“بورتريه ” في صالة لؤي كيالي
بعد غياب وتقطع في عروضها الموسم الماضي اختتمت صالة لؤي كيالي أنشطتها لهذا الصيف بمعرض “فن البورتريه” الذي ضم عددا كبيرا من الأعمال الصغيرة المنفذة بتقنيات متنوعة توزعت بين التصوير والحفر والنحت، واللافت أن البعض من الفنانين المحسوبين على فرع دمشق لا يفرقون بين صورهم الشخصية وبين اللوحة التي تعنى بفن البورتريه، كما أن القائمين على المعرض لا يترددون في عرض أعمال قديمة لفنانين لا وجود لهم في البلد حاليا ويقيمون في مهاجرهم، كما عرضت أعمال لا تحسب إلا أعمال هواة وكان من الأجدر أن لا تعرض إلى جانب العديد الآخر من اللوحات التي تستحق ويتوفر فيها الفن والخبرة، هذا الأمر أوجد تفاوتا كبيرا يدل على أن اللجنة القائمة على النشاط غير متجانسة وغير متفقة على السوية والهدف من هذا النشاط.
وبالعودة إلى السنوات الماضية كان يمكن القول أن هذه الصالة الجديدة تنافس الصالات الخاصة الأخرى في عروضها بالمستوى الفني وبما تقدمه من تسهيلات متاحة للفن التشكيلي، كما أنها كانت تستضيف فناني المحافظات الأخرى وتقيم الندوات الموازية، واستبشرنا خيرا فيها وبدورها في كسر احتكار فناني العاصمة للأضواء، لكن العهد الجديد لهيئة فرع دمشق وتوليه مهام إدارة هذه الصالة لم تتوفق بعد في المحافظة على سوية الصالة على الأقل، علما أنه المعني في تطويرها واستثمارها بالشكل المتميز. والحقيقة أن هذه الصالة إلى جانب صالة الشعب في شارع الفردوس هي المكان الأرحب للمهتمين بالفن التشكيلي ومنتجي اللوحة، ولجيل الشباب والتجارب الواعدة التي تستحق الدعم والمساندة، خاصة وأن اتحاد الفنانين التشكيليين القائم على هذه الصالات هو المعني بمصلحة الفنان أكثر من أصحاب الصالات الخاصة، لما يقدمه من تسهيلات في العرض شريطة توفر الحد اللائق من المستوى الفني والإبداعي .
ننتظر معارض أكثر حضورا وذات مستوى يليق بأكبر فرع في اتحاد الفنانين مثلما يليق بالحركة التشكيلية السورية. كما ننتظر عودة تلك الروح الثقافية لهذا المكان – صالة لؤي كيالي للفنون الجميلة – وللرواق العربي مكان الفنانين وملتقى أماسيهم الجميلة.
أكسم طلاع