
وجاءت تصريحات ظريف عشية دخول الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية ضد إيران حيّز التطبيق، والتي ستطال القطاع المالي والصناعات الإيرانية، قبل أن تضاف إليها عقوبات ضد قطاع النفط في تشرين الثاني المقبل.
إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن بلاده أجرت سابقاً محادثات لكن الولايات المتحدة لم تلتزم به، متسائلاً: “أي معنى للمفاوضات مع فرض العقوبات على إيران؟”، ولفت، في مقابلة قبيل دخول العقوبات الأميركية على بلاده حيّز التنفيذ، إلى أن حديث ترامب عن المفاوضات “كلام دعائي”، مضيفاً: إن ترامب أدار ظهره للمفاوضات وهو يعمل ضد الشعب الإيراني.
وأكّد روحاني أنه ليس هناك أي معنى للمفاوضات مع فرض العقوبات، كاشفاً أن “الأميركيين أرادوا إخراج الأطراف المشاركين من الاتفاق النووي لكنهم لم ينجحوا في ذلك”، كذلك أوضح أن مجموعة 4 + 1 أكدت وقوفها إلى جانب إيران واتخذت بعض الخطوات لتعويض خروج واشنطن من الاتفاق، وتابع: إن “حديث ترامب عن المفاوضات هدفه إثارة الانقسام في إيران”.
وفيما يخص العلاقات الدولية قال روحاني: “لدينا علاقات واسعة مع الصين التي باتت أكبر شريك تجاري لإيران”، مشيراً إلى أن الصين وروسيا أعلنتا بصراحة التزامهما بالاتفاقيات الموقعة مع إيران.
وفي السياق نفسه أكدت إيران أن الحظر الأمريكي عليها أمر عبثي وليس له نتائج ولا يمكن أن يؤثر على بنية الاقتصاد الإيراني، وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: اثبتت التجربة أن الحظر الأمريكي أحادي الجانب أمر عبثي وليس له نتائج ولا يمكن أن يؤثر على البنية الاقتصادية الإيرانية، موضحاً أن الاتفاق النووي يحظى بدعم دولي باعتباره إنجازاً دبلوماسياً مميزاً، داعياً أمريكا إلى إعادة النظر في سياساتها الخاطئة في هذا الموضوع، وأضاف: في الوقت الحالي نحن نحظى بالدعم الدولي على عكس السنوات السابقة التي فيها كانت تصدر في مجلس الأمن الدولي قرارات ضد إيران.
في الأثناء، اتهم القائد في الحرس الثوري الإيراني، ناصر شعباني، الاستخبارات الإماراتية بالضلوع في زعزعة سوق العملة الأجنبية مؤخراً في إيران، وقال: إن “13 من المعتقلين المتهمين بالتلاعب بسوق العملة الأجنبية في إيران كانوا على صلة بجهاز الاستخبارات الإماراتي وكانوا مكلفين بشراء الدولار ونقله إلى مدينة السليمانية”، وأوضح أن المتهمين كانوا مكلفين بالذهاب إلى تقاطع “اسطنبول” في وسط طهران وشراء مبالغ ضخمة من العملة الأمريكية حتى ولو بسعر مرتفع، لتنقل فيما بعد إلى السليمانية، وأضاف: كان من المخطط أيضاً تهريب طنين من المسكوكات الذهبية إلى خارج البلاد، لكن مخطط التهريب عبر الشاحنات فشل.
من جانبه، أكد قائد القوة البرية للحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور أن رد إيران على الجماعات الإرهابية التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار فيها سيكون مزلزلاً، وقال، على هامش مراسم إحياء ذكرى شهداء الحرس الثوري الذين سقطوا مؤخراً في اعتداء للإرهابيين في مدينة مريوان: “نظراً إلى عداء الاستكبار العالمي لإيران تمّ خلال العام الجاري تفعيل جميع الجماعات الإرهابية في دول الجوار في محاولة لضرب الأمن فيها، وقد شهدنا خلال الأشهر الأخيرة أكبر حجم من الاعتداءات، ولكن جهوزية القوات المسلحة حالت دون تسلل أي من الإرهابيين وأن الأوضاع الأمنية مستتبة حتى عند المدن الحدودية للبلاد”.
من جانبه أكد كبير متحدثي القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضامنة لأمن الخليج ومضيق هرمز، لافتاً إلى “أن الأعداء يعرفون قدراتنا جيداً، ولهذا السبب فإنهم يشعرون بالهلع، ولكننا مستمرون في العمل على إرساء الأمن في منطقة الخليج”.
وبالتوازي، قالت المفوضية الأوروبية، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في “توتير”: إن نظام حماية الشركات الأوروبية من العقوبات الأمريكية على طهران سيبدأ اليوم الثلاثاء، وأضافت: إن النظام يهدف لحماية الشركات الأوروبية، التي تقوم بأعمال مشروعة مع إيران من تأثير العقوبات الأمريكية عليها.
وأعربت عن أسفها لإعادة واشنطن فرض العقوبات بعد انسحابها من الاتفاق النووي في أيار الماضي، وجددت التزام الاتحاد بالاتفاق النووي المبرم مع طهران في منتصف 2015، مشددة على أن إبقاء الاتفاق النووي مسألة تتعلق باحترام الاتفاقيات الدولية والأمن الدولي، وأضافت: “إن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيرني ووزراء خارجية كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا يعربون عن أسفهم الشديد لإعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران”، مؤكدة “أن الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي التزمت بالعمل، من ضمن أشياء أخرى، على الحفاظ على قنوات مالية فعّالة مع إيران واستمرار تصدير طهران للنفط والغاز”.