وطن يستحق أن يكون في القمة الطفل المبدع حسن عبد اللطيف وإنجاز علمي جديد ومميز حققه في ماليزيا
يثبت السوريون يوماً بعد يوم أنهم شعب له تاريخ وحضارة كان لها تأثيرها على الإنسانية جمعاء، وفي مختلف المجالات، بلد أثبت شعبه قدرته الكبيرة التي أذهلت العالم على الصمود، ومتابعة الحياة، واختلاق الظروف المناسبة لتطويعها بما يناسب الوضع الصعب الذي مر به خلال الحرب الشرسة عليه، ويحسب للسوريين ليس فقط قدرتهم على متابعة العملية التعليمية بكل مراحلها، لا بل أيضاً استعدادهم الدائم على مواكبة كل ما هو جديد على صعيد البحث العلمي، وفي أعلى مستوياته، وما الإنجاز الكبير الذي تم تحقيقه في مسابقة تعتبر من أهم المسابقات على مستوى العالم للحساب الذهني إلا خير دليل على الإرادة والتصميم لرفع اسم سورية في أهم المحافل الدولية.
سورية مجدها بأطفالها
في المسابقة العالمية للحساب الذهني التي أقيمت في ماليزيا حققت سورية من خلال مشاركة الطفل حسن عبد اللطيف، والأستاذ علي حمدان المرتبة الثالثة عالمياً في مسابقة تواجد فيها مشاركون من لبنان، وروسيا، واليابان، وماليزيا، وتونس، والصين، والعديد من دول العالم التي لها باع في مثل هذا النوع من البرامج، ومن هنا تأتي أهمية هذا الإنجاز على اعتبار أن دولاً مثل الصين وروسيا كانت من أوائل الدول التي تتبع هكذا برامج، إضافة إلى الأهمية الكبيرة لمشاركة سورية بهذه المسابقات العالمية، وتحقيقها لمراتب متقدمة، وهي التي تعاني من حرب شرسة تشن عليها منذ أكثر من سبع سنوات.
ما هو الحساب الذهني وأين كانت بداياته؟
تحدث الأستاذ علي حمدان عن البدايات الأولى للحساب الذهني التي كانت في دول كماليزيا، والصين، واليابان عام ألف وثمانمئة وخمسة ميلادي، والتي قامت بدورها بتطويره وبشكل كبير ليتناسب مع القدرات العقلية للطفل، ومن ثم انتقل إلى بلدان عربية كلبنان، أما في سورية فكانت بدايته منذ حوالي سبع سنوات، حيث أصبح الأستاذ علي حمدان أول مدرب معتمد في الساحل السوري منذ ما يقارب ثلاث سنوات ونصف، مضيفاً أن أهمية الحساب الذهني تكمن أيضاً بأنه يفيد القدرات العقلية للطفل، ويفعّل الذاكرة الصورية، والتذكر، والخيال، والملاحظة، والاستماع للطفل، وهو أحد البرامج التي يعتمد فيها الدماغ على القيام بالعمليات الحسابية دون أية وسيلة مساعدة أخرى، حيث يعطي النواتج بشكل فوري، وذلك من خلال الاعتماد على زيادة التركيز عند الطفل، والملاحظة، إضافة إلى تفعيل الذاكرة الصورية، فالطفل عندما يقوم بإجراء العمليات الحسابية لا يرى العدد كعدد بقيمته العددية المطلقة، وإنما يراه “كخرزات” نتيجة خلق ألفة بين الطالب وAbacus المعداد الذي يعتمد عليه أثناء قيامه بعملية الحساب، والأطفال يتقبلون هذا النوع من البرامج، خاصة أنه يحقق نتائج رائعة معهم، بعيداً عن المناهج الدراسية التقليدية التي قد تصيب بعض الأطفال بالملل أو التعب، لذلك نرى هنا تفاعلاً واندماجاً رائعاً من قبلهم، ويؤكد الأستاذ علي حمدان على أن الحساب الذهني اليوم بات ضرورة ملحة لأطفالنا بشتى المراحل، ويمكننا تشبيهه بدورات المحادثة لتعلّم اللغات الأجنبية التي تزيد من مهارته، وتصقل خبرته، وضرورة وجوده اليوم في مناهجنا مهمة جداً لدوره الإيجابي في تحسين القدرات العقلية لأطفالنا.
الثقة بأطفالنا
من الضروري أن يشعر أطفالنا بثقتنا الكبيرة بهم، وبالإيمان المطلق بقدراتهم، وهذا بالتحديد ما حدث مع الطفل حسن عبد اللطيف الذي تم انتقاؤه بداية من بين حوالي خمسة أطفال من أصل 1200 طفل، والأطفال الخمسة كانوا الأكثر إجابة عن التمارين بسرعة أكثر من غيرهم، وبدقة عالية، وبعد أن تم التأهل في المرحلة الأخيرة لهم، تم اختيار حسن بسبب سرعته ودقته بالإجابة، وحسب ما أكد الأستاذ علي فإن الإنجاز الأهم الذي استطاع الطفل حسن، وبعد تمرين وجهد مكثفين معه، تحقيقه هو أنه بعمره الصغير الذي لم يتجاوز السبع سنوات استطاع أن يحفظ جدول الضرب، وأن يتدرب على ضرب أكثر من عدد بعدد، وهذا ما يفوق قدرات طفل بعمره، وبالتالي أثبت حسن أن الطفل السوري قادر على منافسة جميع الأطفال في الدول المتقدمة بعلمها لامتلاكه قدرات عقلية كامنة إذا طورناها واشتغلنا عليها نستطيع المنافسة، وتحقيق أفضل النتائج بكل تأكيد.
لينا عدرة