مخطط استيطاني يلتهم مساحات واسعة من الضفة
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أمس، عن مخطط جديد لسلطات الاحتلال لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين بين رام الله ونابلس في الضفة الغربية، وذكرت أنه سيتم توسيع مساحة المستوطنة بنحو ثلاثة أضعاف مساحتها الحالية، ووصلها ببؤرة استيطانية في المنطقة، الأمر الذي سيمكّن سلطات الاحتلال من السيطرة على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في قلب الضفة الغربية.
وزارة الخارجية الفلسطينية، وفي بيان لها، أكدت أن صمت المجتمع الدولي يشجّع سلطات الاحتلال الإسرائيلي على استمرار الاستيطان على أراضي الفلسطينيين، وأضافت: إنه مع مرور الوقت تتكشف المخاطر الكارثية والأبعاد الاستعمارية العنصرية لما يسمى “قانون القومية اليهودي”، الذي بات يمثّل مظلة لتمرير سياسات الاحتلال العدوانية ضد الفلسطينيين وخاصة الاستيطانية والتهويدية، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال كثّفت مؤخراً عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة متجاهلة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
في السياق ذاته، أدانت الحكومة الفلسطينية بأشد العبارات استمرار تحريض مسؤولي كيان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ومواصلة إطلاق التهديدات وتنفيذ المخططات المعادية لتطلعاته الوطنية، وقال المتحدّث باسم الحكومة يوسف المحمود: إن تصريحات وزير الاتصالات في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس، التي قال فيها: إن غزة لن تتصل بالضفة تأكيد جديد على مخططات الاحتلال العدوانية الرامية لتمزيق الجغرافيا الفلسطينية والإبقاء على الانقسام، وبالتالي تدمير أي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وشدد المحمود على أن الانقسام الفلسطيني جلب ولا يزال الويلات للشعب الفلسطيني، وفتح المجال واسعاً أمام كيان الاحتلال ومن معه لمحاولة تنفيذ المخططات المعادية التي تهدف إلى تجزئة وتفتيت الجغرافيا الفلسطينية وسرقة وتغييب مدينة القدس المحتلة وتدمير تحقيق الحلم الوطني الفلسطيني.
وبالتوازي، أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية يوسف ادعيس أن الانتهاكات الإسرائيلية للمسجدين الإبراهيمي والأقصى تزداد خطورة في تدنيس واضح لقدسيتهما، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيفشل كل قرارات وانتهاكات الاحتلال، وقال: إن قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل أمام الفلسطينيين من اليوم في العاشرة مساء ولمدة 24 ساعة تحت مبررات واهية يدفع إلى الحرب، مبيناً أن الاحتلال يعمل بشكل ممنهج ويومي للسيطرة على الأماكن الدينية الإسلامية لفرض سياسة الأمر الواقع، وطالب المؤسسات الحقوقية الدولية ومنظمة اليونيسكو بالوقوف أمام التزاماتها بحماية تراث الشعب الفلسطيني وثقافته وحضارته.
إلى ذلك، طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته حيال مواصلة سلطات الاحتلال انتهاكاتها بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة، ودعت الحكومة في بيان المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال من أجل التراجع عن قرارها إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل أمام الفلسطينيين لمدة 24 ساعة، معتبرة ذلك جريمة جديدة في سجل جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين بينهم طفل من القدس المحتلة ومناطق أخرى بالضفة الغربية، وذكرت وكالة وفا الفلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة فلسطينيين، بينهم الطفل محمد عبد عطية، من القدس المحتلة، واثنين من بلدة بيت ريما برام الله، وفلسطينياً من طولكرم بالضفة الغربية.
واستدعت مخابرات الاحتلال الطفل سلطان سمرين من حي وادي حلوة بالقدس المحتلة إلى مركز تابع لها للتحقيق.